(إن الله لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم إن التغيير سنة الحياة فالمياه الراكدة تولد البعوض والذباب والحشرات، فنجد أن ثورة الانقاذ التي جاءت لتحسين أوضاع الناس المعيشية وكان ذلك ثالث انقلاب عسكري سبقه انقلاب عبود ونميري يرحمهما الله لأن أول ثورة في التاريخ هي الثورة الفرنسية والتي قالت فيها ماري انطوانيت لشعبها عندما لم يجد الخبز عليه أن يأكل البقلاوة وهي جزء من الباسطة لانها تريد للشعب أن يكون مثلها أو كما يقول المثل جنب الملوك تلوك، وكذلك ثورة 32 يوليو 2591م التي قام بها بما يسمى الضباط الاحرار بقيادة جمال عبدالناصر واللواء محمد نجيب اول رئيس لمصر وانقلب عليه الرئيس جمال عبدالناصر لا اختلافات في السياسيات فيما بينهما كما حدث في انقلاب هاشم العطا ضد الرئيس نميري في اختلاف في السياسيات، فيما بينهما أو بما يسمى بالثورة التصحيحية لمسار الثورة انه الصراع على السلطة كما حدث في ثورة الانقاذ بما يعرف ببيان رمضان الذي أزيح فيه الشيخ الترابي من السلطة على يد تلميذه علي عثمان وانقسمت الثورة إلى حزبين حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي وحزب المؤتمر الوطني بقيادة البشير كما أزاح الرئيس الجزائري هواري بومدين بي بيلا عن السلطة وكان نائباً له وقائد الجيش كما أزاح السيسي في مصر الرئيس المنتخب محمد مرسي عن السلطة، وجعل الاخوان المسلمين حزباً محظوراً بل اعتبروا إرهابيون يقومون للمحاكمة انها السياسة، وفي احدى دول الخليج العربي أزاح الابن أباه عن السلطة فان هناك ثلاث سكرات للانسان أولها سكرة الموت وسكرة الشباب وأخطرها وأعظمها سكرة السلطة التي يتصارع عليها السياسيون فيضروا البلاد والعباد فيما بينهم بل تنقسهم تلك البلاد إلى أجزاء حتى لو كان الحاكم ظالما على سبيل المثال فهو اولى في البقاء لبقاء الدولة وعدم انهيارها وهذا ماحدث للعراق الشقيق بعد غزة من قبل امريكا وقوات التحافل واعدام رئيسه نجد أن الدولة قد انهارت وكذلك ماحدث في الصومال بعد خلع سياد بري وهذا مايحدث الآن في الجنوب مابين سلفاكير ونائبه مشار انه صراع على السلطة يروح ضحيته آلاف الضحايا وتشرد الأسر وتضربها المجاعة ويحتاجون إلى الاغاثة والعون الخارجي. فنجد أن الثورات التي تسمى بالربيع العربي حدث كلها فيها صراع على السلطة ماعدا تونس التي استقر فيها الحكم للتوفيق مابين الدولة الدينية والدولة المدنية فرسولنا الكريم أنشأ في المدينة دولة أخذت تتطور إلى أن جاء سيدنا عمر فانشأ الدواوين أو بما يسمى في عصرنا الحاضر بالوزات التي سميت حديثا بهذا الاسم فالصراع مابين الدينين إن صح الاسم الذين يطالبون باحكام الشريعة الاسلامية ومابين العلمانيين الذين يريدون أن يفصلوا مابين الدين والسياسة كما هو حاصل في دول الغرب فقد كانت الكنيسة هناك مستبدة بل تكفر العلماء إذا قالوا بان الارض كروية فقتلوا العلماء ولكن ديننا يدعو إلى العلم وبان العلماء هم ورثة الأنبياء واطلبوا العلم ولو في الصين وإن العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. فنجد أن بلادنا تتجه إلى صراع مابين الإسلاميين والعلمانيين في السلطة رغم أن تجربة الاسلاميين على مدار ربع لم ينجح ففصلت الجنوب عن الشمال وحصل تدهور اقتصادي ادى إلى افقار الشعب في بلد المليون ميل مربع والتي بها ارض قابلة للزراعة تقدر بأكثر من 002 مليون فدان ففشل مشروع الجزيرة التي كانت تعتمد عليه البلاد وأصبح البترول بدل أن يدعم الزراعة أصبح نقمة، وجاء دور الذهب المقنن وغير المقنين أي للشركات والافراد كلا يبحث عن الغني وعند ما غزي محمد علي باشا حاكم مصر كان يبحث عن الذهب والرجال ليجندهم في جيشه حتى يعمل بهم امبراطورية ولكن القوى الغربية حطمت حلمه وتحطيم أسطوله في موقعه ابي قبر هذا ما قرأته في التاريخ حتى أن تونس لم تأخذ بالتجربة السودانية بل أخذت بالتجربة التركية فتركيا تبحث لها عن موقع من ضمن دول الغرب المتقدمة. وما يحدث في العراق وسوريا بظهور داعش على الخط وحلمها بقيام دول الخلافة الاسلامية فهل يعيد التاريخ نفسه كما يقول المثل في ظل دولة الخلافة العثمانية في تركيا والتي حكمت العالم العربي والاسلامي ارجعه قرون أي اربعمائة ستة فنحن حياري مابين ديمقراطية العرب وحكم الشور، الاسلام في أمرهم شورى فيما بينهم فالى أين نحن ذاهبون لقد فقدنا البوصلة وفقدنا خارطة الطريق ودخلنا في متاهات لا يعلمها إلا الله علام الغيوب في كثرة الحروب والفتن (وإن الله لا يغير مايقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).