[email protected] ما زالت الآمال معقودة على جولة التفاوض الحالية بين قطاع الشمال والحكومة السودانية، بالرغم من الترقب الحذر الذي يسود المنظر السياسي حيث ظهرت غيوم تغطي المشهد السياسي وتصريح من كل طرف يتهم الآخر بعدم الجدية، حيث تباينت الرؤى حول التفاوض في المنطقتين او التفاوض حول قضايا السودان كافة، الحركة الشعبية تُصِرًّ على موقفها الداعي للتفاوض حول قضايا السودان قاطبة بينما الوفد الحكومي يتعامل وفقاً لمنصوص ومنطوق قرارات مجلس الامن والآلية الأفريقية حول قضايا المنطقتين فقط. الآثار المترتبة على انهيار جولة التفاوض بين الطرفين مزيد من التشريد والجوع والقتل والدمار في ولاية جنوب كردفان والنيل الازرق، ومعلوم حسب أدبيات التفاوض التي درج عليها الطرفان إن المنطقة سوف تشهد تصعيد عسكري عنيف خاصة جبهتي النيل الازرق وجنوب كردفان عقب كل انهيار جولة تفاوض ليثبت كل طرف انه يستطيع أن يقضي على الآخر وهكذا تدور عجلة السياسة والحرب والخراب والدمار، والذي يسدد فاتورتي الحرب والدمار، هو المواطن السوداني في الدولة السودانية. لم تنتهِ يوماً من أيام الله أي حرب بساحة الوغى، لكن الحروب في غالبها تنتهي بمائدة التفاوض والتحاور المفضي إلي سلام دائم ، والرابح فيه الطرفان، لا يضير الحركة الشعبية أن تتفاوض في حدود المنطقتين وتضع حداً لهذه الحرب وتغيث الجوعى وتمسح دمعة اليتيم وتشد من أزر الأرامل في جنوب كردفان، اذا كانت هناك جدية من طرفها، ما الذي يجعلها لا تناقش قضية جنوب كردفان والنيل الازرق؟ خاصة أن هناك بعض الملفات العالقة من اتفاقية السلام الشامل الموقَّعة عام 2005م. القضايا الاخرى تحتاج الى نقاش مستفيض مع شركاء آخرين لا يحملون السلاح بالرغم من انهم قوة سياسية لا يستهان بها، والحركة الشعبية والحكومة السودانية لن يستطيعوا لوحدهم الوصول الى تسوية سياسية شاملة تخص باقي السودان دون اشراك القوى السياسية الاخرى التي تشكل الساحة السودانية بأكملها. اذا انهارت المفاوضات بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والحكومة السودانية، فإن النتائج المتوقعة من ذلك معسكران. واحد يدعم الحركة الشعبية في توجهها وهذا القطاع الذي تتشكل منه الجبهة الثورية ومكوناتها اضافة الى حزب الامة الذي وقَّع اتفاق باريس مع القوى التي تشكِّل تيار الجبهة الثورية، المعسكر الآخر هو الحكومة السودانية والاحزاب التي توالي الحكومة سياسياً في نهجها التفاوضي بقيادة المؤتمر الشعبي الذي سوف ينتظم مع الحكومة ومعه احزاب سياسية اخرى في التشكيلة الحكومية القادمة التي سوف تشكِّل خارطة لمرحلة انتقالية لا تزيد عن عامين تشهد ميلاد مجلس وطني معين من قبل رئيس الجمهورية تشارك فيه الاحزاب التي توالي الحكومة يّطلع بدور يتعلق بميلاد دستور جديد، ربما تشارك القوى السياسية وتقاسم الحكومة المقاعد من مستوى المحليات وحتى الولايات. الخمسة العظام في المؤتمر الوطني الدور انتهى وقضي الامر الذي انتم فيه تستفتون، والفيلم هذا مشهده الأخير، والي اللقاء في جولة قادمة.