أفاد لاجئون أفارقة لإسرائيل -خاصة السودانيين منهم- بأنهم يخضعون لمساومات وضغوط من قبل السلطات هناك من أجل الحصول على إقامة أو مواطنة مقابل التجنيد في الأذرع الأمنية، الأمر الذي نفته إسرائيل، مرجحة انضمامهم لبعض الأجهزة الأمنية الأخرى. ويقول عمر وهو شاب سوداني في منتصف الثلاثين من عمره تسلل إلى إسرائيل ويعمل في مطعم بمنطقة الناصرة، إنه رفض عرضاً إسرائيلياً للتدرب على السلاح لمدة شهور مقابل راتب يصل إلى ألف دولار شهرياً. ويوضح ل"الجزيرة نت" أن العشرات من السودانيين الذين تسللوا للبلاد قد استجابوا للعرض وهم يتدربون على استخدام السلاح و"الدفاع عن النفس" استعداداً لعودتهم لجنوب السودان حينما يطلب منهم ذلك، للقيام بأعمال تخريبية. وتقرر في فبراير 2008 اعتقال وطرد طالبي اللجوء خارج إسرائيل. وكشفت القناة العبرية الأولى قبل شهور، أن بعض أهالي ديمونة هددوا بالرحيل عن المدينة إذا استمر تواجد السودانيين في طرقاتها. الخدمة العسكرية وأكد إسماعيل وهو مهندس حاسوب في شركة إسرائيلية، أن تل أبيب تعرض على اللاجئين السودانيين الخدمة العسكرية أو المدنية، وأن السلطات الإسرائيلية لم تلزمهم لكنها تفتح الأبواب لذلك، مشيراً إلى أن نفقات الحياة مكلفة في إسرائيل. وقال إسماعيل إن عدداً كبيراً من اللاجئين انضموا للخدمة العسكرية والمدنية "لم يجبرنا أحد بل يبادر السودانيون للتجند للاستفادة من الخبرات العسكرية في إسرائيل". ونفى ما قاله زملاء آخرون له من أن جهات إسرائيلية تقوم بتدريبهم على استخدام السلاح و"المهارات" الأخرى تمهيداً لعودتهم للسودان والمشاركة في المواجهات والقيام بعمليات "تخريبية" في وطنهم الأم. من جانبه، نفى المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية يغئال طالمور تجنيد إسرائيل من تراه مناسباً من المتسللين السودانيين والأفارقة بالجيش، ولم يستبعد تجنيد بعضهم لأجهزة أمنية أخرى. وقال طالمور في حديث ل"الجزيرة نت" إن المنطق يقول إن الموساد ربما يجند عدداً قليلاً من هؤلاء ممن بحوزتهم معلومات ومعرفة ذات صلة. وأضاف أن الأفارقة بدون مواطنة والقانون لا يتيح تجنيد من هم غير مواطنين للجيش إلا إذا حاز على مكانة المواطنة وهؤلاء قلائل.