شن وزير الخارجية السوداني علي كرتي يوم الإثنين هجوماً عنيفاً على سياسة الإدارة الأميركية تجاه بلاده، معتبراً أن اجتماعات نيويورك الأخيرة لاقت زخماً إعلامياً كبيراً لكنها لم تضف أي جديد يذكر، موجهاً مزيداً من الانتقادات لأميركا. وقال كرتي في حديث نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" يوم الإثنين إن أيادي الرئيس الأميركي باراك أوباما مقيدة وسياسات مبعوثه للبلاد الجنرال المتقاعد إسكوت غرايشون مرتبكة ومتذبذبة. ورأى كرتي أن المسؤولين الأميركيين لا يملكون الشجاعة لمواجهة منظمات وجمعيات أميركية ظلت معادية لحكومة الرئيس عمر البشير منذ البداية. وأضاف "أن المبعوث غرايشون جاء للسودان مرات كثيرة، ربما 20 مرة وظل يستمع لنا كثيراً ونحن نتكلم، ويقول لنا: سأعود إلى واشنطن، وسأفعل كذا وكذا، ثم يعود مرة أخرى ويكرر الشيء نفسه". وقال الوزير: "قبل شهرين ولسبب ما جاء إلى الخرطوم، وقال لنا إنه، أخيراً، سيحدث تقدم وسيعلن الرئيس أوباما سياسة جديدة، لكنه لم يقدم لنا بنوداً مكتوبة سمعنا عنها من وسائل الإعلام". جمعيات اللوبي وقال كرتي: نحن نعرف أن السياسة الأميركية تدار من الكونغرس عن طريق جمعيات اللوبي وعن طريق مناورات وتحركات ومزايدات لكن، لا يمنعنا هذا من أن نقول: إن السياسة الأميركية نحونا خطأ في حقنا وحق المنطقة وحق المصالح الأميركية الحقيقية نفسها. وذكر كرتي أنه لا يوجد فرق كبير في موضوع تعهدات المسؤولين الأميركيين، ثم عدم تنفيذ تعهداتهم في سنة 2007 بعد اتفاقية أبوجا لحل مشكلة دارفور. وقال: "كنت شاهداً على اتصال تليفوني بين الرئيس عمر البشير والرئيس الأميركي جورج بوش شكر عبره الرئيس البشير على تعاون السودان لحل مشكلة دارفور، ووعد بإعلان سياسة جديدة، وإعادة العلاقات الدبلوماسية، وتقديم مساعدات". وأضاف: "بعد ذلك جاء مسؤولون أميركيون وذهبوا، ولم نسمع شيئاً حتى جاء أوباما، وتكررت المسرحية نفسها. وأخيراً، سمعنا أنهم سيعلنون سياسة جديدة.. الذين يتحدثون عن (الوقت الضائع) يجب أن يلاحظوا أن الأميركيين أنفسهم لم يهتموا باحتمال تقسيم السودان إلا في (الوقت الضائع)". وقال إن اجتماعات نيويورك لاقت زخماً إعلامياً كبيراً لكنها لم تضف أي جديد يذكر. نوايا أميركا وفي الخرطوم، شكك مدير مؤسسة "عالم واحد للبحث والإعلام" د.سعيد دودين للشروق، في نوايا أميركا حيال السودان. واعتبر حديث واشنطن عن تحقيق سلام عادل في المنطقة لا يمت للواقع بصلة، وقال إنها تتخذ مشكلة إقليم دارفور معبراً للهيمنة على الدول الأفريقية. وقال دودين عقب ندوة عقدها بالخرطوم إن واشنطن ومنذ عهد الرئيس جورج بوش مروراً بالرئيس الحالي باراك أوباما ما زالت تنتهج سياسة الهيمنة الكونية. وأوضح أن من تلك السياسات تهدف لتجزئة السودان باعتبار أنها تتخذ من ذلك منطلقاً للهيمنة على الدول الأفريقية. ورأى دودين أن ما تقوله أميركا من تحقيق سلام في السودان لا يمت للواقع بصلة. وقال إن واشنطن ما زالت في ظل إدارة أوباما تنتهج استراتيجية الهيمنة الكونية، متهماً إياه بالسعي للسطو على قوت الشعب السوداني والاستفادة من ثرواته. وشدد دودين على ارتباط الصهيونية بتأجيج الحرب في إقليم دارفور غرب السودان، وقال إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق شارون أصدر قراراً في عام 2003 يقضي بزعزعة الأمن غرب السودان خاصة بالإقليم. وأكد أن حديثه موثق في إحدى محاضرات وزير الداخلية الصهيونية آفي دختر في عام 2004، وأن الناشطين الصهاينة اتجهوا في ذات التاريخ صوب الجنوب للقيام بمهامهم الرامية لتفتيت السودان ومن حينها مارسوا عمليات التضليل بالمنطقة.