رحب الاتحاد الأفريقي وفرنسا يوم الثلاثاء، بتوقيع أول اتفاق ثنائي رسمي بين الخرطوموجنوب السودان بشأن نشر قوات لمراقبة الحدود المشتركة بين البلدين، والذي وقع في أديس أبابا في 30 يوليو الماضي. وتمثل القضايا العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان أكبر تحد أمام تطور العلاقات بين الطرفين برغم بروز لهجة تصالحية من الطرفين بعد مباحثات أديس أبابا. وأشار محللون إلى أن التعقيدات فى ملف القضايا بين الجانبين قد يؤخر الجهود الرامية للتوصل إلى تفاهمات بشأن القضايا . وأوضح بيان صادر عن الاتحاد الأفريقي أن حكومتي السودان وجنوب السودان أكدتا التزامهما بالاتفاق الذي وقع مطلع الأسبوع الجاري بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بين ممثلين للحزبين الحاكمين في الدولتين. وأكد البيان أن توفير الأمن على امتداد الحدود هي مسألة تحظى بأهمية خاصة. وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي على ثقة من أن الآليات التي أتيحت بموجب هذا الاتفاق ومن بينها المراقبة والتحقق من جانب طرف ثالث ستساهم في اتجاه إرساء علاقات سلمية بين الدولتين. منطقة منزوعة " المتحدث الرسمي المساعد باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج تقول إن باريس تدعو الجانبين إلى إجراء مفاوضات بنفس روح التعاون حول مجمل الترتيبات الخاصة بعلاقاتهما وتعاونهما "من جانبها رحبت فرنسا يوم الثلاثاء بالتوقيع على اتفاق حول إقامة منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود بين السودان وجنوب السودان وترتيبات مراقبتها. وقالت المتحدث الرسمي المساعد باسم الخارجية الفرنسية؛ كريستين فاج، إن باريس ترحب أيضاً بطلب الجانبين قوة دعم لتنفيذ الاتفاق من الأممالمتحدة، خاصة في منطقة أبيي. وأضافت أن هذا الاتفاق الذي تم بفضل مساندة فريق الاتحاد الأفريقي رفيع المستوى يؤكد رغبة حكومتي الدولتين في اتخاذ القرارات المطلوبة لصون الاستقرار الإقليمي وإقامة علاقات ثقة بينهما. وقالت فاج إن فرنسا تدعو الجانبين إلى إجراء مفاوضات بنفس روح التعاون حول مجمل الترتيبات الخاصة بعلاقاتهما وتعاونهما. وينص الاتفاق بين الجانبين على نشر 300 جندي أثيوبي من قوات الأممالمتحدة لمراقبة الحدود بين البلدين حيث سيقوم الجنود الأسبوع المقبل بتقييم حاجات المنطقة تحت رعاية وفد من 16 ممثلاً عن السودان وجنوب السودان. مواضيع حساسة من جهته وصف الموفد الخاص للولايات المتحدة في السودان برينستون ليمان الاتفاق بالمهم جداً لأنه يخص أحد المواضيع الأكثر حساسية بين البلدين، مضيفاً أن ذلك سيوفر آلية استقرار لما يوفره الاتفاق من آليات للرصد والتحقق في الحوادث الحدودية. كما اتفق الطرفان على عقد جولة محدثات في ال17 من الشهر الجاري لمناقشة ترسيم حدودهما المشتركة التي هي مصدر توترات بين البلدين. وتعد الحدود واحدة من المسائل العالقة بين شطري السودان حيث تسيطر خلافات بينهما بشأن خمس مناطق استراتيجية لم تتمكن اللجان المشتركة بينهما من الاتفاق حولها وهي بطول يصل لنحو 20% من إجمالي حدود البلدين التي اتفق على نحو 80% منها على الورق. يذكر أن دولة جنوب السودان استقلت في التاسع من الشهر الماضي بعد أن اختار مواطنوها الانفصال في الاستفتاء الذي أجري بموجب اتفاق السلام المبرم عام 2005 بعد عقدين من الحرب الأهلية الطاحنة.