أظهرت أحدث البيانات أن المستثمرين الأجانب ابتعدوا عن شمال أفريقيا أثناء انتفاضات الربيع العربي وليس هناك فرصة في عودة سريعة، وأظهرت بيانات مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة التنمية (أونكتاد) أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المنطقة توقفت تقريباً. وفي تقرير صدر في يوليو/ تموز الماضي قالت أونكتاد إنه لم تتم سوى أربع عمليات اندماج واستحواذ في المنطقة في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام مع اندلاع الانتفاضات. ويقارن ذلك بنحو 30 عملية اندماج واستحواذ تقريباً سنوياً في السنوات الست الماضية. ولم تعلن قيمة العمليات الأربع لكن قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ في السنوات الست الماضية بلغت في المتوسط خمسة مليارات دولار سنوياً. تراجع الاستثمارات وأظهرت بيانات أونكتاد كذلك أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مشروعات جديدة في مصر تراجعت بنسبة 80 بالمئة في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام بالمقارنة بالعام السابق. وقالت أونكتاد: "قد تمر شهور قبل أن تستعيد البلاد ثقة المستثمرين". وأظهرت بيانات أونكتاد أنها كانت من أكثر الدول استهدافاً بالاستثمارات الأجنبية المباشرة في أفريقيا كلها في السنوات القليلة الماضية، واجتذبت ليبيا 3.8 مليار دولار بجميع أشكال الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2010 وهي أحدث سنة أوردت أونكتاد بيانات عنها. ويضعها ذلك ضمن مجموعة من الدول التي تتلقى أكثر من ثلاثة مليارات دولار ومنها مصر ونيجيريا وأنجولا. وحصلت مصر على استثمارات أجنبية مباشرة بلغت 6.3 مليار دولار في حين حصلت تونس على 1.5 مليار دولار، ويتوقع العديد من المحللين أن تستمر الشكوك بشأن الاستقرار في المنطقة وخاصة في ليبيا لبعض الوقت.