شدد رئيسا شمال وجنوب السودان عمر البشير وسلفاكير ميارديت على عدم العودة إلى الحرب مهما تفاقمت الأزمات بين الدولتين، وطلب الأخير محاصرة الشائعات معتبراً أن أي خطأ في العلاقات بين البلدين قد يقود إلى كارثة. ووجه البشير في ختام المباحثات المشتركة مع دولة جنوب السودان بفتح ميناء بورتسودان لصادرات الجنوب وفق المعايير القانونية المتبعة وتوسيع التعامل التجاري وفتح فرص التعليم والتدريب للجنوبيين. وقال البشير إن المصالح المشتركة رابط لا تفصله العوائق حال توفر الإرادة السياسية، مجدداً احترام السودان لإرادة أهل الجنوب وفقاً لاتفاقية السلام الشامل لعام 2005. ويعقد الجانبان اليوم الأحد مؤتمراً صحفياً بمطار الخرطوم لإعلان ماتم التوصل إليه في المباحثات على أن يواصل الخبراء والوزراء والمعنيون مناقشة وبحث القضايا العالقة. ملفات عالقة ومن أبرز الملفات العالقة قضايا الحدود والنفط والديون والمعاملات المصرفية والأصول والنقل والطيران المدني وإيواء الجنوب لمجموعات متمردة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان بالإضافة إلى قضية أبيي. وأوضح البشير أن تحقيق الأمن والاستقرار يستلزم الاتصال المباشر بين البلدين في كل المستجدات والاعتماد والتعويل على قدرتنا في حل قضايانا بأنفسنا وتأسيس علاقة تنطلق من حقائق التاريخ والجغرافيا والتمازج السكاني والتنوع في سبيل تطلع البلدين إلى مستقبل مشرق. وأضاف البشير قائلاً إننا خسرنا الوحدة فلابد أن نكسب السلام والتنمية والاستقرار. ودعا البشير إلى جعل الحدود بين السودان وجنوب السودان حدوداً مرنة تنظم حركة السكان والتجارة وتبادل المنافع وفقاً للتنسيق المعروف بين الدول في تبادل المنافع الأمر الذي يضع نواة للتكامل الاقتصادي بين البلدين. وأشار إلى ضرورة الاستفادة من الميزات النسبية للمنتجات الزراعية والصناعية في كل البلدين وتسهيل الإجراءات الإدارية والجمركية لتوسيع التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين االبلدين. وأكد البشير أن إيواء عناصر معادية لاستقرار السودان بالجنوب يعد تقصيراً من الطرف الآخر لنصوص اتفاقية السلام الشامل، وقال إن تحقيق الأمن والاستقرار بين دولتي السودان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنزع فتيل الأزمات ومنع أصحاب المآرب والأجندات الخبيثة من بذور الفتن بينهما. هم واحد ومن جهته أكد الفريق أول سلفاكير ميارديت حرص بلاده على الجلوس للتفاوض لإيجاد حلول للقضايا العالقة بين البلدين. وأوضح لدى مخاطبته جلسة المباحثات المشتركة أن الحرب محطة تركناها عام 2005م بتوقيع اتفاقية السلام الشامل. وقال إن ما طرحه البشير في خطابه بشأن قضايا البلدين هو من الأهداف التي جاء من أجلها إلى الخرطوم، معرباً عن أمله في التوصل لحلول لقضايا البلدين. وطالب سلفاكير بضرورة تفعيل قنوات الاتصال واللقاءات المباشرة لمنع الشائعات، معتبراً أن أي خطأ في علاقة البلدين يمكن أن يقود لكارثة. مضيفاً أن الحرب ليست حلاً لكل الإشكاليات أياً كانت طبيعتها ودائماً الحل في الجلوس للتفاوض. وجرت بقاعة الصداقة في الخرطوم صباح ومساء يوم السبت مباحثات مغلقة بين وزراء السودان ورصفائهم في حكومة الجنوب وشكل الجانبان خمس لجان رئيسية لمناقشة الأوضاع المشتركة بين الجانبين والقضايا العالقة وتشمل العلاقات الخارجية واللجنة الاقتصادية ولجنة التعليم العالي والنفط ولجنة الشؤون الإنسانية ولجنة الأمن والحدود.