أثار جهاز شفط الأجنة جدلاً كبيراً وسط أطباء السودان يضاف إلى جدل آخر مع علماء الدين حول استخدامات الجهاز في التخلص من الحمل غير الشرعي وأنه يستهدف تحديد النسل في السودان وتحقيق الحمل الآمن للمراهقين. وأظهر برنامج المحطة الوسطى بالشروق وجود جدل طبي واسع بين مؤيد ومعارض لطبيعة جهاز شفط الأجنة وأهدافه فضلاً عن تاريخ دخوله إلى السودان والجهات التي ساعدت في نشره بالمستشفيات السودانية. ودافع مدير منظمة "أنا السودان" د. محي الدين الجميعابي عن الجهات التي ساعدت في استجلاب الجهاز بالتنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية ومنظمة "دي كي تي"، مؤكداً أن الجهاز المتطور لشفط الأجنة خفف مجموعة من الآثار السالبة التي كانت تصيب النساء جراء استخدام المعدات التقليدية. وأكد أن عمليات النظافة السابقة والمسماة بالكحت كانت تترك أضراراً كبيرة من بينها إحداث ثقب في الرحم بجانب التهابات مهبلية قد تستمر مع المرأة طوال الحياة خاصة وأن الأدوات المستخدمة في العملية عقيمة وقديمة، واصفاً إياها بالقبيحة. سم الخياط واستهجن الجميعابي تسمية الجهاز بشطف الأجنة، مؤكداً أنه لا يعمل على إسقاط الجنين بل يقوم فقط بنظافة الرحم بعد الإجهاض بطريقة سلسة ومريحة، موضحاً استحالة أن يقوم الجهاز بشطف جنين، مشبهاً ذلك بالجمل الذي يلج سم الخياط. " الجميعابي استهجن تسمية الجهاز بشطف الأجنة، مؤكداً أنه لا يعمل على إسقاط الجنين بل يقوم فقط بنظافة الرحم " وقال إن فتحة الجهاز صغيرة للغاية وتتحرك في الرحم بسهولة فائقة يسهل معها جذب الأنسجة التالفة التي يخلفها إجهاض الجنين. لكن اختصاصية النساء والولادة ست البنات خالد أكدت أن من صميم استخدامات الجهاز إيقاف الحمل في مراحله الأولى خلال الثلاثة أشهر الأولى. وشنت ست البنات هجوماً كاسحاً على انتشار الجهاز بصورة مزعجة في الأواسط غير الطبية، وأكدت أن مجموعة كبيرة من الفتيات يلجأن إلى استخدام حبوب الإجهاض في البدء ومن ثم استخدام هذا الجهاز لنظافة الرحم. وأكدت أن الجهاز دخل السودان في أواخر التسعينيات عبر برامج محددة تستهدف فئات معينة من المراهقين ومن ضمنها الواقي الذكري "الكاندوم"، مؤكدة أنها جميعها تناقض الأخلاق والتعاليم الدينية السمحة. واتهمت ست البنات أطباء سودانيين كبار بأنهم أدخلوا حبوب الإجهاض بواسطة قنوات رسمية لكنها باتت الآن في متناول الكل، موضحة أن الحبوب والجهاز معاً سلاح ذو حدين وتستخدم في السودان لأغراض غير أخلاقية. أيادٍ يهودية وحذرت هيئة علماء السودان ممثلة في الأمين العام محمد عثمان صالح من عدم وضع ضوابط على هذا الجهاز، مؤكداً أن وضعه في أيدي غير أمينة خطر ماحق يستهدف النسل في السودان خاصة وأنه دخل بواسطة شركة يديرها أميركي يهودي يسمى فيلب ديفيد وهو من أكبر المروجين للدعارة. " هيئة علماء السودان ممثلة في الأمين العام محمد عثمان صالح حذرت من عدم وضع ضوابط على هذا الجهاز " وتساءل عن كيفية وصول هذه الشركة إلى السودان، وقال إن كل هذا يأتي في إطار المؤامرة وانتهاك قيم وأخلاق المسلمين عبر شبكات منظمة. غير أن رئيس منظمة "أنا السودان" محي الدين الجميعابي أكد أن الدوائر الطبية لا تعير اهتماماً للجهات التي قامت بإدخال الجهاز حتى لو كانت ماركس أو كلينتون ولكنها تهتم بالمردود الإيجابي ومدى مقدرته على علاج المرضى. ونفى دخوله بواسطة شركة أميركية وقال إنه دخل عبر شركة "دي كي تي" وهي تدار بواسطة سودانيين وحققوا عبرها خدمات جمة من افتتاح لعدد من المستشفيات. أعظم اختراع وأكدت اختصاصية النساء والتوليد د. عبير زلفو، أن أي اختراع أو جهاز علمي يكون سلاح ذو حدين، قائلة "العنب يصح البعض ويسكر آخرين"، وزاد: "نحن في الدوائر الطبية نهتم فقط بالجوانب الإيجابية لجهاز شفط الأجنة لأنه من أعظم الاختراعات التي جاءت لمصلحة المرأة ولتقليل الوفيات. " متضررة من الجهازتدعى "أم مآب" قالت إنها خضعت لعملية بواسطة الجهاز وتسبب لها في ثقب بالرحم " وأكدت أنه لن يكون في متناول العامة لأن الجهاز باهظ الثمن وأن بعض المستشفيات لا تستطيع امتلاكه ناهيك عن الأشخاص، مؤكدة أن الأخلاق الفاضلة لا يتم الحفاظ عليها بالابتعاد عن ما هو جديد ولكن بالتربية والتنشئة الفاضلة. على صعيد متصل أكد متضرر من الجهاز "خلف الله" للشروق أن زوجته أجهضت جنينها في وقت مبكر وخضعت لعملية نظافة بواسطة هذا الجهاز وبعد العملية اكتشف أن لديها ثقب في الرحم واضطرت إلى إجراء عملية أخرى لاستئصال جزء من "المصران". وذكرت متضررة أخرى من الجهاز "أم مآب" وقالت إنها خضعت لعملية بواسطة الجهاز وتسبب لها في ثقب بالرحم وأن الطبيبة التي أجرت العملية في مستوصف شهير بالخرطوم تكتمت على الجهاز وأبلغها بالأمر طبيب آخر في مستشفى آخر. وقلل الجميعابي من الحادثتين، مؤكداً أنها تدرج في قائمة الأخطاء الطبية، وأوضح أن الجهاز يجب استخدامه من قبل أطباء أكفاء تدربوا على إجراء عمليات بالجهاز.