قال مسؤولون إن منظمة مدافعة عن البيئة وضعت أطواقاً متصلة بالأقمار الصناعية وأجهزة استقبال للموجات اللاسلكية لحيوانات للمرة الأولى في جنوب السودان، في محاولة للتعرف على أنماط الهجرة الجماعية للظباء التي لا يُعرف عنها الكثير. وتحرص حكومة جنوب السودان على محاولة تطوير السياحة التي كانت آخذة في النمو قبل الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في محاولة لإنهاء اعتمادها على إيرادات النفط الذي أضر بموازنة الجنوب المالية. وقال المدير العام بالإنابة لإدارة الحياة البرية في وزارة الحياة البرية والسياحة بجنوب السودان فريزر تونج ل"رويترز"، إن السلطات تود معرفة أين تقضي الحيوانات أوقاتها وأين تذهب من أجل حمايتها، وأضاف: "سيكون ذلك مفيداً أيضاً للسياحة". إحصاء من الجو ويسمح اتفاق السلام الموقع في 2005 بين شمال السودان وجنوبه، لجمعية الحفاظ على الحياة البرية وهي منظمة أميركية غير ربحية وحكومة جنوب السودان التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بالقيام بعمليات إحصاء من الجو للثديات، حيث يريد الجانبان الآن اقتفاء أثر حركة الحيوانات. وكان مسؤولون أحصوا الحيوانات في عامي 2007 و2008، يتوقعون أن تكون أعداد الظباء قد انخفضت بشدة بعد سنوات من الحرب والصيد الجائر من جانب مجتمعات تواجه ظروفاً شديدة الصعوبة والصيادين الذين يصطادون الحيوانات دون تصريح غير أنهم فوجئوا بتقديرات تشير الى أن أعدادها تتجاوز 753 ألف ظبي من النوع أبيض الأذنين علاوة على أعداد كبيرة من أنواع أخرى. 1.2 مليون حيوان بالجنوب ومن شأن تلك التقديرات -التي تتجاوز إجمالاً 1.2 مليون حيوان- أن تجعل الهجرة في الجنوب مثيرة للاهتمام مثل هجرة حيوان النو في تنزانيا وكينيا، وهما بلدان يتمتعان بقطاع سياحة كبير حسبما قال بول الكان رئيس (جمعية الحفاظ على الحياة البرية) في الجنوب. ورغم أن الطبيعة الجغرافية للجنوب وكونه منطقة نائية كان السبب الأرجح في حماية الظباء، إلا أن إدارة الحياة البرية عملية صعبة حتى في وقت السلم، وقال السكان "شاهدنا 5000 ظبي من النوع تيانج مؤخراً ولا نعلم شيئاً عن مكانها الآن". وأضاف، أنه جرى تخدير تسعة أفيال و12 ظبياً من النوع تيانج و12 من النوع ذي الأذن البيضاء من طائرة هليكوبتر قبل أن يتم وضع أطواق بها. ويتوقع أن تظل بطاريات الأطواق تعمل لنحو ثلاث سنوات ستتوقف بعدها الأطواق عن العمل. 1,5 مليون دولار عائد السياحة في السبعينيات " جنوب السودان يضم 13 منطقة مخصصة للصيد وست محميات طبيعية تبلغ مساحة إحداها 20 ألف كيلومتر مربع "وأبلغ مدير عام إدارة الحياة البرية بالجنوب "رويترز"، بأن قطاع السياحة في جنوب السودان جلب عوائد بلغت حوالى 1,5 مليون دولار في السبعينيات قبل الحرب، أغلبها من خلال الصيد الذي تم حظره للسماح بتكاثر حيوانات أخرى تراجعت أعدادها بشدة مثل الجاموس والزراف. وقال المرشد السياحي جيزوس أموناريت، إن عمليات الهجرة البرية الكبيرة وما يحتمل أن تكون أكبر غابات السافانا غير المطروقة في أفريقيا، ستكون مصدر جذب واضح، وأضاف "الإمكانات هائلة، إنها جنة.. مناظر طبيعية بكر شاسعة". ويوجد في جنوب السودان 13 منطقة مخصصة للصيد وست محميات طبيعية تبلغ مساحة إحداها 20 ألف كيلومتر مربع غير أنها تفتقر للإدارة الى حد بعيد.