نفذ نساء منطقة كوبا بشمال دارفور عدداً من المشاريع الصغيرة لرفع المستوى المعيشي للمرأة حتى تتمكن من تسيير أمور الأسر، وتم إنشاء جمعيتي أم القرى والعرجون لتدريب النساء على الصناعات اليدوية واقتحام السوق المحلي. وأفردت الجمعيتان مساحات واسعة تلبي حاجة المرأة وتتماشى مع مهارتها في الحياكة والتطريز والخزف وصناعة مقود بلدي اقتصادي يعمل على توفير الحطب المستهلك لإعداد الطعام وتقليص المنصرف اليومي. وشجعت الجمعيتان اللتان حظيتا بتسجيل 1100 امرأة بواقع 500 لأم القرى و600 للعرجون، على استزراع مساحة أرض بشتى أنواع الخضروات من جرجير وطمام وبصل، ويتم حصدها وتوزيع بعضها على المنازل وبيع المتبقي بالأسواق. وشغلت المزرعة النسوية المرأة من فراغ كبير كان يحاصرها مع قلة ذات اليد، وبذلت طاقة قصوى لتحقيق نجاح كبير لمشروعها الذي يرشح وضعها المعيشي للانتعاش وتلبية متطلبات أبنائها من تعليم وصحة وعلاج. وقالت منتسبة إلى جمعية أم القرى للشروق كنا نقضي أوقات فراغ كبيرة ونهدر معظمها في شراب القهوة والحديث عن ما يدور من أحداث، وفي ذات الوقت نحمل معنا هماً كبيراً حول الوضع المعيشي وبعد إنشاء الجمعية استفدنا من الوقت المهدر. وعاش إقليم دارفور سنين طويلة من الحرب انعكست على الوضع المعيشي، وبعد أن شهد استقراراً نسبياً يتطلع مواطنها لمناخ أفضل وزيادة دخله حتى يتمكن من تغطية احتياجاته.