دعا سياسيون وأكاديميون في ندوة سياسية بالخرطوم إلى الابتعاد عن الجهوية والتصنيفات القبلية الضيقة واستخدامها كوسيلة للوصول إلى السلطة. وأجمعوا على أن الحروب تؤدي للمزيد من الانتكاس في جميع أوجه التنمية الاجتماعية والثقافية. وتمسكوا بضرورة التوجه نحو اتجاه يبعد البلاد من الانزلاق في هاوية القبلية. وأكدت الندوة السياسية التي نظمتها الأمانة السياسية بحزب المؤتمر الوطني الثلاثاء على أن إحداث التنمية في الولايات هو السبيل الأوحد لحل مشكلة الصراع بين المركز والأطراف. وتحدث في الندوة كل من د. أمين حسن عمر ود. مضوى الترابي ود. محمد محجوب هارون كمتحدثين رئيسيين متناولين موضوع الندوة الذي جاء تحت عنوان (56 عاماً من الحكم - قضايا عالقة) من عدة محاور أبرزها محور الحكم والتداول الوطني للسلطة خلال الفترة ما بعد الاستقلال. وتناول المتحدثون قضية (التدامج الوطني) ووصفوها بأنها ليست عملية سهلة وإنما تدخل فيها التنمية وكيفية تداول السلطة إضافة إلى حد معين من العدالة الاجتماعية المطلوبة لإحداث نوع من الرضا بين الناس. مشيرين إلى أن غالبية السودانيين يشاركون في العملية السياسية بالبلاد بدرجات متفاوتة. وأشار المتحدثون إلى أن هنالك تطوراً على المستوى الاجتماعي وتطورت الولاءات السياسية من الولاء للعشيرة إلى الحزب حتى وصل في بعض الأحيان إلى الإجماع الوطني، مشددين على ضرورة الاستفادة من التنوع في السودان وتسخيره لما فيه صالح الوطن.