أعرب مجلس الأمن الدولي عن "قلقه العميق" حيال الاشتباكات التي اندلعت في المنطقة الحدودية ما بين السودان وجنوب السودان، محذراً من أن المعارك التي اندلعت تهدد ب"إعادة إشعال الحرب" بين الجانبين، وتضر بالوضع الإنساني للسكان. ودعا أعضاء مجلس الأمن الخرطوم وجوبا لإظهار "ضبط النفس بأقصى درجاته" والمحافظة على العملية السلمية والمفاوضات بينهما لحل القضايا الخلافية، بما في ذلك النفط والصراع على الحدود والجنسية ومنطقة أبيي الغنية بالنفط. كما شدد الأعضاء على وجوب أن يحترم السودان وجنوب السودان "روح اتفاقية التفاهم" التي عقدت بينهما في العاشر من فبراير/شباط الماضي، والتي تنص على التعاون ومنع الأعمال العدائية، كما طالبهما بوقف العمليات العسكرية وإنهاء الخطوات الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار أي طرف، بما في ذلك دعم كل جانب لمجموعات مسلحة معادية للجانب الآخر تخطط للإطاحة بنظامه. مساع أميركية من ناحيتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إن واشنطن تبذل مساعي للتهدئة بين الجانبين، وعلقت أهمية على وجوب انعقاد اجتماع قمة بين الرئيس السوداني، عمر البشير ورئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، لحسم التفاهم حول قضيتي المناطق النفطية الحدودية والمواطنة وهما قضيتان يتعيّن الاتفاق عليهما لتطبيق اتفاق السلام الشامل الذي أنجز عام 2005. وأعربت كلينتون عن القلق الشديد حيال تصعيد المواجهات العسكرية بين شمال وجنوب السودان. وحملت كلينتون الحكومة السودانية مسؤولية هذا التصعيد، وقالت إن الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على الخرطوم بسبب استخدامها الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي الذي يشنه طيرانها، الأمر الذي يدل على عدم تناسب قوتها مع الجنوب. على صعيد متصل، قال البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، إن الولاياتالمتحدة قلقة بشأن القتال على الحدود بين السودان وجنوب السودان، ودعا الجانبين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وأضاف البيت الأبيض في بيان له: "لا يمكن للسودان وجنوب السودان تجنب مزيد من القتال وتحقيق التعاون الاقتصادي الحيوي والتعايش في سلام، إلا من خلال الاتصال المباشر والتفاوض بشأن القضايا الأساسية المتعلقة بالأمن وإدارة الحدود في جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي".