دعا الاتحاد الافريقي امس، الخرطوم وجوبا الى سحب قواتهما الى مسافة عشرة كيلومترات عن الحدود بينهما، كما نصت على ذلك وثيقة وقعها الطرفان اخيرا لتهدئة التوتر المخيم بعد معارك جرت بين الدولتين الجارتين. واعرب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، جان بينغ في بيان امس عن «قلقه الكبير» ازاء التصعيد على الحدود بين البلدين ،كما دعا بينغ «الدولتين بإلحاح الى احترام بروتوكول الاتفاق بعدم الاعتداء والتعاون الموقع في 10 فبراير ،واكد انه من الضروري نزع فتيل الازمة لا سيما عبر سحب قواتهما الى مسافة 10 كلم من الحدود». كما دعا الطرفين الى تشكيل لجنة مشتركة للتحقق ومراقبة الحدود التي ينص عليها هذا الاتفاق «ووقف دعم القوات المتمردة التي تنشط على اراضي كل منهما»، وتابع بينغ ان «هذه الاحداث المؤسفة والمقلقة تأتي في فترة من التفاؤل المتزايد، وعشية زيارة مقررة ومهمة جدا للرئيس البشير الى جنوب السودان». من ناحيتها، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، عن القلق الشديد حيال تصعيد المواجهات العسكرية بين شمال وجنوب السودان. وحملت كلينتون الخرطوم المسؤولية ،زاعمة إن الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عليها بسبب استخدامها الأسلحة الثقيلة والقصف الجوي الذي يشنه طيرانها، الأمر الذي يدل على عدم تناسب قوتها مع الجنوب. وذكرت كلينتون أن واشنطن تبذل مساعي للتهدئة بين الجانبين ،وعلقت أهمية على وجوب انعقاد اجتماع قمة بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير لحسم التفاهم حول قضيتي المناطق النفطية الحدودية والمواطنة وهما قضيتان يتعين الاتفاق عليهما لتطبيق اتفاق السلام الشامل. وحثت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون، السودان وجنوب السودان على وقف القتال ،محذرة من ان المزيد من الاشتباكات يمكن أن يؤدي الى نشوب صراع عسكري أوسع نطاقا. وقال بيان صادر عن مكتب اشتون أمس،»تمثل الهجمات عبر الحدود التي وقعت في الآونة الاخيرة والقصف الجوي المستمر تصعيدا خطيرا في وضع متوتر بالفعل،واضاف»يمكن أن يؤدي المزيد من الانشطة العسكرية عبر الحدود الى مواجهة عسكرية أوسع نطاقا.» ودعت اشتون، كلا من السودان وجنوب السودان الى ممارسة اقصى درجات ضبط النفس ووقف العمليات العسكرية بالمنطقة الحدودية، واحترام التزاماتهما» في اشارة الى مذكرة وقعت في فبراير.