أبلغ المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، الحكومة البريطانية، أن ما تحتاجه الخرطوم من المجتمع الدولي هو صدور قرار حكيم ومحايد ووساطة بين السودان والجنوب تسعى بإيجابية لحل القضايا الخلافية وتكون محل ثقته على الأقل. وأكد عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني، قطبي المهدي، لدى لقائه بالمركز العام للحزب القائم بأعمال السفارة البريطانية بالخرطوم والمسؤولة السياسية بالسفارة، رفض الخرطوم القاطع لأي تهديد بالعقوبات على شاكلة القرارات التي تدفع بها الولاياتالمتحدة الأميركية "غير المحايدة" من منطلق أن هذه القرارات يكون هدفها معاقبة السودان ومكافأة المعتدي. وقال "إن ما يحتاجه السودان هو صدور قرار حكيم ومحايد وتوسط بين الطرفين يسعى بإيجابية لحل المشكلة ويكون محل ثقته على الأقل". وأوضح عقب اللقاء أن الجانب البريطاني عبر عن أمله في أن تشهد الفترة التي حددها مجلس الأمن الكثير من الخطوات الإيجابية تجاه السلام بما يجعل أمر العقوبات كلها لا طائل من ورائها. الأمن أولاً وأكد قطبي للقائم بأعمال السفارة البريطانية، أن السودان على استعداد للاستماع لأي مقترح في هذا الاتجاه على الرغم من أن موقفه الثابت المتمثل في الإصرار على أن تحل القضية الأمنية أولاً قبل كل شيء، منوهاً إلى أن مجلس الأمن سبق أن أصدر قرارات عدائية وظالمة ضد السودان ولم تفلح في حل أي مشكلة. وأضاف قطبي في رد على استفسارات الوفد حول أسباب تدهور علاقات الخرطوم وجوبا وتطورات ما بعد قرار مجلس الأمن أن التدهور يتعلّق بسلوك حكومة الجنوب التي لم تتحول إلى دولة ولا تزال تتعامل بعقلية التمرد وترتكب أخطاء يصعب تفسيرها "رغم ما قدمه السودان من تضحيات في سبيل السلام". وتحفَّظ قطبي على إدخال الإيقاد مرة أخرى دون مبرر أو استشارة السودان والدفع بأشخاص مثل الرئيس اليوغندي يوري موسفيني الذي أعلنت بلاده الانحياز للجنوب حال اشتعال حرب مع السودان. واعتبر دفع مجلس السلم والأمن الأفريقي بالقرار إلى مجلس الأمن الدولي خطأ مكَّن واشنطن من "تلغف" المقترح وتمريره في مجلس الأمن دون اعتراض من روسيا والصين باعتباره جاء من المجموعة الأفريقية التي ينتمي إليها السودان.