دشن الرئيس عمر البشير اليوم الخميس، جلسات المؤتمر العام الثالث لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بخطاب طويل، وسط حضور كبير للعضوية وضيوف من 35 دولة. وجاء المؤتمر بعد يوم واحد لملتقى للأحزاب السياسية في جوبا. والتزم البشير في كلمة مطولة أمام الجلسة الافتتاحية بالمركز العام للحزب في ضاحية العمارات بالخرطوم، بقيام الانتخابات والاستفتاء في موعدهما المضروب، وقال: "سنلتزم بكل بما نص عليه اتفاق نيفاشا الموقع في كينيا عام 2005". وشدد على حق كل الجنوبيين في السودان بالتصويت للاستفتاء. وأكد البشير على عزم حكومته وقف الحرب وتحقيق الحريات وإرساء التحول الديمقراطي في البلاد. وبشر الرئيس بقرب حل أزمة دارفور. وقال إن مواطنيها سيعيشون استقراراً في القريب العاجل. الحركات المسلحة منقادة وانتقد الرئيس البشير أوضاع الحركات المسلحة في دارفور، معتبراً أنها منقادة الى صوت الجهات الأجنبية، ومطية لتحقيق أهداف هذه الجهات الرامية لتشويه البلاد. ورأى أن الحركات فقدت أسباب الاستمرار لأنها متعنتة ومعاندة، الأمر الذي يجعلها تتمادى في محاربة أهل دارفور. ودعا البشير قيادات الحركات المسلحة لوضع السلاح والعودة الى وطنهم لإعادة أمجاد دارفور واستبدال صوت الرصاص فيها بصوت الأذان. وأكد أن الأوضاع في الدولة تحولت من الثورية الى الدستورية، وأضاف: "عودوا لتنمية أرضكم وبأيديكم". وأكد البشير ترحيب الحكومة بقادة الحركات المسلحة شركاء أو معارضين يتحملون مسؤولياتهم الى جانب الدولة. وأرجع الحرب الأهلية في الجنوب ودارفور الى هشاشة البناء في المنطقة وعدم انصهار أفرادها في بوتقة وطنية واحدة، فضلاً عن الأمية الضاربة في الأرياف. طموحات لإقامة نظام جديد وقال البشير إنه يطمح في إقامة نظام جديد يعرف الفرد بحقوقه وواجباته حتى لا يستغل من بعض الجهات ويخترق من قبل المنظمات الأجنبية، التي اتهمها بالتلاعب بعقول مواطني المنطقة وتهجير أطفالهم ليباعوا في الأسواق. ومن جهته، قال نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية د. نافع علي نافع، إن حزبه يعد أنموذجاً يحتذى به في العمل السياسي. وأشار الى أن الحزب يؤمن إيماناً قاطعاً بأهمية التعاون مع القوى الأخرى في الساحة السياسية السودانية لأجل خدمة القضايا الوطنية. وقال نافع إن حزبه عقد 57 مؤتمر منطقة و58 مؤتمر أساس و17 مؤتمراً وظيفياً في الولايات الجنوبية. وانتقد نافع ما أسماه المضايقات التي صدرت عن السلطات في حكومة الجنوب ضد قواعد المؤتمر هنالك. واستشهد بقتل أمينة المرأة في الجنوب مريم برنجي والهجوم الذي تعرض له مؤتمر الحزب في ولاية واراب.