دفعت خلاوى "مهدية" بولاية نهر النيل مؤخراً، بأكثر من ألف داعية وإمام وحافظ للقرآن الكريم، ليقوموا بتدريس علوم الفقه والحديث والسنة وعلم الميراث، في ولايات الخرطوم والشمالية، بمختلف خلاوى الولايات المذكورة، وغيرها من المناطق للرجال والنساء والطلاب. وأسّس الشيخ محمد عثمان قمر الدين شيخ خلاوى "مهدية" التي تقع غرب منطقة العقيدة، التي وصفها البعض بأنها منطقة صحراوية قاحلة، سرعان ما ازدانت بنور القرآن، واستأنست بصلاح من يدرسون في الخلاوى، الذين أكدوا أن حفظ القرآن مهمة ميسورة لمن رغب فيها، أيّاً كانت سنوات عمره، والظروف المحيطة به. وقال الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية الزبير أحمد الحسن حسب برنامج "كاميرا الشروق" الذي بثته فضائية "الشروق" مؤخراً، إن هناك تيسيراً ربانياً لخلاوى همشكوريب، وخلاوي مهدية، تجلّى في تمددها ببقاع السودان المختلفة. وذاع صيت خلاوى مهدية بدار الرزيقات والمسيرية بكردفان، و الشمالية والقضارف ونهر النيل بطريقتهم المميزة في تعلم القران وحفظه. روح التديُّن ويقارن العديد من المواطنين بنهر النيل، خلاوى مهدية بخلاوي همشكوريب بشرق السودان التي امتد خيرها لأهل الولاية، ويؤكدون أن خلاوي مهدية بالضفة الغربية للنيل بمحلية الدامر، قد سبقت بالنفع والصلاح كماً وكيفاً سني تأسيسها التي تقدر ب 20 عاماً. وأشاد مواطنون ل "كاميرا البرنامج" بعظمة ما تقوم الخلاوى بنهر النيل، بمختلف مناهجها في إشاعة روح التدين في المجتمع، وتأصيل علومه، ونشر الدعوة الإسلامية بفضائلها وقيمها السمحاء. وأكدوا أن خلاوى "مهدية" حفظ فيها وتعلم القرآن الكريم وعلومه، الكثير من الرجال والنساء، والطلاب الوافدين إليها من شتى بقاع السودان وخارجه. وقام الدعاة من حفظة كتاب الله الكريم، الذين خرجوا من خلاوى "مهدية"، بتأسيس خلاوى فرعية لها، بمدن وأرياف السودان المختلفة، من خيرة الدعاة والأئمة والشيوخ. خارج الحدود " نشاط خلاوى مهدية امتد إلى خارج السودان حيث أنشأوا خلوة باليمن ويجري الآن العمل على فتح خلوتين بأندونيسيا وأخرى بتايلاند " وامتدّ نشاط خلاوى "مهدية" إلى خارج السودان، حيث أنشأوا خلوة باليمن بها الآن ثلاث نساء أميركيات، قطعن شوطاً بعيداً في حفظ كتاب الله، ويجري الآن العمل على فتح خلوتين بأندونيسيا وأخرى بتايلاند. وعلى مستوى السودان، تم افتتاح لخلاوى "مهدية" بالعديد من مناطق ولاية الشمالية ونهر النيل وبعض مناطق الجزيرة. ويقول البعض إن خلاوى "مهدية" تختلف عن بقية الخلاوى في السودان، فهي تقوم بتحفيظ القرآن للرجال والنساء على حد سواء، إضافة لتدريس علوم الفقه والحديث والسنة وعلم الميراث، وأن نساءهم يرتدين الزي الإسلامي الشرعي، أي متحجبات. والرجال يزوجون أبناءهم وبناتهم في سن مبكرة وبأيسر ما تيسر. وتقول الروايات إن شيخ خلاوى "مهدية" محمد عثمان قمر الدين، قد اختار منطقة العقيدة بنهر النيل بالضفة الغربية بمحلية الدامر، وفقاً لرؤيا منامية أثمرت من بعد ذلك خيراً كثيراً للمنطقة، وأضاءت مساحاتها الشاسعة، بنور القرآن وتدريس علومه بالخلاوى التي رفدت للمجتمع السودان بالمئات من الأئمة والدعاة.