تترقب الأوساط السياسية في السودان اجتماعاً للرئاسة يجمع الرئيس عمر البشير ونائبيه سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه في الخرطوم اليوم، لمناقشة القضايا العالقة بين شريكي الحكم "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية" والتصعيد بعد منع تظاهرة الاثنين. وترأس البشير اجتماعاً للمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني انتهى في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، اطلع خلاله على التطورات والتداعيات التي صاحبت وأعقبت مسيرة المعارضة والحركة الشعبية يوم الاثنين الماضي. وحمل المكتب القيادي، الحركة الشعبية، مسؤولية تأخير إجازة القوانين التي نظمت المسيرة من أجلها. واتهم الحركة بالتملص عن ما تم من اتفاق حول عدد من القوانين في إطار عملية الحوار التي تمت على مستوى الآلية المشتركة برئاسة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه ونائب رئيس حكومة الجنوب د. رياك مشار. حرص على مواصلة الحوار وقال الناطق الرسمي باسم الحزب فتحي شيلا إن المكتب القيادي جدد حرصه على مواصلة الحوار مع الحركة لتجاوز الخلافات حول كل القضايا العالقة بما يؤدي لقيام الانتخابات في موعدها خلال شهر أبريل المقبل. وأشار إلى أن الاجتماع تمسك بضرورة قيام الانتخابات باعتبارها تمثل أشواق الشعب السوداني، وأحد استحقاقات اتفاق السلام الشامل. وأكد أن المؤتمر الوطني يرهن الاستفتاء المقرر لجنوب السودان في عام 2011 بقيام الانتخابات. وأوضح شيلا أن الاجتماع تطرق كذلك لما سماه خروقات الحركة الشعبية للوائح المفوضية القومية للانتخابات باستمرارها في عملية التسجيل الانتخابي رغم توقفها في الفترة الأخيرة. وقال إن الاجتماع تطرق أيضاً لحملة الاعتقالات التي تشنها الحركة في مواجهة عدد من قيادات المؤتمر الوطني في الجنوب. تأخر وصول سلفاكير وكان الاجتماع الرئاسي تأجل من أمس إلى اليوم بسبب تعذر وصول سلفاكير إلى الخرطوم بسبب تأخر الطائرة الرئاسية. ورفض ميارديت هتافات لمتظاهرين تجمعوا أمام مقبرة زعيم الحركة الشعبية الراحل د. جون قرنق في جوبا أمس وهم يهتفون بسقوط الرئيس عمر البشير. وقال للمتظاهرين "إن سقوط البشير يعني سقوطي أنا، لأننا في سرج واحد هو اتفاقية السلام". وذكر بحسب صحيفة "الرأي العام" السودانية الصادرة اليوم، أن الحركة لن تنسحب من الحكومة لأنها لا تستطيع أن تحكم من دون البشير كما أن الأخير لا يستطيع الحكم بدونها. وقال ميارديت إن الاتفاقية حققت كثيراً من الانجازات لكن المؤتمر الوطني لا يزال يتباطأ في تنفيذ بنود مهمة. وعزا أحداث يوم الاثنين الماضي إلى رغبة الحركة في إسماع صوتها للضامنين للاتفاقية.