بدأ الرئيس السوداني عمر البشير اليوم زيارة رسمية لنواكشوط تستغرق ثلاثة أيام، يجري خلالها مباحثات مع نظيره الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز. وازدانت الطرق الرئيسية المؤدية إلى المطار بأعلام البلدين، وسط استقبالات احتفائية بالبشير ووفده المرافق. وبحسب الصحافة الموريتانية، فإن التحضيرات التي تقوم بها السلطات الموريتانية منذ أيام لزيارة الرئيس السوداني توحي بأن النظام الجديد فى نواكشوط يعطي عناية استثنائية لتطوير علاقاته مع الخرطوم، تلك العلاقة التي تجسدت فى شراكات اقتصادية. وتتزامن زيارة البشير لموريتانيا مع الدورة الثانية للجنة السودانية الموريتانية العليا للتعاون بنواكشوط يومي الإثنين والخميس، وتشهد أعمال اللجنة نقاش مشاريع مشتركة، تسعى حكومتا البلدين لتدشينها. شراكة اقتصادية أمنية ويتوقع خبراء أن تكون الأولوية فى الشراكة بين الحكومتين للجوانب الاقتصادية والأمنية، فالظاهر أن حكام نواكشوط معجبون بالتجربة السودانية على الأقل فى جوانبها التنموية التي استطاعت أن تحقق إنجازات تنموية معتبرة فى ظل حصار دولي شديد واجهه السودان منذ عشرين سنة. ولم تعلن وسائل الإعلام الرسمية الزيارة على عكس عادتها. وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس دولة لموريتانيا منذ وصول الرئيس ولد عبدالعزيز إلى السلطة في أغسطس. وتمثل الزيارة تحدياً جديداً لمحكمة الجنايات الدولية التي تطالب بتوقيف الرئيس البشير، على خلفية جرائم دارفور، وهي تهم تنفيها الخرطوم وتعتبرها مخططاً لتفتيت السودان. يشار إلى أن موريتانيا غير موقعة على إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي فإن قرار تطبيق أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة بحق البشير غير ملزم.