قالت رئيسة مكتب منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة في جنوب السودان سو لوتز، إن قطاع الماشية في جنوب السودان يواجه خطر فقدان القدرة على الصمود واستمرارية الجدوى الاقتصادية ومكانته مصدراً مفيداً للسكان بعد الصراعات الأخيرة. ويمتلك جنوب السودان نحو 11 مليون رأس من الماشية، أي ما يفوق عدد السكان، ولذلك فهي تمثل عنصراً محورياً للنشاط الاقتصادي والنسيج المجتمعي في البلاد. وتسببت 13 شهراً من الحرب الأهلية في إرباك طرق الهجرة التقليدية وأنماط الأمراض، مما أشعل موجات جديدة من العنف، وعرّض التماسك الاجتماعي الأوسع نطاقاً في البلاد للخطر. وأشارت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن عمليات النزوح الواسعة النطاق لقطعان الماشية تسببت في "تكثيف الصراعات القبلية والغارات على قطعان الماشية وتفشي الأمراض على نطاق غير مسبوق، مما يشكل تهديداً للثروة الحيوانية الوطنية وينذر بتمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لجنوب السودان". وترى لوتز أن أهمية الماشية تتعدى مجرد توفير المواد الغذائية، حيث أوضحت: "إذا كنت تريد أن تتزوج، فستحتاج إلى الماشية، وإذا كنت ترغب في حل نزاع دون أن تُقتل، فستحتاج إلى الماشية". وإذا كنت تريد أن تحتفل، أو تكّفر عن إثم، فإنك تحتاج إلى الماشية أيضاً.. وهكذا تشكل الثروة الحيوانية مورد رزق مذهلاً.