يخشى سودانيون جنوبيون يعيشون في شمال البلاد، من الترويع أو حتى الحرب إذا أسفر استفتاء يجرى العام المقبل عن المصادقة على انفصال الجنوب عن باقي السودان، وطالب الكثير منهم بمراقبة دولية لحماية حقوقهم. وبينما يقول الكثير من بين ملايين الجنوبيين الذين نزحوا إلى الشمال بسبب الحرب، إنهم سيعودون إلى جنوب السودان إذا أقر الاستفتاء الانفصال، فإن بعضهم يرى أن من حقهم البقاء في الشمال حيث ولدوا وتعلموا. وقالت كيجي رومان، وهي جنوبية ولدت وتربت في العاصمة السودانية: "لا يمكن لشمال السودان أن يتجاهلني، الخرطوم مدينتي ولا أعتقد أنها يمكن أن توصد الباب في وجهي"، لكنها أضافت أنه إذا نشبت حرب مثلما يخشى كثيرون فإن الجنوبيين لن يكون بإمكانهم البقاء في الشمال. ترجيح الانفصال ويتفق معظم المحللين على أن النتيجة المرجحة للاستفتاء ستكون الانفصال، لكن لم يعرف أحد شكل المواطنة في الدولة الجديدة المحتملة أو مصير من يعيشون داخل حدودها. وقال الأب جورج جانجارا من الكنيسة الكاثوليكية في الخرطوم، إن حكومة جنوب السودان يجب أن تكون قد بدأت بالفعل في هذه الترتيبات، ويجب أن تتوقع مجيء أعداد كبيرة من الأشخاص إلى الجنوب، وأضاف أن من الممكن تجنب كثير من العنف والفوضى التي يخشى اندلاعها إذا اتفق القادة السياسيون على خطط واضحة لكل السودانيين، وأطلقوا حملة إعلامية فورية حتى يكون أمام الناس الوقت الكافي لقبول أية نتيجة للاستفتاء. وقال جانجارا إن الناس قلقة بالفعل بشأن ممتلكاتهم وهم قلقون بشأن حياتهم، وأضاف أن الوقت قد حان ليفكر القادة في الجلوس والحديث عن هذا الأمر.