حمَّل حزب المؤتمر الوطني في السودان، رافضي الحوار من الحركات المتمردة في دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان والقوى السياسية المعارضة، مسؤولية استمرار معاناة الشعب السوداني لرفضها المشاركة في مؤتمر الحوار الشامل المقرر بالخرطوم السبت. ووقف المكتب القيادي للحزب في اجتماع انتهى في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء برئاسة الرئيس عمر البشير، على آخر الاستعدادات لانطلاق مؤتمر الحوار الذي سيلتئم بمشاركة 1400 شخصية وطنية وشخصيات أخرى من الخارج. ونبه المكتب لخطورة جر البلاد لمصير الحرب والاقتتال على نسق ما تشهده بعض الدول المجاورة. وأعلن عن رضاه التام عن ماتم اتخاذه من تدابير وتحضيرات لانطلاق مؤتمر الحوار. وندد نائب رئيس الحزب للشؤون الحزبية إبراهيم محمود في تصريحات عقب الاجتماع بالبيان الذي أصدرته الحركات المسلحة عقب لقائها بالرئيس التشادي إدريس ديبي وجددت فيه التأكيد على موقفها الرافض للمشاركة في الحوار الوطني تحت قيادة البشير. اللجان التحضيرية وعبر محمود عن رضا المكتب القيادي لجهود اللجان التحضيرية لمؤتمر الحوار وسعيها الجاد لتوصيل الدعوة لكل الأطراف للمشاركة في مؤتمر السبت. وقال إن المكتب القيادي اطمأن في اجتماعه على الترتيبات النهائية لانعقاد المؤتمر. وأوضح أن المؤتمر سينطلق في شكل جلسة افتتاحية تعقبها جلستان متتاليتان يتاح فيها لكل الأحزاب المشاركة مخاطبة المؤتمر. وأكد أن المكتب اطمأن كذلك على الاتصالات والدعوات التي تمت، واعتبر ماتم في هذا الاتجاه يثبت جدية الحزب في الوصول إلى كل القوى السياسية سواءً في الداخل أو الخارج ودعوتها وتشجيعها لتكون جزءاً من المؤتمر من أجل الاتفاق على المصالح الاستراتيجية للسودان. وقال محمود إن بعض الحركات المسلحة تريد استمرار الحرب وإن ذلك واضح في رفضها القاطع للحوار رغم المعاناة التي يعانيها المواطنون في المناطق المتأثرة بالحرب. تدويل القضية " محمود يجدد التأكيد على أن الحوار سينطلق بمشاركة غالبية أهل السودان من القيادات السياسية والمجتمعية، ويقول إن الباب سيظل مفتوحاً لكل من يعود لرشده ويريد أن يكون جزءاً من هذا الحوار " وشدد نائب رئيس الحزب الحاكم، على أن هذه الحركات تريد معاناة المواطنين واستنزاف موارد السودان وتريد أيضاً -كما جاء في بيانها بعد لقائها الرئيس ديبي- حواراً يرأسه شخص غير البشير تحت مظلة مؤسسات دولية لتدويل القضية السودانية. وقال محمود إن حزبه كما الشعب السوداني يريد أن يكون هناك أمن واستقرار وسلام. وأضاف "لا نريد أن نتفاوض كما يتفاوض البعض الآن في دول الجوار بعد أن أدى القتال للقضاء على الأخضر واليابس". ولفت إلى أن اللقاء الذي جمعه قبل يومين مع زعيم حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي في القاهرة كان في نفس الاتجاه بأن يأتي ولا يكون جزءاً من هذهِ الحركات التي تريد استمرار الحرب واستمرار معاناة المواطنين وتبديد الموارد في السودان. وجدد محمود التأكيد على أن الحوار سينطلق بمشاركة غالبية أهل السودان من القيادات السياسية والمجتمعية، وقال إن الباب سيظل مفتوحاً لكل من يعود لرشده ويريد أن يكون جزءاً من هذا الحوار طوال فترته.