خرج المئات من السودانيين بأوروبا مساء اليوم السبت من هولندا وإنجلترا وبريطانيا والنمسا وألمانيا في مسيرة استنكارية لمقر المحكمة الجنائية الدولية بهولندا، احتجاجاً على قراراتها بحق الرئيس السوداني عمر البشير، وربط المدعي العام لويس أوكامبو الانتخابات السودانية ب"النازية". وقطع المتظاهرون في المسيرة التي نقلتها قناة الشروق على الهواء مباشرة، سبعة كيلو مترات من مكان تجمعهم للوصول إلى مقر المحكمة وهم يرددون هتافات "فوق فوق سودانا فوق، بالدم بالروح نفديك يا سودان"، وحملوا لافتات كتب عليها" لا وصايا على السودان"، و"نطالب المحكمة بإلغاء قراراتها ضد البشير" و"لا لا يا أوكامبو"، و"سير سير يا بشير". وقامت الشرطة الهولندية بتأمين المحكمة وحماية المسيرة حتى تسليم المذكرة من ممثلي المسيرة. تسليم المذكرة وسلم رئيس اللجنة القومية لنصرة السودان بأوروبا فكري حسن وامراتان مذكرة الجاليات السودانية بأوروبا الغربية للمحكمة الدولية. وحوت بنودها رفض جميع السودانيين بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية بأوروبا لخطوات المحكمة وتدخلها في الشأن الداخلي السوداني غير المبرر. واستنكرت تصريحات المدعي العام في بروكسل السلبية حول الانتخابات السودانية الأخيرة وتشبيهه لها بالانتخابات في عهد "النازي هتلر"، مما يكشف عن انحياز أوكامبو السياسي الخطر على السودان ومستقبله. وأكدت المذكرة أن تصريحات المدعي العام تمثل سلوكاً غير مهني ولا أخلاقي تجاه واجباته القانونية بالمحكمة الجنائية الدولية ومخالفته لقانون روما لعام 1898. تدخل ضار وقال رئيس اللجنة القومية في المذكرة التى تلاها أمام الحشود: "نحن المقيمين بأوروبا نحتج بأقوى العبارات لتدخل المدعي السافر والضار للمحكمة ومدعيها العام في الشؤون الداخلية للسودان". " المذكرة تؤكد أن حديث أوكامبو عن الانتخابات السودانية يكشف عن انحيازه السياسي البالغ الخطورة على السودان " واستشهد بتصريحات أوكامبو في لقاء عام بمدينة بروكسل حول الانتخابات السودانية الأخيرة، قائلاً إنها أول انتخابات تعددية تقام في الخرطوم منذ 26 عاماً، ووصفها أوكامبو بالانتخابات النازية في عهد هتلر، مما يكشف عن انحيازه السياسي البالغ الخطورة على السودان لمصلحة آخرين. وأضافت المذكرة أن الفقرة 5، المادة 42 من ميثاق روما تنص على عدم مزاولة المدعي العام ونوابه أي نشاط يتعارض مع مهامهم التى يقومون بها أو تنال من استقلاليتهم، وأضافت الفقرة 7 من المادة 42 تنص على عدم مشاركة المدعي العام ونوابه في أية قضية يمكن أن يكون حيادهم نحوها أثناء إجراءاتها في المحكمة الدولية أو أية قضية جنائية أخرى تتعلق بالشخص محل التحقيق والمقاضاة وهذا ما قام به المدعي العام. تدخل أعضاء روما وقال فكري إن تعليق أوكامبو عن الانتخابات يتطلب تدخل الدول الأعضاء في اتفاقية روما لحسم الأمر نسبة لتدخله أيضاً في الشأن السوداني الداخلي، مع أنها جرت في مناخ ديمقراطي اتسم بالنزاهة والشفافية، شهد عليها أكثر من 800 مراقب يمثلون أكثر من منظمة دولية وإقليمية ومحلية. وأضاف أن الشعب السوداني جدد ثقته في قيادة عمر البشير لحكم بلاده بأكثر من الثلثين وحصل الرئيس على نسبة 68% في الانتخابات. وقالت المذكرة إنه بعد تجديد الثقة كان يجب على المدعي العام أن يعيد النظر في اتهاماته التشيهرية بحق البشير، وأشارت لحصول البشير في التصويت للسودانيين بهولندا، عقر دار المحكمة الدولية، على نسبة 93%، مما يدل على "كذب" أوكامبو، بجانب نسبة التصويت العالية للانتخابات بدارفور التى ادعى المدعي العام وجود إبادة جماعية فيها. تبصير الشعوب الأوروبية وأشار رئيس اللجنة الوطنية في تصريحات صحفية لقناة الشروق، إلى أن المسيرة هي مسيرة رمزية، لافتاً لتسليمهم المحكمة مسبقاً الوثقية الرسمية بخطاب مسجل وعبر بالبريد الإلكتروني، وقال إن مسيرة اليوم لتبصير وتنوير الشعب الهولندي وبقية الشعوب الأوروبية بأن السودان بلد مستقر وقام باختيار رئيسه في الانتخابات الأخيرة لحكمه، لافتاً إلى أن المذكرة توضح للعاملين بالمحكمة الادعاءات الكاذبة والفاسدة التى اختلقها المدعى العام. وأكد عضو اللجنة القومية بمدينة بون ماركو تنسيق الجاليات السودانية في أوروبا لوحدة صفها وكلمتها للتعبير، وقال إنهم اكدوا بهذا ان الشعب لايخاف ولايقهر، ووصف المسيرة بأنها جاءت للتعبير للعالم أجمع بأننا كسودايين كلمتنا واحدة أمام إتهامات المحكمة الجنائية ونعتبر الرئيس البشير ممثلا لنا جميعا. وقال ممثل الجالية السودانية بألمانيا معاوية محمد نور إن المسيرة الاحتجاية تعتبر رسالة شعبية من جميع أطياف السودانيين السياسية لمساندة القيادة السودانية ودعم القضايا الوطنية، لا سيما في وجه الادعاءات الكاذبة للمحكمة الجنائية، وأضاف أن المواطنين في أوروبا الغربية هم مع مساندة بلادهم تجاه التهم الظالمة. وأشاد بدور اللجنة القومية لمساندة البشير ومجلس تنسيق الجاليات بالخارج لمشاركتهم الفاعلة في المسيرات بالخارج. خدمة أوكامبو "جليلة" وأكد رئيس الجالية السودانية بمدينة بون محمد عز الدين في حديثة ل (الشروق) أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن الرئيس وحد السودانيين بالخارج في مختلف القضايا الوطنية، وقال إن الشعب ساند الحكومة، وطالب بضرورة الوحدة بين الشمال والجنوب والتطور الاقتصادي وغيرها، وزاد: "أوكامبو قدم خدمة جليلة للسودانيين أسهمت في توحدهم"." قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن الرئيس وحد السودانيين بالخارج في مختلف القضايا الوطنية " ومن جانبه، وصف ممثل مجلس تنسيق الجاليات السودانية في بريطانيا بالخارج مهند حامد العبيد قرار المحكمة للبشير بالظلم الواضح، قائلاً إن مشكلة دارفور هي قضية داخلية لابد أن يتم حلها داخل السودان وليس خارجه، مشيراً لتسييرهم مسبقاً مسيرة في بريطانيا بذات الخصوص. ورأى ممثل الجالية القبطية السودانية ناجي نصيف أن الكثيرين قدموا من ألمانياوهولندا والعديد من الدول الأوروبية اليوم، لتأكيد أنهم سودانيون بالخارج ويساندون الرئيس. المحكمة تسعى لإقناع السودانيين وكشف الأستاذ في القانون الدولي والمنظمات كمال الدين بلال اهتمام وسعي محكمة الجنايات الدولية الكبير والبالغ بالجالية السودانية في الدول الغربية لإقناعهم بدعواها وتهمها لرئيس حكومة بلادهم عمر البشير، لذا جاء رد الجاليات عملياً للمحكمة بتنظيم المسيرة ورفض تهمها في مقر دارها. وأضاف ل(الشروق) أن المشاركين في المسيرة عبروا عن إشادتهم بالانتخابات الأخيرة التى وجدت مسادنة دولية كبيرة واعترافاً يتطلب نظر المحكمة لرغبة الشعب السوداني وقبوله برئيسه لتولي الحكم والنظر في تهمها، وقال: "لا بد للمحكمة من أن تتعامل مع نتيجة الانتخابات لأن القانون الدولي أقر بحصانة رؤساء الدول أثناء توليهم مهامهم الرسمية". وأكد أستاذ القانون أنه ثبت أن المحكمة ومن خلال قراراتها الدولية ضعيفة، حيث رفض القضاء للمدعي العام ادعاءاته تجاه رئيس جبهة المقاومة المتحدة بحر أبو قردة، مما يدل على ضعفه المهني والقانوني. وأشار إلى أن للمحكمة أبعاداً سياسية تستهدف القارة الأفريقية، "لذا جاءت مسيرة السودانيين تحمل دلالة سياسية"، وزاد: "أوكامبو في عقر داره سمع أصوات الشعب السوداني". وقال مراسل الشروق ضياء الدين الفاتح إن المئات من المشاركين في المسيرة سيقيمون حفلاً اليوم بمناسبة فوز الرئيس عمر البشير ومساندته الكاملة تجاه المحكمة الدولية.