خرج الآلاف من أبناء جنوب السودان اليوم الجمعة إلى شوارع عاصمة الإقليم جوبا، لإحياء الذكرى الخامسة لمصرع الزعيم التاريخي للحركة الشعبية جون قرنق الذي قتل في تحطم طائرة عقب شهور من توقيع اتفاق السلام يناير 2005. وتوجه حشد كبير إلى ضريح قرنق الذي قضى نحبه في الثلاثين من يوليو 2005 في تحطم مروحيته لدى عودته من زيارة رسمية لأوغندا. وانطلقت احتفالات ذكرى قرنق بالتزامن في كل ولايات الجنوب وكبرى مدن شمال السودان. وتحولت ذكرى رحيل قرنق في جنوب السودان إلى "يوم الشهداء" تكريماً للجنوبيين الذين سقطوا خلال الحرب الأهلية من 1983 إلى 2005. وقال المواطن بيونق دينق المشارك في المسيرة "إنهم سقطوا من أجل الدفاع عني وسأدافع عن القضية التي سقطوا من أجلها ومن أجل حرية جميع أبناء الجنوب". وأفادت غلوريا ويندي وهي تنظر إلى المسيرة في شوارع جوبا: "لقد عانينا كثيراً خلال تلك الحرب. وفقدنا نحن النساء أزواجنا وآباءنا وإخوتنا". ويصوت أبناء جنوب السودان في يناير المقبل في إطار استفتاء حول وضع منطقتهم ما قد يؤدي إلى انقسام السودان، أكبر بلدان أفريقيا. ويعتبر الاستفتاء أبرز بند في اتفاق سلام نيفاشا بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية. يوم للحرية والعدالة وقال رئيس الحركة سلفاكير ميارديت لدى مخاطبته الحشد الجماهيري، إن إحياء ذكرى رحيل قرنق يعد يوماً للاحتفال بالحرية والعدالة والمساواة التي ظل يطالب بها الراحل. ودعا كير إلى نبذ القبلية والجهوية والتوحد لمواجهة التحديات القادمة. وأكد قيام الاستفتاء في موعده رغم الجدل الدائر حول منصب الأمين العام لمفوضية الاستفتاء ورغم عدم رغبة البعض في إجراء الاستفتاء. ودعا المواطنين للتسجيل والمشاركة في حق تقرير المصير وفقاً لرغباتهم. من جهته ناشد الأمين العام للحركة الشعبية مفوضية الاستفتاء الإسراع في تكوين اللجان الفرعية إيذاناً ببداية نشاطها. وأشاد باقان أموم بالاهتمام الخارجي بعملية الاستفتاء على حق تقرير مصير شعب جنوب السودان. وقال لدى مخاطبته الاحتفال بالذكرى، إن شعب الجنوب جاهز لعملية الاستفتاء باعتبارها حقاً دستورياً أقره اتفاق السلام الشامل وثمرة نضال طويل لأبناء الجنوب. كسلا والرحيل المر وصف وزير الصحة السوداني عبد الله تية استفتاء الجنوب بالمرحلة المفصلية، وقال للشروق في احتفال الحركة الشعبية بذكرى رحيل جون قرنق بكسلا اليوم الجمعة، إن وحدة السودان لن تقوم بدون رؤية "السودان الجديد" التي وضع مبادئها قرنق. وأكد تية أن رؤية قرنق تستوعب جميع المكونات الثقافية والإثنية للشعب السوداني وعلى الجميع أن يدرك أن للوحدة ثمنها وثمنها بناء سودان موحد يسع الجميع ليس فيه إقصاء على أساس ديني أو عرقي أو ثقافي. وأوضح أن الوحدة القائمة على العاطفة لن تخدم السودان. وقال "إننا لا نقول إن باب الأمل أوصد أمام تحقيق الوحدة الجاذبة لكن ذلك مرهون بمزيد من التنازلات والجرأة السياسية". وقال إن الرغبة فقط هي التي يمكن أن تكون طريقاً لتحقيق الوحدة لأن "الوحدة القهرية" والمبنية على الأحلام لا مكان لها. من جانبه قال نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية كسلا ملاسي أوهاج إن ذكرى قرنق يجب ألا تمر دون أن يتذكر الجميع السلام الذي سعى إليه قرنق بكل قوة. ووصف رحيله بالقدر والصدمة، مؤكداً أن رؤاه ومبادئه ستظل باقية. وأكد رئيس شباب الحركة الشعبية بولاية كسلا عصام عطا أن قرنق سعى الوحدة ومات من أجلها، لذا لابد من أن يضعها الكل هدفاً استراتيجياً.