احتفلت منظمات مجتمع مدني وأهالي في جزيرة "لبب" بالولاية الشمالية، بذكرى الإمام محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية السودانية وصاحب قيادة أول حكم وطني وإسلامي في أفريقيا. وجاء الاحتفال بجوار محراب المهدي الذي أصبح مزاراً للناس. واحتفلت "شبكة منتديات لبب التاريخ والعراقة" بذكرى قائد الثورة المهدية في السودان في القرن التاسع عشر, وجاء الاحتفال في شكل تظاهرة شاركت فيها المناطق المجاورة لجزيرة لبب مسقط رأس الإمام محمد أحمد المهدي, وتبنت الشبكة بناء مسجد ومتحف ومكتبة في مكان محراب المهدي. وتعالت تكبيرات الرجال وتهليلات النساء عند محراب المهدي الذي أحاط به المحتفلون، وشارك في التظاهرة والي الشمالية فتحي خليل وأحمد المهدي، أحد أحفاد المهدي الكبير. مولد النور ويقول محمود حمد أحمد، وهو من أهالي لبب، إن المهدي ولد هنا وارتحلت أسرته جنوباً بحثاً عن الأشجار حيث تعمل في صناعة المراكب. وتسمى لبب بجزيرة الأشراف، وأسرة المهدي تنتسب للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، وهو طفل انتقلت الأسرة إلى بلدة كرري شمالي أم درمان. ويشير مشرف شبكة منتديات لبب عبداللطيف سيد أحمد إلى أن لديهم برامج عديدة تجري مناقشتها على الإنترنت تمهيداً لإنفاذها على أرض الواقع، وأضاف أن الشبكة لديها منتدى يهتم بكل البرامج ماعدا السياسة. ويؤكد عوض الخير، أحد قيادات المنطقة، أن البرنامج متكامل لكن في هذا التوقيت الذي يشهد فيه السودان اهتماماً كبيراً بوحدة الصف الوطني آثر القائمون على الاحتفال الحفاظ على رمزية الجزيرة والمهدي الذي وحد السودان شمالاً وجنوباً، غرباً وشرقاً، موضحاً أن في ذلك دلالة سياسية واضحة. مسيرة بطل يشار إلى أن محمد المهدي بن عبدالله بن فحل (1843- 1885) قائد الثورة المهدية بالسودان، قاد جهاداً انتصر به على جيوش الحكم التركي-المصري، والجيوش البريطانية التي ساندته. وحققت أول حكم وطني سوداني يستند على الشريعة الإسلامية. واشتهر في الغرب بأنه قاتل الجنرال غوردون الشهير ب"غردون الصين"، والذي أخمد الثورة الصينية بضراوة، حاكم السودان في ذلك الوقت. توفي المهدي بحمى التيفوئيد في أمدرمان في يوم الإثنين الموافق التاسع من رمضان سنة 1302ه الموافق 22 يونيو 1885م الساعة الرابعة مساء. بعد أن نجح في قيادة أول حكم وطني وإسلامي في أفريقيا. ومات والده وهو صغير فعمل مع عمه في نجارة السفن. ثم انقطع مدة 15 عاماً للعبادة، وفي عام 1876م بدأ حركة إصلاحية في كردفان وسط السودان. وبدأت الدعوة المهدية سرية ثم جهر بها المهدي وخاض مع أنصاره جهاداً ضد الدولة العثمانية، ومن استعانت بهم من القادة الأوروبيين، انتهى بانتصار الثورة وإقامة الدولة بعد تحرير الخرطوم في 26 يناير 1885م، لكن المهدي توفي بعد انتصاره التاريخي بستة أشهر فقط وخلفه الخليفة عبدالله التعايشي.