يكتب: بلنتي البوت كرة القدم لعبة شعبية ذات جمهور واسع في كل العالم تحكمها قواعد وقوانين معروفة ولها مؤسسات ضخمة تعمل على التطوير وإعادة الصياغة متى ما دعت الحوجة…. لكن ونسبة لأن محبيها وممارسيها وهواتها من كل فئات المجتمع لذلك تخلق المجموعات الصغيرة فيما بينها قواعد وقوانين تخصها في حيزها الضيق دون غيرها، وهذه القوانين يتم التعارف عليها بين المجموعات الصغيرة في الشوارع والأحياء والأزقة، وربما ضيق مساحات الملعب أو عدد اللاعبين، قلتهم أو كثرتهم، ربما تفرض قوانين معينة ومنافسات في اللعبة فعلى سبيل المثال يمكن أن تخلق منافسة مع نفسك فقط وقد يمتد عدد المتنافسين إلى أكثر من (11) لاعباً بالفريق كما هو معروف في قوانين كرة القدم، وكل ذلك من شأنه أن يخلق مهارات كأن يلعب أحدهم مع الحائط بطريقة معينة أو أن يتكون الفريق من شخص واحد ضد آخر مع وجود حارس مشترك يتصف بالحيادية…. وسوف أضرب لكم أمثلة لمشاهدات وقد تكون غريبة ومثلاً أن يكون لمس الكرة بالرجل فعل (محرم) يتطلّب عقوبة وربما ضربة جزاء رغم أنها (كرة قدم) قال عنها الشاعر العراقي معروف الرصافي: قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم كرة تراض بلعبها الأجسام وقفوا لها متشمّرين فألقيت فتعاورتها منهم الأقدام ويؤكد في ذات القصيدة الفريدة التي يصف بها كرة القدم ولعبتها الجميلة أن لمس الكرة باليد (محرم): وبرفس أرجلهم تساق وضربها بالكفّ عند اللاعبين حرام وبما أنها لعبة شعبية فإن بعض الظروف تجعلنا نخلق قوانين تتناسب مع المجتمعات الصغيرة و(الصلات الطيبة)، فقد كنا أطفالاً يشاركنا طفل مقعد ولكن بتلقائية أوجدنا عرفاً وقانوناً لا يحرمه من تلك اللعبة ومسموح له اللعب بيده وبالمقابل إذا لمست الكرة رجله تحسب عليه (فاول) وربما ضربة جزاء… أيضاً شهدت وسمعت ما يسمونه (فاول شبشب) فقد يضطر الأطفال للعب بالشبشب في شوارع الأسفلت السخنة وأزقة الحواري ولكن طيران الشبشب من الرجل يعتبر مخالفة أسموها (فاول شبشب). والعقلية الشعبية تخلق مصطلحاتها الخاصة لخانات اللعبة وقوانينها فمثلاً في طفولتنا أوجدنا مصطلح (قون وباك) وهو شخص يقوم بوظيفة حارس المرمى مع مشاركته في اللعب خارج منطقته بكثافة… وقد علمت أنه الآن في اختبارات حارس المرمى أنه من المهم جداً أن يكون مجيداً للعب بالقدمين وإلا أصبح حارساً غير ماهر فها هي مهارات الحواري والدافوري قد انتقلت من (قون وباك) وحواري (الدافوري) لتكون إحدى المطلوبات في عالم كرة القدم…. كذلك قد يفرض عدد اللاعبين أنواعاً مختلفة من اللعبة ومنافساتها مثل (أم اربعة) وهي منافسة بها أربعة لاعبين على الأقل وكل لاعب يمثل فريقاً ويلعب بطريقة (قون وباك) كي يحرس مرماه ويدافع عنه ويهاجم في ذات الوقت، وأحسبها من المنافسات التي تنمي جميع المهارات لدى لاعب كرة القدم…. وكذلك لعبنا ما يُعرف (بالقيوم) وهي الحالة الوحيدة التي يكون فيها المرمى واحد وحارسه مشترك بين (الخصمين) وحيادية حارس المرمى في (القيوم) وهو (حارس مشترك) ربما تقودنا للسياسة وبها شبه كبير بمهمة قوات الشعب المسلحة في الوقت الذي تتنافس فيه القوى المدنية والأحزاب فيما بينها وهذه حكاية أخرى. لا شك أن لديكم الكثير من الحديث حول هذا الأمر وذكرياته الشعبية ولكن دعونا نسأل أهل الخبرة من الحكام هل توجد عقوبة في حال طيران الكدارة من رجل أحد اللاعبين؟؟؟ وما هي العقوبة؟؟. أما إذا كانت (الكدارة) عبارة عن (بوت) فلا شك أن الأمر يحتاج (لمباصرة) وهي حالة نادرة لأن خروج البوت من رجل (اللاعب) أمر عصي ولا تعشموا في (بلنتي بوت) أما (فاولات الشبشب) فقد شهدناها أكثر من مرة في هذا (الإطار). سلام
