أثار إزالة وتدمير كنيسة الخمسينية بالخرطوم جدلاً واسعاً في الأوساط السودانية، في خطوة وصفت بالانتهاك والتعدي على حقوق غير المسلمين في البلاد، ودون إخطار مسبق أو سند قانوني، وتشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق المواطنة والتعدد الديني في البلاد. ووسط تكبير وتهليل سلطات الأمر الواقع بالخرطوم، أقدم جنود يرتدون زي الجيش والمليشيات المتطرفة، على تسكير صٌلبان الكنيسة الخمسينية بالحاج يوسف في شرق النيل وتدمير محتوياتها. وأدانت الحركة الشعبية لتحرير السودان "التيار الثوري" بقيادة ياسر عرمان إزالة كنيسة الخمسينية بمنطقة الحاج يوسف في ولاية الخرطوم، دون إخطار مسبق أو سند قانوني. وقالت في بيان إن احترام التعدد الديني والإثني ليس ترفا، بل هو شرطٌ أساسي لبناء سودان جديد ديمقراطي يقوم على المواطنة بلا تمييز، ونبهت إلى أن مثل هذه الانتهاكات تغذي خطاب الحرب والكراهية. وأكدت أن احترام التعدد الديني والإثني ليس ترفًا سياسيًا، بل يُعد شرطًا أساسيًا لبناء سودان جديد ديمقراطي يقوم على المواطنة المتساوية دون تمييز. وأضاف أن مثل هذه الممارسات تُسهم في تغذية خطاب الحرب والكراهية، وتُهدد فرص التعايش السلمي في ظل الأوضاع المتأزمة التي تمر بها البلاد. وتأتي هذه الإدانة في أعقاب تقارير حقوقية أفادت بأن كنيسة الخمسينية في الحاج يوسف تم هدمها بالكامل، بما في ذلك مرافقها الإدارية والسكنية، في عملية شارك فيها عناصر من القوات النظامية، دون تقديم أي مبررات قانونية أو إشعار مسبق للجماعة الدينية المعنية. ويُنظر إلى هذه الحادثة على أنها جزء من سلسلة انتهاكات متكررة ضد دور العبادة في السودان، حيث سبق أن تعرضت كنائس أخرى في الخرطوم والفاشر لهجمات وقصف جوي خلال الأشهر الماضية، وسط تصاعد القلق الدولي بشأن حرية الدين والمعتقد في البلاد. ودعت إلى تحقيق عاجل في الحادثة ومحاسبة الجهات المتورطة، مؤكدة أن العدالة الانتقالية لا يمكن أن تتحقق دون احترام الحقوق الأساسية لجميع المواطنين. من جانبه، ادان الاتحاد العام للشباب المسيحي السوداني، إزالة كنيسة الخمسينية بالحاج يوسف، واصفين الخطوة بأنها انتهاك صارخ لحرية العبادة وحقوق الإنسان وطالب بإعادة ممتلكاتها وأوضح الاتحاد في بيان، أن عملية الإزالة التي تمت في العاشر من يوليو الجاري، شملت أيضًا مصادرة كافة ممتلكات الكنيسة، مما يشير إلى استهداف مباشر لممارسة الشعائر الدينية بحرية، في مخالفة صريحة للمواثيق الدولية والمعايير الإنسانية التي تكفل حرية العقيدة وتحمي حقوق الأقليات الدينية. ودعا الاتحاد، المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى إدانة هذا التصرف، وتوثيق هذه الانتهاكات المتكررة بحق المجتمع المسيحي في السودان، والعمل على مساءلة الجهات المسؤولة. وأكد رئيس الاتحاد، أسامة سعيد موسى كودي، تضامن الاتحاد الكامل مع أعضاء كنيسة الخمسينية في الحاج يوسف وفي جميع أنحاء البلاد، مشدداً على أهمية الوقوف صفًا واحدًا في الدفاع عن الحقوق القانونية والدستورية المكفولة للأقليات الدينية. وحمل البيان سلطات ولاية الخرطوم المسؤولية الكاملة عن أمن وسلامة أعضاء الكنيسة المقيمين في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني، محذرًا من أي تهديدات أو أضرار قد تطالهم في المستقبل، سواء على المستوى الشخصي أو فيما يخص ممتلكاتهم. وطالب الاتحاد العام للشباب المسيحي السوداني السلطات المختصة بإعادة جميع الممتلكات المصادرة إلى الكنيسة وأعضائها بشكل فوري ودون قيد أو شرط.