رفضت قوات الدعم السريع، ادعاءات قصف المدنيين في الفاشر، وعبّرت عن دهشتها واستغرابها من التصريحات التي أدلى بها مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، وعدد من الشركاء الإقليميين المشاركين في مبادرة "الحل السلمي لإنهاء الأزمة السودانية"، والتي حمّلت قوات الدعم السريع مسؤولية ما وُصف بأنه هجمات استهدفت داراً للإيواء في مدينة الفاشر بشمال دارفور. وأكدت في بيان صادر عن المتحدث الرسمي، رفضها لما وصفته ب"المسارعة إلى الإدانة اعتمادًا على معلومات أحادية المصدر"، معتبرة أن ذلك يندرج ضمن ما سمّته "سياسة الكيل بمكيالين." وقالت: "تابعنا بدهشة واستغراب، تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، السيد مسعد بولس، وبعض الشركاء الإقليميين في مبادرة "الحل السلمي لإنهاء الأزمة السودانية،" والتي حمّلت قواتنا مسؤولية ما وصفته بهجمات استهدفت دارٍ للإيواء في مدينة الفاشر بشمال دارفور". واستنكرت المسارعة إلى إدانة قواتنا اعتماداً على معلومات أحادية المصدر والاستمرار في سياسة "الكيل بمكيالين." ويتضح ذلك عند النظر إلى مجريات العمليات العسكرية في ميدان الفاشر، حيث نؤكد بثقة خلو المدينة من المدنيين باستثناء الجيوب العسكرية لعناصر ما يسمى بالمقاومة الشعبية وعناصر النظام الإرهابي، الذين يتخذون من المستشفيات والمساجد ثُكنات عسكرية ومنصّات انطلاق صاروخية، يستغلونها لشنّ هجماتهم، ثم يحاولون عبر مكائد مُدبرة تصدير اتهامات كاذبة بشأن استهداف قواتنا للأعيان المدنية. ولفتت إلى سجل الجرائم البشعة التي ارتكبها الجيش المختطف وحلفاؤه وأذياله ضد المدنيين في دارفور، بما في ذلك الهجمات بالمسيرات الفتاكة والقصف الجوي وإسقاط البراميل المتفجرة، في حوادث موثقة أفضت إلى سقوط آلاف الضحايا منذ اندلاع الحرب دون أن تواجه بإدانات واضحة ومتسقة من ذات الأطراف الإقليمية والدولية. وآخر هذه الجرائم سلسلة الانتهاكات والمجازر التي أودت بحياة المئات من المدنيين نتيجة استهداف الأسواق والأماكن العامة، حيث استهدف الطيران المسير منطقة "بلبل تمبسكو" بجنوب دارفور بتاريخ الأول من أكتوبر، 2025، التي راح ضحيتها (83)؛ ومنطقة الزُرق بشمال دارفور بتاريخ الثاني من أكتوبر 2025 التي قتل فيها (17)؛ ومدينة الكومة بشمال دارفور بتاريخ الحادي عشر من أكتوبر 2025, التي قتل فيها الطيران المسير للجيش عدد (20) مدنياً، في الاعتداء رقم (139) على "الكومة" منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 وغيرها من المناطق، التي قتل فيها الطيران مئات المدنيين، مع العلم أن هذه المناطق لا تشهد مواجهات عسكرية وتخلو من التواجد العسكري لقواتنا. ودعت المجتمع الدولي والإقليمي والمنظمات الحقوقية إلى التريث وتوخي الحياد وعدم الانسياق وراء ادعاءات باطلة تهدف إلى تضليل الرأي العام والتشويش على الحقائق. وأكدت التزامها الكامل بقواعد الاشتباك، التي تحمي المدنيين واحترامها لحقوق الإنسان، مع تمسكها في الوقت ذاته بحقها المشروع في الدفاع عن النفس. كما دعت الجهات الدولية إلى التمسك بمبدأ الحياد والحذر من مكافأة جماعة الحركة الإسلامية الإرهابية وأذيالها وإتاحة المجال أمام حملاتهم التضليلية ونشر الفبركات الإعلامية. وأكدت أن قواتها ماضية في تحقيق أهدافها المشروعة المتمثلة في تفكيك مؤسسات الظلم ومكافحة الإرهاب، واستكمال مشروع بناء السودان على أسس العدالة والمساواة والحكم الرشيد.