العلاقة ما بين الأجير ومن يستأجره علاقة وثيقة ورقيقة في ملمس الحرير، يقابلها في شمال السودان بالكري والمستكري فالكري الذي يملك من المزروعات وتشغله عنها أفروعات كالتجارة أو العمل للحكومة في الإدارة، يضطر إلى أن يكري (كري) لينوب عنه في الاهتمام بالزرع والضرع، فيقال فلان كرى ود فلان بخمسين قرشاً في الشهر، تحاشياً لمعنى استعبده لقهر! لذا فقد كثر هذه الأيام النقد الموضوعي لمسئولي الحكم من غالب الشعب الذين لا علاقة لهم بالكاري أو المكري! فمنطق الأشياء يقول بأن المكري لا يخلص في عمله إلا للكاري الذي أوصله لمنصب لم يكن يحلم به مقطوع الطاري؟! وإلا اضطر الكاري بالاستغناء عن المكري ليعود مرة أخرى للحواري. مما أطمع الناس في الدكتور حمدوك كأفضل رئيس لمجلس الوزراء أنه رفض عرض عمر البشير لتشكيل حكومة جديدة لعلها تبطل فوران المديدة!، وبذكائه رفض الدخول لبيت آيل للسقوط بأي ضربة شديدة، يضاف إلى ذلك قبل مجيئه للعرض الثاني الذي قبله قبولاً حسناً تصريحه الذي قال فيه: أيما جهة قدمت له قائمة بمرشحي وزارة لا يجد فيهم كفاءة مختارة، سيرجعها لذويها دونما إشارة!! ولكن حين دخل العرين ووجد نفسه تحت سيطرة (الأربع)، لم يستطع ان يستبين الكفؤ من الدون ليشير عليه حتى بالأصبع، ووجد نفسه جزءا لا يتجزاء من (المحاصصة) وضغوط المحاصصة!، ومن عجز الحكومة ما يحاول تعويضه مجلس السيادة والذي أساساً دوره كدور ملكة بريطانيا التي تملك ولكن لا تحكم!، وأضحينا كما يقولون هم منقة ليمون تمر هندي، كإفراز طبيعي للحم (الرأس) الذي لا يصلح (لطبخة) ترضي الشعب بغية خلاص. والسيد رئيس مجلس الوزراء الأكثر علماً وإحاطة بأن الكفاءات التي ننشدها في البدء توجد كخامة ممتازة في الوسط الوطني العريض المهمش من قبل الأحزاب الأربعة الغريض الأوهم التكنوقراط أهل العلم والدراية والخبرات ولكنه لا يستطيع أن يمد لهم يدا من جراء أمواج الأحزاب الأربعة والنوابع التي رفضت أن تركع كحزب اليسار المحتار. فالتكنوقراطي هو مكري من قبل الشعب كله لذا يحكم الاختيار تجده يعمل لصالح الشعب كله بعكس كري الحزب أو الحركة فكل همه إرضاء سيده وإلا يفقد البركة، ولنضرب مثالاً واحداً فقط ألا وهو السيد المحترم كمواطن وزير الطاقة في تصريحه الذي قال فيه بعضمة لسانه: "… وأكد جادين أن هنالك أولويات أهم من الكهرباء وهي الأمن وتوفير الدواء وقال ….." طب يا سيدي أطلب من حمدوك أن ينقلك لجهاز الأمن أو حتى لوزارة الصحة لتجد نفسك بصورة شرحة، وهل هنالك يا سيادة الوزير دواء لا يحفظ إلا بكهرباء؟؟ فليس معنى ذلك بأن السيد الوزير هو أسوأ زملائه، ولا هم بأفضل منه في أدائه، صدقوني لو هذا الحكم على هذا الشكل من الكم لو قدر له ان يستمر أكثر من ثلاثين عاماً، فلن يقدم للوطن شيئاً مذكوراً وهاماً . * الأمل لولا فسحة الأمل لما عمر الله الأرض بعد خراب اكتمل. فمن ذا الذي كان يحلم أو حتى يتصور بأن هذا الشعب القوي وبقيادة شبابه اللدن الطري أن يخلع شجرة الإنقاذ التي جف ساقها لملاذ، وقد قال قائلهم لن نسلمها إلا لعيسى كخلاص!، شباب بذر بذرة الأمل (المقاومة)!، وعلى شباب المقاومة وبكل سلام دونما تعرض بأذى لأي من الأنام شباب المقاومة الذين كانوا (زناد) الثورة التي سرق (رسنها) عصابة الأربع بليل لكسرها. أن تنخرطوا في (تنظيم وطني)، انطلاقاً من تجمع الوحدة الأساسية للتكوين ألا وهي الدائرة الانتخابية على مستوى كل الوطن لتشكيل (لجنة المقاومة الشعبية لدائرة …..) ليتصاعد التمثيل للجنة الإقليم وليرفع كل إقليم مناديبه للعاصمة القومية لانتخاب بحرية وبشفافية اللجنة المركزية لشباب المقاومة الوطنية، يومها فقط سيزيل الشعب أحزان استعمار ما قبل يوم الاستقلال وما بعده لتعم الأفراح في كل ميدان، وليكن شعار التنيظم (أنا وطني). * الحقيقة الحق دائماً وأبداً يعلو ولا يعلى عليه مهما تقادم عليه الدهر كثر مدافعو الفساد هذه الأيام ودعاة المدافعين عن جرم الأزلام بهديه قائلين: إنها جرائم تسقط بطول المدة!!، وهل يسقط سبحانه وتعالى العادل العقاب أو الثواب في الآخرة بطول المدة؟ كبرت كلمة تخرج من أفواههم. لذا يحسب لتلك الصحيفة المنار كاشفة الأسرار، سر سقوط طائرة شمس الدين بأنها سبب مؤامرة دنيئة للتخلص منه طمعاً في قرينة ثمينة!، في تلك الأيام راجت نكتة مضحكة لآلام، إذا أحد الجنود ذهب للاستفسار عن علاوته السنوية وبصحبته زوجته الحسناء الجميلة علوية، فقالوا له: أنت في علاوتك والمنقول لأرض العمليات كمجاهد بحلاوتك! فقال لهم خلاص عشان شفتو مرتي على الطلاق ما انتقل من الخرطوم دي لو مال العمليات كله في حزتي. * تعرفهم بسيماههم في أي حي سكني إن رأيت رتلاً من فاره السيارات التي لا تقل عن دستة، وحاوية لسكن رجل الأمن من العاديات فلن تشك وفقك الله بأنه وزير كان قبل أيام يشرب من الزير، فيا حليل ايرهارد وزير اقتصاد اديناور في ألمانيا الذي كان يقف في الصف لأخد بيضته الأسبوعية شأنه شأن أي مواطن في الرعية.