محمد محمد خير
وجعٌ في برشلونة.. ألمٌ من السودان!
فريقٌ كان يلمع في سماوات الكرة، وبلدٌ كان يسطع فيما مضى، كلاهما الآن يستعدان للمُغادرة من الباب والشُّبّاك والعصب والمسام والجسد والروح وأنا العاشق الخاسر!
ما يجمع بين برشلونة والسودان في أجندتي أنهما (...)
(1)
مساء الثلاثاء الماضي اتصلت من كندا باحد اقرب الاحباب لسيدي الامام الراحل بعد ان راجت الاخبار غير الموثوقة في مواقع التواصل الاجتماعي لاقف علي الحقيقة كاملة .اخبرني من هاتفته بان السيد قد مات سريريا وان علي التجمل والاستعداد لاستقبال الخبر الداوي (...)
محمد محمد خير
البناء الوطني
ظهيرة كل سبت بتوقيت تورنتو أتابع بشغف برنامج (البناء الوطني) الذي يقدمه صديقنا الأستاذ لقمان أحمد الذي زاملته في التلفزيون القومي وفي إذاعة mbc التي كانت تبث إرسالها من لندن.
أحرص على البرنامج لأسباب عديدة منها أنه يكرس (...)
محمد محمد خير
سافرت/ عدت
قال نزار قباني ذات منمنمة له: سأغتالك يا وطني بالسفر. أحسست طعم هذا البيت وأنا أدخل صالة مطار الخرطوم الذي لا علاقة له في كل خصاله بمفاتن مطار تورنتو. في تلك اللحظة استشعرت كبرياء الفقر وزاد حبي للسودان وتضاعف ذلك الوجدان (...)
محمد محمد خير
سلام جوبا (الرزق تلاقيط)
لا تتطابق هذه العبارة معنى ومبنى مع أي حالة سودانية إلا في حالة السلام، فهو من الحالات العصية التحقق بإجماع كامل ومن هنا نفتح شبابيك التفاؤل ومن هنا نجدد إحياء هذه العبارة (الرزق تلاقيط) .
ما يجعلني جزلاً (...)
محمد محمد خير
أين ذهبت الكورونا؟
ملاحظة لماحة عصفها أخي الأصغر ضياء الدين بلال في تغريدة مدوزنة له حين ربط بين مغادرة أكرم للوزارة وانحسار الحديث عن الكورونا وغياب المؤتمرات الصحفية وحملات التوعية رغم انتشارها على نحو أشد كأنما الكورونا ارتبطت بشخص (...)
محمد محمد خير
بولتيكا (كورونا)
ان يتسلل فيروس كورونا لحلق زوجة زعيمنا المحبوب ترودو ويدخله المحبس خشية ملاقاة زوجته، وان تدخل ميركل بيت الحبس، وان يموت الرئيس السابق لنادي ريال مدريد فذلك يعني ان الكورونا تتميز بالعدالة والدقة في التصويب (...)
محمد محمد خير
مشكلتنا في السلم الخماسي
عندما تسأل المهتمين بشأن الفنون الغنائية والموسيقية من فنانين وأكاديميين ونقاد صحفيين عن ضمور مساحة الأغنية السودانية في المحيط العربي، يجيبون إجابة واحدة، ظلت ثابتة ومتجددة وراسخة وهي "السلم الخماسي"، فالأذن (...)
محمد محمد خير
اغتيال حمدوك أم إحياء حمدوك؟!!
ما لا يعرفه الكثيرون عن شخصية حمدوك أنه من القلائل الذين لا تختلف معهم حول شيء ولا تتفق معه حول أي شيء. هو كتلة تهذيب صمّاء ينعقد جوهرها على صفاء متمدد وعلى خيارات من العصي التنبؤ بها. تجسيد معاصر لبيت (...)
محمد محمد خير
الماثِل والذي كان مأمولاً
الفترة الانتقالية أقرب في معناها للأشهر الحرم. إنها الفترة التي يتوافق فيها الجميع على مرجعية يحتكم إليها الكل وتقتضي التزاماً بين أطرافها يجعلها منزهة ومعصومة، بل ربما مقدسة، لأنها هي البوابة التي سنعبر من (...)
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
مزدحمة بالنظافة وتجري على خطوط البلاط النظيف, لها رائحة يختلط فيها الهواء النقي بالأفئدة الموجوعة, تلك هي مستشفي { سانت جوزيف} التي قدر لي الله أن أرتادها لخمس (...)
[email protected]
في هذا البلد المستطاب، روائح تشدُّك، وتصيِّر لسان حال أنفك (رغم أنفك). رائحة الجوافة، ورائحة المنقة، ورائحة السودان نفسه. وأنا ممن ظلت تتغشاه تلك الروائح في المنفى إلى أن تداعيت إلى هنا.
حين أنجزنا بناء السور الخارجي (...)
لقد أضاء جلد البوني بتراب (اللعوتة) فتزيا به غباراً ناعماً يحدّق به على الأرض التي كانت مسرحاً للأحلام الكبرى، وتحوّلت لمسرح للهزائم الكبيرة، كأنه بانهاض (اللعوتة) رمزية للحلم الكبير يتمثل التجربة الداخلية، حيث يهبط الكاتب إلى بئر ذاته الذي يتسع (...)
في واحد من سطوره الوخاذة الممتلئة بالمعنى القريب والبعيد بقرينة العمق، أشار الكاتب محمد عبد الماجد في عموده المقروء للغاية بأنني الوحيد الذي يحس بإبداع زملائه من الصحفيين ويكتب عن ذلك بمحبة.
أود هنا أن أشكر محمد على هذه الملاحظة وهي لاتجئ إلا من (...)
في تلك الأيام التي مضت راسمة زمنا صار الآن يسمونه (الزمن الجميل) كانت أقصى درجات الأماني أن يكون لك (بيت وعربية) كان ذلك هو البهاء الأتم، والشأو الذي لا يبلغه إلا ذو الحظ العظيم، كانت الدنيا غير ضنك هذي الأيام الماحلة المنزوعة من دسم المودة وكانت (...)
وعيد ميلادي
ثلاثة مشاهد لها دلالات متعارضة وقعت في ذلك اليوم الموافق 19ديسمبر 1955م، فحين كان النائب دبكة ينادي باستقلال السودان من داخل البرلمان كنت أصرخ صراخ امتلاء الرئة بأوكسجين الحياة واقدم أوراق اعتمادي للحياة وليدا جديدا مكان ميلاده قرية (...)
ليس بيني وبين الأستاذ عبد الباقي الظافر جائحة بيني وبينه الود والمودة العامرة ولا أظن أنني سأصطدم به يوماً لأني لا أنافسه في شيء ولا أظنه يجرؤ على منافستي في سبر أغوار روايات ماديو بارغاس يوسا الذي أتوافر له هذه الأيام.
ما دعاني للكتابة حول ظاهرة (...)
[email protected]
لو قدر لي أن أكتب هذا العمود في أول هذا الشهر لجاء في غير هيئته الراهنة، لأن الكتابة عقب الاحتشاد بالمشهد تجئ معبرة عنه وناقله لمشاعر التدفق فيغلب عليها طابع الانفعال والغضب، لكن لطف الله فالكتابة عبر استدعاء المشهد تختلف (...)
[email protected]
بعد تشخيص المرض وتحديد نوع السرطان الذي أصابني، أصبحت عمليا على بعد همسة من الموت فنادرا وما يتقاعس السرطان عن أداء مهمته المنذور لها وهى الإجهاز الكامل على كل خلايا الجسد والانتشار السريع في أجزاء متعددة تاركا لي الوهن (...)
كان ترتيب هذا العمود في ذيل السلسلة التي اتوافر لها منذ أسبوعين، لكن لأن عيد الفداء قد أزف، وطقوسه بدأت على الشوارع والأسواق، وعادة ما تكون (الدكوة) حاضرة قبل الخراف، لذا قصدت تقديمه لمنع سرطانات محتملة، فقد رسخ طبيبا أن (الدكوة) سبب رئيسي في سرطان (...)
ما إن تبرهن بالدلالة القطعية المثبوتة معمليا بعد فحص العينة، بأنني مصاب بسرطان الكارسنويد حتى تلقيت خطاب ترحيب من جمعية مرضى السرطان التي تتخذ من مستشفى (برنسيس مارغريت) التخصصي مقرا لها.
هذا المستشفى يعتبر من أكبر المستشفيات التخصصية في العالم لكن (...)
صبيحة يوم 26 أغسطس الماضي كان اليوم مفصلياً، ليس أمامي سوى أن يخبرني الطبيب بأنني أحتاج لجلسات (الكيماوي) أو أن يعلن خلو جسدي من السرطان فأرتد لرحم الحياة الدفاق وأصرخ وأرزم دويًا وأهتف أنني أعود إلى السودان، بكل ذلك الذباب لأظفر بنصيبي المحتوم من (...)
في أعقاب دفن جسد طاهر كان يحمل روحاً عزيزة لاحظت عقب أداء صلاة الجنازة أعداداً كبيرة من عربات مظللة ، وبرصدي لأصحاب تلك العربات وجدت معظمهم من الإسلاميين ، الاسلاميون الأصلاء ، قراء المودودي ، وأهل حسن البنا ، الأكثر فتنة بسيد قطب ، دعاة الشريعة (...)
ظل صديقنا الأستاذ فيصل محمد صالح يرشحني منذ وقت طويل لكتابة رواية عن الحدث السوداني السياسي في القاهرة خلال فترة التسعينيات وهي فترة موحية وخصبة وناشزة في آن معاً تحتاج فعلاً لعمل فني روائي وليس استطرادات سياسية. وقد جدد الصديق فيصل الدعوة لي يوم (...)
محمد محمد خير
تلك ليست مجاراة للشاعر الأرهف الأصفى تجربة والأمضى معاناة في رائعته (سيد الاسم)، التي تغني بها الجابري، فنقل الأغنية من حالة التوصيف الأجرد الى الميلودرامية العاطفية. الشاعر كمال عبد الماجد أحد سلاطين ممالك العشق: إنه (ختم) تابع لسفارة (...)