في سبيل الدعاية لأنفسهم ليكونوا رؤساء لبعض البلاد أو ليكونوا أعضاء في مجالس تشريعية يقول بعض الناس على سبيل التزكية لأنفسهم إنهم «لا ينتمون إلى جماعة أو فكرة» وإنهم إذا ما انتخبوا فسيكونون حريصين على مصلحة البلد لا غير.. وهذه الدعاية مبنية على (...)
رئيس الجامعة المفتوحة بأمريكا
من أقوى الأدلة على أن الحكم لا يكون إلا لله أن البشر الذين يعطون أنفسهم حق الحكم أو يعطيهم إياه غيرهم يضطرون لِأَن ينسبوا لأنفسهم صفات إلهية لا يكون الحاكم حاكماً إلا بها. ويكون هذا أحياناً بادعاء صريح للألوهية كما كان (...)
بعض الناس اليوم يعمدون إلى ألفاظ عربية إسلامية فيفرغونها من مدلولاتها الإسلامية، ثم يحشونها بمدلولات كلمات غربية يجعلونها ترجمة لها.. من هذه الكلمات: كلمة الوسطية، التي شاع في هذه الأيام استعمالها عند أمثال هؤلاء بمعنى لكلمة moderate. نعم، إن المعنى (...)
اليُسْر مقصد من مقاصد الدِّين الكبرى، جعله الله تعالى أساساً لكل ما أمر به ونهى عنه في كتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وأمرنا أن نلتزمه في فهمنا للدين والعمل به والدعوة إليه؛ فقال تعالى: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ (...)
النظرة الساذجة الشائعة حتى بين كثير من المثقفين منا ، بل ومن المثقفين الغربيين ، بل وحتى بين كثير من المشتغلين بالعلوم سواء منها الطبيعي والاجتماعي تقول إنَّ للعلم منهجاً واحداً متفقاً عليه بين كل العلماء الذين يدرسون الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية (...)
يوافق بعضنا على القول بأن الديمقراطية أحسن نظام توصلت إليه البشرية، ويقول آخرون إن الديمقراطية كفر، ويقف فريق ثالث بين أولئك وهؤلاء. وكل القائلين مسلمون لا يطعن بعضهم في إيمان بعض، ولكل منهم حظ من العلم بالدين وبالديمقراطية. فهل يمكن أن يحدث خلاف (...)
قلنا: إن الدعوة إلى الحرية هي الأمر الذي لا يكاد يُجمِع دعاة اللبرالية الغربيون على أمر سواه؛ وذلك لأنهم يكادون يختلفون بعد ذلك في كل شيء له علاقة بهذه الحرية. عندما يقول أحدٌ: إن الأصل في الإنسان أنه حر، فماذا يعني بذلك؟
الحريات التي يتحدث الناس (...)
نحاول في هذا المقال أن نلقي نظرات نقدية على الأسس التي تقوم عليها الأيديولوجية اللبرالية الغربية وهي أسس لا يكاد المقلدون للفكر الغربي في بلادنا ينظرون فيها أو يناقشونها. لكن نقدنا للأسس لا يعني رفضنا لكل ما أضيف إليها أو زعم أنه منبثق عنها كما (...)
على أي أساس يضع المواطنون في بلد ما دستورهم ويصدرون قوانينهم إذا كانوا منقسمين إلى أديان مختلفة؟ يثير هذا السؤال عدة مسائل:
المسألة الأولى: أن دعاة العلمانية ولا سيما في بلادنا العربية في هذه الأيام، يقولون إن الحل الأمثل هو الحل الذي لجأت إليه (...)
اللبرالية صنفان: صنف أصلي مصنوع في الغرب، وصنف مغشوش يباع في العالم العربي باسم الصنف الأصلي. أصحاب الصنف الأول يبيعون بضاعة هي من صنع أيديهم فتستطيع لذلك أن تتحاور معهم وتدلُّهم على مواطن الخلل في بضاعتهم، وهي كثيرة. وقد يستمعون إليك، وقد يعترفون (...)
طبيعة الدولة الدينية تعتمد على نوع الدين التي هي منسوبة إليه، وعلى هذا تعتمد الإجابة عن كونها يمكن أن تكون إسلامية أو غير إسلامية. وأنواع الدين الذي يمكن أن تُنْسَب إليه الدولة هي أربعة على الأقل.
الدين بالمعنى العربي الواسع: الدين بهذا المعنى هو كل (...)
إذا استمعت إلى ما يقوله بعض العلمانيين في بلادنا خيّل إليك أن العلاقة بين الدين والدولة أو بين الدين والسياسة لم تعد قضية في البلاد الغربية، وأن القوم هناك قد اتفقوا جميعاً المؤمنون منهم بالأديان وغير المؤمنين على أن الدولة يجب أن تكون علمانية وأن (...)
صلاح المجتمع يعتمد على دعامتين، دعامة داخلية هي الأساس، ودعامة خارجية هي المساعدة. فالمجتمع الصالح هو الذي يتكون من أفراد صالحين كلما كان عددهم أكثر كان مجتمعهم إلى الصلاح أقرب. لكن الصلاح الداخلي يحتاج إلى ترتيبات خارجية تناسبه وتعين على العمل (...)
تُرى كيف ستكون سياسة الغرب مع العالم العربي بعد هذه الانتفاضات التي عمَّت كثيراً من بلاده، والتي أيَّد أهدافَها آخرون لم تحدث انتفاضات مثلها في بلادهم؟ إن الهدف الأعلى للغرب واضح، وهو: تحقيق كل ما يدخل تحت مسمى المصالح القومية: من اقتصاد، وسياسة، (...)
انفصل جنوب السودان عن شماله وتحقق للإنجليز ثم لخلفائهم الأمريكان وأنصارهم وأذنابهم ما أرادوا. كان الإنجليز حريصين (منذ أن وطئت أقدامهم أرض السودان غُزاةً مستعمرين) على أن لا يتأثر جنوب السودان بثقافة شماله العربية الإسلامية، لكنهم كانوا مع ذلك (...)
يقول بعض من يوصفون بأنهم كانوا من خاصة الرجل الذين عرفوه، إنه رجل عنيد لن يتنازل بل سيقاوم حتى آخر قطرة من دمه. ونحن لا ندعي معرفة خاصة بالرجل، لكن الذى يبدو لنا من تصرفاته أنها لا تدل على صحة ما قال أولئك المدعون معرفة بصاحبهم.
نعم إن الرجل طاغية (...)
فإن القضية التي كلفت بالكتابة فيها هي: "المسؤولية في تحقيق الوحدة بين المسلمين: مسؤولية الحكومات، مسؤولية العلماء، مسؤولية المنظمات الإسلامية الرسمية، مسؤولية المنظمات الإسلامية الشعبية، مسؤولية وسائل الإعلام، مسؤولية الشعوب." لكنني رأيت أن أقصر (...)
فإن القضية التي كلفت بالكتابة فيها هي: "المسؤولية في تحقيق الوحدة بين المسلمين: مسؤولية الحكومات، مسؤولية العلماء، مسؤولية المنظمات الإسلامية الرسمية، مسؤولية المنظمات الإسلامية الشعبية، مسؤولية وسائل الإعلام، مسؤولية الشعوب." لكنني رأيت أن أقصر (...)
جماهير الناس منذ أقدم العصور إلى يومنا هذا تؤمن بأن لهم وللكون حولهم خالقاً، وإن كان أكثرهم مع هذا الإقرار بوجود الخالق يشركون معه غيره في العبادة، فهم يؤمنون برب واحد وآلهة متعددة. لكن وجدت على مر العصور فئة قليلة من الناس تنكر حتى وجود هذا الخالق. (...)
اهتم كثير من إخواننا العلماء والدعاة في هذه الأيام بالرحمة المتعلقة بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من مكارم الأخلاق وكتبوا في ذلك بحوثا وافية قُرِئت في كثير من المؤتمرات في أنحاء العالم الإسلامي ونُشرت. بيد أنني أريد في هذه الورقة (...)
يتساءل كثير من المسلمين اليوم عما إذا كانت الحرب الأمريكية الغربية على ما يسمونه بالإرهاب حرباً دينية؟ الإجابة تعتمد فيما أرى على المقصود بالحرب الدينية. فإذا كان المعني بها أن الغرب يريد أن يحارب الإسلام باسم المسيحية أو أنه يريد نشر المسيحية؛ فإن (...)
إن تصرفات الساسة الغربيين، ولا سيما الأمريكان منهم والبريطانيين، تدل على أنهم لا يحصرون الخطر الإسلامي على حضارتهم في ما يسمونه بالإرهاب، بل يجعلونه في الدين الإسلامي نفسه. ولهذا صاروا يصفون حربهم على الإسلام بأنها حرب قِيَمٍ وأنها معركة لكسب القلوب (...)
رمضان الكريم هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه كتابه الحكيم هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. والقرآن الكريم هو أساس الجهاد الكبير المستمر، الجهاد بالكلمة. أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه بأن يجاهدوا الكفار بالقرآن الكريم (...)
يتحدث القرآن الكريم عن نوعين لا ثالث لهما من أنواع الاتباع، ويمكن تسمية أحدهما بالاتباع العلمي، والآخر بالتبعية الجاهلية: أما الاتباع العلمي: فهو أن يتَّبع الإنسان طريق مَنْ عَلِم بالدليل القطعي أن طريقه هو الطريق الموصل إلى الله، تعالى؛ وهؤلاء هم (...)
يتكون المجتمع المسلم كما تتكون سائر المجتمعات البشرية من أفرادٍ: هم فلانٌ وفلانٌ وفلان. لكن الله - تعالى - يريد لهؤلاء الأفراد أن يأتلفوا؛ لتتكون منهم جماعة، وأن يكونوا «أمة من دون الأمم»؛ ولهذا فإنه - سبحانه - كما شرع لهم شرائع يعملون بها باعتبارهم (...)