رحلة سلفاكير ميارديت إلى (تل أبيب).. قطعها سيراً على دروب التاريخ محمولاً فوق (أكتاف العرب)، ماذا فعلوا في أفريقيا وماذا فعلت فيها إسرائيل، ومشهد سلفاكير جالساً إلى جوار الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.. في تل أبيب، وبينهما (ترابيزة وُضع فوقها العلمان (...)
هي الأرض مستقر البشر.. ليست هي السماء تعج بالملائكة وليست هي الجنة.. وما كان جون قرنق ملاكاً هبط أرض السودان ليشيع في جنباتها الديمقراطية وكانت فكرة السودان الجديد (أيديولوجية زائفة للتمكين).. كان قرنق عنصرياً وكذلك هي الحركة الشعبية.. وإلا لماذا (...)
حتى عندما حاول الإسلاميون والقوميون العرب التقارب في مواجهة العدو المشترك (أمريكا وإسرائيل) في الماضي وفي مؤتمرهم المسمى (المؤتمر القومي الإسلامي) المنعقد بالعاصمة اللبنانية بيروت في العام 1994م، حولوا المؤتمر الودي إلى (حلقة ملاكمة)، كل واحد فيهم (...)
هذا المقال هو محاولة للإمساك بخيوط الفوضى.. خيوط واقعنا العبثي ودروبه التي تقف بنا الآن عند حافة الهاوية (هاوية الجحيم)، هي غيبة الوعي عند النخبة السودانية و(عشق الذات).. ادعاء كل حزب أن فيه كل الصفات الحميدة.. يختال بها زهواً في ثوب (الوهم (...)
هل تشتعل حرب النفط بين دولتي شمال وجنوب السودان، أم أنها مجرد ضغوط وتهديدات من قبل دولة الجنوب، ومن هم وراء الجنوب ولماذا؟ منذ التوقيع على اتفاقية نيفاشا إلى اتفاق أديس أبابا الإطاري الموقَّع بين حكومة السودان والحركة الشعبية قطاع الشمال .. (حبل (...)
من على خشبة مسرح الواقع في باندونج باندونسيسا.. يصور محمد حسنين هيكل مشهد الزعيم الهندي جواهر لال نهرو وهو يخاطب الرؤساء الحضور، وكأنه ممثل يجسد انفعالات بطل تراجيدي على خشبة مسرح المأساة.. الإغريقي، مواجه بقوة قاهرة فيها دماره الحتمي، قدر جميع (...)
منذ سنوات مشاركتهم في نظام مايو راهن أهل الحركة الإسلامية على دارفور.. وقتها كان رهانهم عليها معاً في مواجهة النميري.. وبعد المفاصلة الشهيرة بينهم وهم في السلطة راهن دكتور الترابي على دارفور وأبنائها.. فعند المفاصلة انحاز أبناء دارفور في الحركة (...)
هي (لعبة الروليت المقفولة على الإنقاذيين).. أعلنوا عن الحكومة الجديدة بذات الوجوه القديمة.. وتحويل وزراء من وزارة إلى أخرى، هو (روليت حكم القلة) يوم انفصل الإنقاذيون عن أيديولوجيتهم وتحولوا إلى طبقة حاكمة جوهرها قوة السلطة والاقتصاد.. وعلى (رهان (...)
العام 1997 (البيارق قاجة في الجنوب).. ثم كان التفاوض والحوار، (نيران البنادق في الجنوب ألهبت شاشات الفضائيات).. والحوار أيضاً يحتاج إلى (إضاءة.. إضاءة العقول النيرة)، وما عدمناها، وما كان رحيل بعضهم عنا يعني ذهابهم في العدم.. نعم فنت منهم الأجساد (...)
من طبع الأحزاب الحاكمة عندما تشتد عليها الضغوط تقديم التنازلات للأحزاب المعارضة خارج السلطة.. مما يبرر التنازلات التي قدمها حزب المؤتمر الوطني الحاكم لحزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي بغرض تجاوز النظام لأزماته مع الاحتفاظ بمراكز تأثيره في القرار.. (...)
شباب في عمر الورود دفعهم حماس الشباب ووعيهم المكتسب (عبر خيوط الشبكة العنكبوتية.. الإنترنت).. للخروج إلى الشارع هاتفين بسقوط حسني مبارك وطغمته.. زلزل أعماقهم مقتل شاب في مثل عمرهم على يد شرطة الرئيس المخلوع فتنادوا عبر فضاء مصر (كلنا خالد سعيد).. (...)
(طبيعي) أن تحدد مصالح الأحزاب مشاركتها في الحكومة القادمة من قِبل الجميع الممسكين منهم بزمام السلطة والمعارضين.. ولكن أيضاً (مصيري) أن يتوصل الجميع إلى توافق قومي حتى لو بعد تشكيل الحكومة.. وضغوط الأحداث وتداعياتها قد تدفع بالحاكمين في هذا الاتجاه. (...)
(مركز الفوضى) عبارة يستخدمها الطيب صالح في رواياته وتعني حالة تكون فيها كل الاحتمالات ممكنة.. والوضع الراهن يقول بأن كل الاحتمالات ممكنة في السودان بمنطق الوقائع في الداخل والخارج.
استخدام القوة في مواجهة قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال ضرورة، (...)
ربيع الثورات العربية.. ما أكثر العِبَر وما أقل الاعتبار.. ذهبت الثورة بالنظام الليبي وقبله ذهبت بالنظامين التونسي والمصري.. وفي الطريق النظام السوري.. اندلعت الثورة في سوريا وراهن بشار الأسد بأن رياح الثورة لن تقتلع أوتاد خيمة نظامه فسوريا ليست مصر (...)
عادة ما تنتهي الثورة الشعبية في السودان بانقلاب عسكري تحسم به الأحزاب صراعاتها على السلطة.. هي الحلقة الجهنمية (ديمقراطية انقلاب).. لكن هذه المرة الوضع مختلف في وجود الحركات المسلحة.. ويتطلب تقديم التنازلات من الجميع على وجه الخصوص من الحكومة (صاحبة (...)
في العام 1955 كانت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تعيشان حالة من الازدهار الاقتصادي حلَّقت بأصحاب الأفكار الليبرالية فيهما عالياً، تماماً مثلما (حلَّق المفكر الأمريكي فوكوباما في نهاية الألفية الثانية وبدايات الثالثة).. وهو يعلن (نهاية التاريخ (...)
مرحباً بسلفاكير في الخرطوم.. ولكن التشريح السياسي يجب أن يكون (على بلاطة)، والسياسة جوهرها القوة، فالخرطوم لديها كروتها للضغط والمتمثلة في عبور بترول الجنوب إلى الخارج عبر أراضيها أضف إلى ذلك مصافي تكريره الموجودة أيضاً في أراضيها.. واعتماد الجنوب (...)
في زمان آخر.. بواكير الشباب وأوان التفتح على الكون، وفي الأعماق يتحرك شيء ما.. غامض فيه سحر.. تحسه ولكن يَصعُب عليك إدراكه، فيه (توق ونداء).. وأنت تذرع طرقات المدينة وفي ظلام الليل وهدأته وهفهفة نسائمه.. يداهمك ذلك الشيء.. هذا الإحساس، بعنف، يهز (...)
الأسعار (نار حمرا).. تفترس الغلابة، ولكن تلك هي أعراض المرض.. و(الموية تحت الساس)، فالمرض في حقيقته هو (مرض القلة) عندما تتبوأ كراسي الحكم (خاصة لو جاءت عن طريق الغلبة والقوة).. فتنغلق على نفسها مبتعدة عن الجماهير ومصالحها، بينما تخدم سياساتها مصالح (...)
كم هو (مُغيظ).. وياله من (مراوغ) مبعوث الرئيس الأمريكي أوباما للسودان.. المستر برينستون ليمان، فحديثه (الأخير) لراديو دبنقا الذي نشرته الأحداث 14/9.. (ونتناوله هنا بالتحليل).. يُذكّر بمقال سلفه أندرو ناتسيوس (ما وراء دارفور).. بعد التوقيع على (...)
(شكلة) الحكومة والمعارضة حول (مأدبة السلطة).. و(النيران مولعة)..عجب! الشيوعي (قانع بالجبر).. بعد اضمحلال نفوذه.. فبعد تجربته مع النميري أعلن (توبته النصوح) عن الانقلابات العسكرية وهيمنة الحزب الواحد (سلطوي الطابع بالتجربة).. وحزب الأمة يطمع في مطايب (...)
(قطار الهم) مسلسل إذاعي اشتهر في السبعينيات (زمان ازدهار الدراما الإذاعية).. بطله (عمي الزين).. رمز الغلابة وشاهد عذابات الغلابة من نافذة قطاره (يشرِّق يوم ويغرِّب يوم).. وعمي الزين اليوم يقف عند محطة الدمازين وأحداثها والتي لن تحرق نيرانها إلا (...)
(غياب المناقشة حول دور إسرائيل هو الفيل داخل الغرفة.. المشهور في ذلك المثل) العبارة صاحبها كاتب أمريكي (مايكل كينزي) وقصد بالدور الإسرائيلي.. دفع إسرائيل واللوبي اليهودي الأمريكي بأن تحتل أمريكا العراق وفق لعبة (الدومينو).. بمعنى أن سقوط العراق (...)
(ما حصلش).. عبارة ومشهد يسجله التاريخ.. الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مستلقٍ على ظهره.. وراء قفص المحكمة (وكأنه الموت السريري.. أداءً تمثيلياً).. يحاول ابناه جمال وعلاء، مداراته بظهريهما فتسارقهما الكاميرات.. (وسجل يا تاريخ).
المشهد المبثوث (...)
يدين ياسر عرمان المؤتمر الوطني، وهو والمؤتمر الوطني.. في الإدانة سيان (كلو بلعب على كلو).. يقول عرمان بأنه لا يثق في المؤتمر الوطني ويطالبه بضمان (وصحي الضمان أمان.. يا عرمان).. ولكن من الضامن (الذي تسعى إليه أنت بيديك ورجليك).. طبيعة (ضامنك) (...)