:: والحكاية الشهيرة هي عقب إجتماع بوش و بلير ، سألهما الصحفي عن أجندة الإجتماع و القرارات المرتقبة، فأجاب بوش : ( ناقشنا بعض القضايا واتفقنا على قتل مليون مواطن وطبيب أسنان)، ثم أعطت المنصة فرصة السؤال الثاني لصحفي آخر، ويبدو أنه كان سودانياً، فسأل : (طبيب الأسنان دا منو؟، و عمل شنو؟، و ح تقتلوه متين؟)، فمال بوش إلى بلير هامساً : (أها، أنا مش قلت ليك الروش ما ح يهتموا بالمليون مواطن؟).. !! :: وفي زيارة قيادة مجلسي السيادة و الوزراء إلى الخرطوم رسائل مهمة، بيد أن القوم تركوا الرسائل، و إنشغلوا بمرافقة أمجد فريد لرئيس الوزراء إلى منزل أبوعركي البخيت و مدينة الصحفيين : ( أمجد رافقهم ليه؟، ح يعينوه في مكتب الرئيس؟، ولا وزير خارجية؟، مش قحاتي؟، و لا بلوبسي؟، أمجد .. أمجد.. ).. و هنا يُميل لسان حال الواقع إلى رئيس الوزراء هامساً : (أها، مش قلت ليك ما ح يهتموا برسائل زيارتكم ؟)..!! :: ومن السهل تحديد من شغلهم أمجد فريد عن برنامج إعادة حياة الخرطوم.. فئتان فقط لاغير، إحداها محسوبة على الإسلاميين، وهي المشبعة بكراهية الآخر، وولاتزال تحلم باحتكار البلاد بمن – وما – فيها للأبد، وهي لا ترى في الحياة غير نفسها الأمارة بالسُلطة المُطلقة و المُحتكرة.. ولكن لحُسن حظ الناس والبلد هي فئة قليلة، وبلا تأثير حتى على الإسلاميين، ناهيكم عن الشعب ..!! :: أما الفئة الثانية هي التائهة في منافي العمالة.. نُشطاء الأمس، عُملاء اليوم..وليس في سبهم و تهريجهم عجباً، فمن شبّ على شئ شاب عليه، ولايرجى منهم نقداً موضوعياً أو رؤية اصلاحية.. يصرخون، ليس لأن أمجد فريد رافق رئيس الوزراء، بل لأنه فارقهم إلى رحاب وطنه، ولأنه اختار حضن شعبه حين اختاروا حضن الكفيل.. فالموقف الصحيح لأمجد فريد في امتحان الوطنية هو ما يؤرق مضاجع كل أنواع الجنجويد ..!! :: وعلى الفئتين الصارختين أن تستعد للقادم ..فالمؤكد لن يكون أمجد فريد وحده في رحلة البناء والإعمار ..هناك محمد جلال هاشم، عبد الله على إبراهيم، الشفيع خضر، عبد الرحمن الغالي، عبد العزيز بركة ساكن، مجدي الجزولي، التيجاني عبد القادر، و..و.. شُرفاء المرحلة على مد البصر، لبناء وطن يسع الجميع ما عدا الخونة.. قادمون لأي موقع يختارونه، وهم من يختاروا مواقعهم، لأن اختياراتهم – في معارك العزة – أثبتت سلامتها و صدقها..!! :: و المهم..أكمل رئيس الوزراء برنامج زيارته الناجحة بالخرطوم، تفقد الناس ومواقع الخدمات التي تُجرى عمليات و ترتيبات تأهيلها..وبالخرطوم هبطت طائرة رئيس مجلس السيادة على مدرج مطار الخرطوم بأمان، وهذا الهبوط رسالة مفادها ( عُدنا )، وقادمات الأيام ستكون أكثر إفصاحاً لنتائج هذه الزيارة ..إنها العزيمة لعودة الحياة لوطن، ليست كما كانت، بل أجمل مما كانت، وهذا – بإذن الله – ليس بعسير على شعب قاوم لينتصر، و إنتصر..!! :: وإن كانت ثمة تذكير لقيادة مجلسي السيادة و الوزراء ، فهو أن أسرع الطرق للعودة الشاملة والمستقرة يكمن في خلق بيئة تُعيد المصانع والشركات و الأسواق وغيرها من مصادر الرزق ( أطعمهم من جوع )، ثم تأمين حياة الناس وما يملكون، وذلك بمكافحة الجرائم و تجفيف مصادرها ومنابعها ( أمنهم من خوف).. أُكرر، بيئة العمل و الأمن، و هنا تفاصيل كثيرة، لاحقاً..!!