(بارع) في تقديم المبادرات و(ناجح) في2 صناعة الفرق لمصلحة الجماهير.. الراحل ايلا.. سرالقبول الكبير. "متفق عليه" مثل، انموذجا للسياسي حينما يكون فى " خدمة الناس قيمة مفقودة يهرع إليها المواطن كلما استبد بهم البحث عن قائد نظيف حينما كان واليا للجزيرة اعاد (سيارة برادو" وقطعة أرض اهديتا اليه.. خصص الأرض المهداة اليه ل"مستشفى سرطان" وتبرع من جيبه للبناء … زاد مشروعات التنمية بالجزيرة بعد "إغلاق مواسير" تسريب المال العام… القدوة الحسنة وطهارة الكف واللسان صفات معلومة في تاريخ أيلا… ياللفجيعة.. مات محمد طاهر ايلا، رمز التجويد والانجاز بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس، وحاز على احترام المختلفين معه سياسيا وفكريا قبل ثقة ومحبة من يتفقون معه فى الرؤية والتوجه والهدف… مات رجل "متفق عليه" مثل، انموذجا للسياسي الصادق حينما يكون فى " خدمة الناس"، والقيادي الصادق عندما يحوز على ثقة ومحبة الجماهير ، وقد تقاسمت محبته بالتساوي، بعيدا عن الانتماء والايدلوجيا.. رحل الجسد وبقيت المأثر والسير والحكايات شاهدة على تاريخ رجل استثنائي ذاق السودانيون معه طعم النمية الانجاز، واطمانوا فى رحلته لوجود رمز ملهم ووطني نبيل وابن بلد غيور .. رحل محمد طاهر ايلا بكل فخامة الاسم وزخم التجربة المكللة بالنجاحات والانجازات والتميز وجعلنا نردد حقا ، "بلدا مافيها ايلا … ياحليلا".. "النغمة التريند" التى لاحقا تجربته فى حكم الانقاذ، وزيرا وواليا ثم رئيسا للوزراء… وحتى بعد تقاعده عن الخدمة.. لم يكن ايلا باقل جماهيرية من الأحزاب الكبيرة و(الهلال والمريخ) حين كان حاكما ضمن منظومة الانقاذ وبعد أن تقاعد عن الخدمة فى المناصب العامة.. الرجل يتكئ على رصيد وافر من ثقة الناس في عطائه ومواهبه في الاستثمار والاقتصاد والتنمية ودربته السياسية وقدرته على التفكير خارج الصندوق.. من المفارقات العجيبة أنني كتبت عن جماهيريته فى الرابع من أكتوبر من العام 2022، حينما استقبله المواطنون بمحبة أسطورية وهو يعود للبحر الاحمر، بعد سقوط الانقاذ، وها أنذاا ارثيه اليوم بعد ثلاثة أعوام ويوم واحد، إذ رحل ايلا اليوم الموافق السادس من اكتوبر بالقاهرة … محمد طاهر أيلا مثل أيقونة لتجليات الحكم الراشد في أبهى صورها، وظل قيمة مفقودة يهرع إليها الناس كلما استبد بهم وجع البحث عن قائد نظيف ومسؤول خلاق وملهم. سر القبول الكبير الذى يجده ايلا يستدعي ما فعله الرجل لحظة ان كان حاكما علي ولايتي البحر الاحمر والجزيرة ورئيسا لوزراء السودان ووزيرا في حكومة الانقاذ.. مازلت اذكر يوم ان اعاد ايلاحينما كان واليا للجزيرة (سيارة برادو موديل العام) اهديت اليه وتبرع بقطعة أرض درجة أولى خُصصت له في حي (الزمالك الراقي) بود مدني لتكون مشفى لمرضى السرطان. لم يكتفِ أيلا بهذا الأمر فحسب، وإنما زاد من سماحته وزهده واستقامته كيل بعير وهو يتبرع بمبلغ 100 ألف جنيه من جيبه الخاص لبناء المستشفى. تذكرون كيف كانت ميزانية ولاية الجزيرة تتجاوز بنود الموازنة للحد الذي أزعج مجلسها التشريعي فاستدعى الوالي أيلا وقد أفاض على الولاية من مشاريع التنمية يسأله من أين لك هذا ؟، وأنت تزيد المدارس والمستشفيات وتضاعف الطرق ومساحات الإنترلوك، فيجيبهم أنه لم يفعل شيئاً سوى إغلاق مواسير كانت تستحل المال العام وتسربه لجيوب المنتفعين من عطالة السياسة وأصحاب الأجندة والمصالح الخاصة. لم يكن مستغربا ان يتم كل هذا الاستقبال الحاشد لايلا ، فالرهان على نزاهة ألرجل لم يكن مبنياً على مجهول في شخصيته .. القدوة الحسنة وطهارة الكف واللسان صفات معلومة في تاريخ أيلا، شاد منها سيرة تمشي بين الناس بالعدل وتنطق بالإنجازات المشهودة في كافة المواقع التي عمل بها مديرا ووزيرا وواليا ورئيسا للوزراء. ايلا من سياسيين قلائل يملكون القدرة علي احداث الفرق، وتحويل الهزائم الي انتصارات، ولا يراهنون على مجرد (طق الحنك) في كسب ود ومحبة الناس، الطفرة التنموية الهائلة التى احدثها في البحر الاحمر تقف شاهدة علي عبقرية احالت الولاية الى وجهة سياحية ياتيها الناس من داخل وخارج السودان.. ايلا ابتدر مشروع التغيير في الانقاذ حينما كان واليا يلغي تفريغ قيادات المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية ويمتنع عن تمويل انشطتها من المال العام ويجرد حملة لمكافحة الفساد ضد بعض رموز الحزب الحاكم حينما تبوا مقعد رئاسة الوزراء.. للدكتور محمد طاهر ايلا سبق في صناعة النجاح هو من قيادات ملهمة ، مثل ايقونة رامزة للجماهيرية والانتصار حينما كان واليا للبحر الاحمر وفي مهمته الاخيرة بود مدني ، راهن كثيرون علي فشله حينما جاء الي الجزيرة واليا لكنه ظل يقدم كل يوم انجاز يؤكد انه (ماهر ) في تجاوز الاحباط و(بارع) في تقديم المبادرات و(ناجح) في صناعة الفرق لمصلحة الوطن والجماهير. الاستقبال الجماهيري المشهود لايلا في بورتسودان قبل ثلاثة أعوام ، نتاج لما كسبت سيرته من انجازات في اوقات تحمله مسؤولية الناس هناك، لم يكن الحشد قبليا محضا كانت القبيلة موجودة ولكن الوفود جاءت مثلما تابعنا آنذاك من نهر النيل والجزيرة و النيل الابيض ومناطق اخرى من السودان لتؤكد ان للرجل يد سلفت في مضمار العمل العام ودين مستحق على جماهير واعية تحن الى قيادات سياسية من طراز ايلا وسط زحمة ( المواسير) التى اوردت البلاد الهلاك.. مثل الراحل ايلا (شخصية قومية) يتفق السودانيون علي كسبها وان اختلفوا مع انتمائها ، رحل ايلا و بلادنا فى امس الحاجة لدربته وحكمته ودابه على التفكير خارج الصندوق في ظل واقع مازوم واوضاع تتعقد كل يوم. الى جناة وعيون.. انا لله وانا اليه راجعون..