ليس ترامب .. إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025    اللواء الركن (م) أسامة محمد عبد السلام يكتب: الفريق أول عصمت جنرال من الزمن الجميل    وزير الشباب والرياضة يدفع ب"برقية" ل"معتصم جعفر" و"أسامة عطا المنان"    السودان يسقط في فخّ التعادل أمام موريتانيا    مدير جامعة كردفان يتفقد سير العمل بمعهد بحوث الصمغ العربي ودراسات التصحر    تدشين بداية العام الدراسي لكلية الغرب للعلوم والتكنولوجيا بولاية الخرطوم    شرطة النيل الأبيض تختتم دورة النظم الإدارية والهياكل الوظيفية والوصف الوظيفي    السكرتير الثاني نفيسة حسين عوض تمارس حق الرد على دبلوماسية من بعثة دولة الإمارات    هولندا تنفرظ بالصدارة    جماعة ادمنت الفشل..!!    اتحاد مدني يُكمل تشكيل جهازه الفني بإدارة محترفة تمزج بين الخبرة والطموح    السودان..مطالبات بإعادة التحقيق في وفاة مواطن داخل مركز شرطة    محمود سلطان يكتب: لماذا وافق نتنياهو على وقف الحرب مرغما؟    مفاجأة محتملة في آسيا    تعيين الدكتور علي بابكر سيد أحمد في منصب الوكيل لوزارة الصحة خطوة في الاتجاه الصحيح    ويسألونك عَن فَرفور    أيلا (رحل السياسي العضوي المضاد)    من الصفر إلى المليار.. كيف جمع كريستيانو رونالدو ثروته الطائلة؟    هؤلاء ليسوا دعاة سلام ولا أنصار ديمقراطية، بل تجّار مواقف    فصل "فرفور" من "المهن الموسيقية" يثير جدلاً في الأوساط السودانية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تثير ضجة إسفيرية واسعة بعد ظهورها بفستان محذق وقصير خلال تكريمها في مهرجان بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. في لقطة طريفة وبعد أن منعت السلطات إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات.. مواطنون ولاية كسلا يحتفلون مع عريس بأطلاق الذخيرة من "مسدسات" أطفال    منتخب الجزائر يفوز على الصومال ويتأهل إلى كأس العالم 2026    الصحفية لينا يعقوب تكشف مواعيد حفل زفافها من المذيع أحمد العربي ومكان الفرح وتوزع رقاع الدعوة    الفترة الانتقالية شهدت احد اسوأ حقب الادارة الاقتصادية    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    الدولار يبتلع الجنيه السوداني.. أزمة اقتصادية بلا كوابح    "حماس" تعلن الاتّفاق بشأن إطلاق النار    شاهد بالفيديو.. استعرضت "بطنها" داخل "الكوافير" الخاص بها.. سيدة الأعمال السودانية هبة كايرو تفقد أعصابها وتتوقف عن تسريح شعرها بسبب فتاة سخرت من "كرشتها"    منتخب مصر يعبر جيبوتي ويتأهل رسميا إلى نهائيات كأس العالم 2026    صحفي سوداني يثير غضب جمهور "فرفور": (أؤيد وبشدة قرار اتحاد المهن الموسيقية الصادر بحقه بعد تصريحاته غير المحترمة عن الوسط الفني بشكل عام)    الصحفية فاطمة الصادق تهاجم إتحاد المهن الموسيقية بعد قرار فصل الفنان "فرفور": (ده التربص والحفر ذاتو بيان بالعمل..دايرين ليكم سبب والله مع الولد وعموما فرفور عابر وفنان كبير وما محتاج عضويتكم ذاتو)    العالم السعودي عمر بن يونس ياغي ينال جائزة نوبل للكيمياء    السيسي: سأدعو ترامب لحضور توقيع الاتفاق بشأن غزة    غرامات جنونية.. شركة الكهرباء في السودان تفاجئ المواطنين    بالمسيّرات.. بصمات أوكرانية في الهجوم على اسطول الصمود العالمي    السودان يشارك بوفد برئاسة وزير التحول الرقمي والاتصالات في الدورة الثانية لمجلس وزراء الأمن السيبراني بالسعودية    70 ألف جنيه لإسطوانة الغاز بالخرطوم    خسائر الزراعة جراء الحرب 100 مليار دولار    وزير المالية يشارك في الاجتماع الوزاري لمجلس محافظي المؤسسة الإفريقية لبناء القدرات باديس ابابا    اجتماع في السودان يبحث تطوّرات سعر الصرف    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    وزير الصحة يشارك في تدشين الإطار الإقليمي للقضاء على التهاب السحايا بحلول عام 2030    حادث مرورى لوفد الشباب والرياضة    انهيار الجسر الطائر بجامعة الخرطوم إثر اصطدام شاحنة    عملية أمنية محكمة في السودان تسفر عن ضبطية خطيرة    السودان..محكمة تفصل في البلاغ"2926″    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    الاقصاء: آفة العقل السياسي السوداني    ضبط شخص بالإسكندرية ينصب على المواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء الركن (م) أسامة محمد عبد السلام يكتب: الفريق أول عصمت جنرال من الزمن الجميل
نشر في باج نيوز يوم 10 - 10 - 2025

بعيد عودتي من حاضرة ولاية جنوب كردفان مدينة كادوقلي نهاية شهر يوليو العام 2011م وقد سلمت شعبة الاستخبارات لأخي العزيز وسنيري عوض شبو بعد أن اقتنعت رئاسة الهيئة بضرورة (سحبي) سيما وأن قرار تعييني ملحقاً عسكرياً بيوغندا كان قد صدر في 12 أبريل 2011م.. وصلت الخرطوم ورأت رئاسة الاستخبارات أن ألتحق باستخبارات القوات البرية التي كان على رأسها المرحوم جمال عمر ولكن بعد عدة أيام اتصل بي سيادة العميد قاسم علي وقد كان في الشؤون الإدارية ونقل لي خبراً (عجيباً غريباً) هو أشبه بتوجيه أكثر من كونه خبراً.. قال لي بالحرف الواحد بأن دورة الحرب رقم 11 ستبدأ خلال أسبوع من الآن وقد وجه سعادة الفريق عصمت وقد كان رئيس أركان مشتركة حينها بأن ألتحق بالدورة لحين وصول موافقة دولة التمثيل.. كان الأمر بالنسبة لي مستغرباً فكيف سيكون أدائي كمنتسب رسمياً للدورة وأنا أتوقع قطعها في أي لحظة للالتحاق بمهام عملي الجديد؟؟ ولما سألته ذات السؤال لم يزد عن ان هذا توجيه (من فوق) وما علي سوى (الاستلام والتنفيذ).. بالأكاديمية التقيت اللواء الركن عماد عدوي وقد كان حينها مديراً للأكاديمية فسألته ذات السؤال فقال لي (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كان تموت غداً) فضحكت وفهمت الرسالة.. لم تكن هذه أولى محطات معرفتي بالمرحوم الفريق أول عصمت عبد الرحمن زين العابدين ولكن التقيته غير مرة وفي أكثر من مناسبة.. لكن أهمها على الإطلاق قبيل تحرير أبيي العام 2011م حيث وصل كادوقلي ومنها بالهليكوبتر إلى المجلد وكان في معيته المرحوم الفريق جمال عمر والفريق أول صلاح عبد الخالق وآخرين للوقوف على ترتيبات استعادة أبيي.. كنت برفقة قائد الفرقة حينها اللواء الركن بشير مكي الباهي بذات الطائرة حيث تفقد القوات قبيل تحركها وكانت بقيادة العميد حينها عز الدين عثمان.. وقف رئيس الأركان على كل صغيرة وكبيرة في جاهزية القوات وكان يعطي التوجيهات هنا وهناك ويؤكد على نقاط محددة خاصة بمشاركات مجموعات المقاتلين من أبناء المسيرية (وتفلتاتهم المعلومة) وإعادتهم لكل غنائم المعركة سيما الأسلحة بمختلف العيارات.. لم يغادر المجلد بل ظل موجوداً حتى أكملت القوات تحركها وفق الخطة الموضوعة وتم تحرير أبيي بحمد الله وزرناها في معيته والتقى بممثلي بعثة اليونسفا ليغادر لاحقاً لكادوقلي بعد تصريحات نارية استهدف من خلالها الجيش الشعبي بقيادة المتمرد الحلو
قبل توليه منصبه رئيس الأركان المشتركة الذي تولاه في العام 2010م وظل فيه أربع سنوات عمل الفريق عصمت رئيساً لهيئة العمليات المشتركة ثم رئيساً لأركان القوات البرية ومفتشاً عاماً للقوات المسلحة.. من قبلها قاد الفرقة السادسة مشاة الفاشر كما قاد أحد متحركات المنطقة العسكرية الاستوائية خلال عمليات صيف العبور.. بعدها استحق أن يكون ملحقاً عسكرياً بجمهورية إيران الإسلامية ولعل في تعيينه ملحقاً بإيران (تصديقاً) لما كان يقول به التمرد حينها من خلال دعايته بوجود (خبراء إيرانيين) يعملون مع القوات المسلحة وفي هذا إشارة لوجود الفريق عصمت الذي عرف (بلونه المميز) حيث يجهلون وجوده بالقوات المسلحة منذ السبيعنيات كما عمل رئيساً لشعبة العمليات بالمنطقة العسكرية الاستوائية.. أما في بواكير حياته فقد كان الفريق عصمت ضابط دروع متميّز وأكبر دليل على ذلك عمله كمعلم بمدرسة المدرعات ثم انتقاله ليكون معلماً بكلية القادة والأركان ثم معلماً بأكاديمية نميري العسكرية ومعروفٌ بالتميّز والاحترافية ومشهودٌ له بذلك كل من عمل بمجال التعليم في الكليات والمعاهد العسكرية.. بعد إحالته للتقاعد تم تعيينه وزيراً للداخلية وذلك في العام 2014م ولكن بسبب خلافات وتقاطعات هنا وهناك بينه ومدير عام الشرطة حينها استقال الفريق أول عصمت في العام 2017م ليخرج من الحياة العامة ويعود لحياته الخاصة
غادر الفريق عصمت الخرطوم وتوجه للقاهرة بعيد نشوب حرب الخامس عشر من أبريل وظل بها حتى خضع لعملية جراحية لم يمكث بعدها طويلاً ليفارق الحياة في 27 سبتمبر الماضي بعد مسيرة عامرة وسيرة عطرة بالقوات المسلحة.. وضع فيه بصمات واضحات من الاحترافية والاستقامة والطهر والشجاعة فلم يعرف عنه الخوف ولا التردد بل كان سيفاً مسلطاً على التمرد أياً كان اتجاهه.. يقول الحق وبه يعمل وإليه يدعو كما عرفت عنه الغيرة الواضحة على السودان وعلى هيبة الجيش ومهنيته فما تحدث عنه أحد بسوء وقد خدم بالقوات المسلحة قرابة 45 سنة في وجهه ولا من ورائه.. ودفعته الدفعة 23 كلية حربية التي كان انصمامها للكلية الحربية العام 1970م.. ومن المفارقات أنه دفعة الفريق أول عوض أبنعوف وقد التقيته بعيد التغيير بفترة فقال لي أنه تحدث مع أبنعوف حديثاً شديد اللهجة وقرّعه أيما تقريع على استقالته (السريعة) غير المتوقعة.. رحم الله الفريق أول عصمت عبد الرحمن زين العابدين وأسكنه فسيح جناته وجعل البركة في اهله وعقبه فقد كان بحق جنرالاً من (الزمن الجميل) مضى إلى الله نقياً طاهراً ظاهراً وباطناً تاركاً خلفه كل (جميل).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.