تدشين بداية العام الدراسي لكلية الغرب للعلوم والتكنولوجيا بولاية الخرطوم    مدير جامعة كردفان يتفقد سير العمل بمعهد بحوث الصمغ العربي ودراسات التصحر    السكرتير الثاني نفيسة حسين عوض تمارس حق الرد على دبلوماسية من بعثة دولة الإمارات    شرطة النيل الأبيض تختتم دورة النظم الإدارية والهياكل الوظيفية والوصف الوظيفي    هولندا تنفرظ بالصدارة    جماعة ادمنت الفشل..!!    اتحاد مدني يُكمل تشكيل جهازه الفني بإدارة محترفة تمزج بين الخبرة والطموح    السودان..مطالبات بإعادة التحقيق في وفاة مواطن داخل مركز شرطة    محمود سلطان يكتب: لماذا وافق نتنياهو على وقف الحرب مرغما؟    منح جائزة نوبل للسلام للفنزويلية ماريا ماتشادو    مفاجأة محتملة في آسيا    تعيين الدكتور علي بابكر سيد أحمد في منصب الوكيل لوزارة الصحة خطوة في الاتجاه الصحيح    ويسألونك عَن فَرفور    أيلا (رحل السياسي العضوي المضاد)    من الصفر إلى المليار.. كيف جمع كريستيانو رونالدو ثروته الطائلة؟    هؤلاء ليسوا دعاة سلام ولا أنصار ديمقراطية، بل تجّار مواقف    فصل "فرفور" من "المهن الموسيقية" يثير جدلاً في الأوساط السودانية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تثير ضجة إسفيرية واسعة بعد ظهورها بفستان محذق وقصير خلال تكريمها في مهرجان بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. في لقطة طريفة وبعد أن منعت السلطات إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات.. مواطنون ولاية كسلا يحتفلون مع عريس بأطلاق الذخيرة من "مسدسات" أطفال    منتخب الجزائر يفوز على الصومال ويتأهل إلى كأس العالم 2026    الصحفية لينا يعقوب تكشف مواعيد حفل زفافها من المذيع أحمد العربي ومكان الفرح وتوزع رقاع الدعوة    الفترة الانتقالية شهدت احد اسوأ حقب الادارة الاقتصادية    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    رئيس الوزراء السوداني في أسمرا    الدولار يبتلع الجنيه السوداني.. أزمة اقتصادية بلا كوابح    "حماس" تعلن الاتّفاق بشأن إطلاق النار    شاهد بالفيديو.. استعرضت "بطنها" داخل "الكوافير" الخاص بها.. سيدة الأعمال السودانية هبة كايرو تفقد أعصابها وتتوقف عن تسريح شعرها بسبب فتاة سخرت من "كرشتها"    منتخب مصر يعبر جيبوتي ويتأهل رسميا إلى نهائيات كأس العالم 2026    صحفي سوداني يثير غضب جمهور "فرفور": (أؤيد وبشدة قرار اتحاد المهن الموسيقية الصادر بحقه بعد تصريحاته غير المحترمة عن الوسط الفني بشكل عام)    العالم السعودي عمر بن يونس ياغي ينال جائزة نوبل للكيمياء    رد مبابي الصادم على اتهامه في قضية الاغتصاب    الصحفية فاطمة الصادق تهاجم إتحاد المهن الموسيقية بعد قرار فصل الفنان "فرفور": (ده التربص والحفر ذاتو بيان بالعمل..دايرين ليكم سبب والله مع الولد وعموما فرفور عابر وفنان كبير وما محتاج عضويتكم ذاتو)    "جعفر" عضوا في اللجنة الفنية والتطوير ب"فيفا" وعطا المنان في لجنة الملاعب والامن    السيسي: سأدعو ترامب لحضور توقيع الاتفاق بشأن غزة    غرامات جنونية.. شركة الكهرباء في السودان تفاجئ المواطنين    السودان يشارك بوفد برئاسة وزير التحول الرقمي والاتصالات في الدورة الثانية لمجلس وزراء الأمن السيبراني بالسعودية    70 ألف جنيه لإسطوانة الغاز بالخرطوم    خسائر الزراعة جراء الحرب 100 مليار دولار    وزير المالية يشارك في الاجتماع الوزاري لمجلس محافظي المؤسسة الإفريقية لبناء القدرات باديس ابابا    "المصريون يرغبون في محاربة إسرائيل مجددا".. ومحلل إسرائيلي: "السيسي يخدعنا"    اجتماع في السودان يبحث تطوّرات سعر الصرف    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    وزير الصحة يشارك في تدشين الإطار الإقليمي للقضاء على التهاب السحايا بحلول عام 2030    حادث مرورى لوفد الشباب والرياضة    انهيار الجسر الطائر بجامعة الخرطوم إثر اصطدام شاحنة    عملية أمنية محكمة في السودان تسفر عن ضبطية خطيرة    السودان..محكمة تفصل في البلاغ"2926″    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    الاقصاء: آفة العقل السياسي السوداني    ضبط شخص بالإسكندرية ينصب على المواطنين بزعم قدرته على العلاج الروحاني    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود سلطان يكتب: لماذا وافق نتنياهو على وقف الحرب مرغما؟
نشر في باج نيوز يوم 10 - 10 - 2025

حتى قبيل الإعلان عن اتفاق "شرم الشيخ"، بوساطة مصرية، قطرية، تركية، كانت إسرائيل تراهن على أن العالم سيسامح وينسى. بيد أن التقارير الغربية تواترت على أن عزلة إسرائيل لم تعد نظرية على حد تعبير politico.
في الآونة الأخيرة، وجد نتنياهو نفسه وحيدا، في مواجهة العالم، كان المشهد في الأمم المتحدة، هو محصلة كل التفاصيل، التي جمعت أجزاء الصورة المبعثرة: العالم في جهة، ونتنياهو، منبوذا ووحيدا، في الجهة المضادة.
وذلك ابتداء من تجنب طائرته، المرور بالمجال الجوي الأوروبي، في طريقه إلى الأمم المتحدة منذ عدة أيام، وذلك خوفا من أن تقرر تلك البلدان تنفيذ مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، نهاية بهيئته التي بدت باهتة أثناء إلقاء كلمته أمام قاعة خالية وباردة بعد أن غادرها المندوبون.
في غضون ذلك، اتهمت شخصيات أوروبية رفيعة المستوى، إسرائيل صراحة وبلغة غير تحايلية بارتكاب جرائم إبادة جماعية، بالتزامن مع تزايد الدعوات لفرض حظر على الأسلحة بالولايات المتحدة الأميركية، حتى بين الديمقراطيين الداعمين، بمن فيهم مستشار الأمن القومي السابق جيك سوليفان.
وفي أغسطس/آب، حثت 28 دولة غربية إسرائيل على إنهاء بربريتها ووحشيتها في غزة، ناهيك عن التهديدات بالمقاطعة الثقافية والأكاديمية والرياضية، والتي وصفها الأكاديمي الإسرائيلي نمرود غورين "بأنها حاضرة بقوة في المجال العام"، و"أن معظم الإسرائيليين يشعرون بأن العالم ضدهم، وألا أحد يفهمهم"، ما حمَل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت على أن يعترف مؤخرا: "لقد أصبحنا دولة منبوذة".
كان الإسرائيليون العاديون، كما يقول شتراوكلر، "يراهنون على ترامب، وعلى واشنطن، يقولون: إذا كانت الولايات المتحدة في صفنا، فلا بأس، فالأمور ليست بهذا السوء. ويرى نتنياهو أن ترامب منحاز إليه، ولن يُجبره على فعل أي شيء، وسيدعمه. وأنه يشعر بالثقة في انحياز ترامب إليه".
بيد أن المفاجأة التي لم يتوقعها نتنياهو أنه لم يسبق أن مارس رئيس أميركي ضغوطا قاسية على إسرائيل تشبه ضغوط ترامب في الأيام الأخيرة، ربما باستثناء الإنذار الذي وجهه دوايت أيزنهاور لرئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون بفرض عقوبات سياسية واقتصادية عام 1956.
وقد طفت على السطح المخاوف بشأن العزلة الدبلوماسية فعليا في منتصف سبتمبر/أيلول، عندما حذّر نتنياهو بأن على إسرائيل أن تستعد لتصبح أكثر اكتفاء ذاتيا اقتصاديا، كما كانت إسبرطة في العصور القديمة.
وكشف أحدث استطلاع ل"بيو" أن الإسرائيليين يميلون إلى القول إن بلادهم لا تحظى بالاحترام على المستوى الدولي: حيث يقول 58% إن إسرائيل فقدت احترام العالم في حين يعتقد 39% أنها تحظى بالاحترام.
وفي بعض البلدان، يميل الشباب أكثر من كبار السن إلى تبني نظرة سلبية تجاه إسرائيل. وينطبق هذا بشكل خاص على البلدان ذات الدخل المرتفع التي شملها الاستطلاع: أستراليا، وكندا، وفرنسا، وبولندا، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة.
أما في إسرائيل، البلد المنهك من الصراع، فقد أشارت استطلاعات الرأي باستمرار إلى أن معظم الناس يرغبون في انتهاء الحرب. ويتزايد وعي الإسرائيليين بالضرر الذي ألحقته الحرب بصورة بلادهم، ومدى عزلتها. ويبدو استئناف الحرب، مع ضغوط داخلية وخارجية، أقل احتمالا.
فضلا عن أنه خلال الأشهر التسعة الماضية، رأى نتنياهو أن ترامب يفعل أشياء لم يفعلها أي رئيس أميركي من قبل، فقد فتح حوارا مباشرا مع حماس في مارس/آذار من هذا العام. وأبرم صفقة مع الحوثيين في اليمن، لم يعلم بها الإسرائيليون إلا بعد وقوعها. ورغم اعتراضات إسرائيل، رفعَ العقوبات عن الحكومة الجديدة في سوريا. وأعرب عن رغبته في إجراء مفاوضات مع إيران.
لقد اكتسبت المساعي الرامية إلى التوصل إلى اتفاق زخما بعد المحاولة الإسرائيلية الفاشلة لاغتيال مسؤولين كبار في حماس – بمن فيهم المشاركون في مفاوضات الدوحة الشهر الماضي – والتي أثارت غضبا إقليميا، بمن في ذلك بعض حلفاء الولايات المتحدة المهمين. ويبدو أن فريق ترامب قد وجدها فرصة سانحة، للضغط على نتنياهو، واتهمه بتوريط واشنطن في مشكلة مع أهم حلفائها خارج الناتو.
ويُعتقد بشكل كبير، بين النخب القريبة من البيت الأبيض، أن ترامب قد توصل بالفعل بعد ضربة الطيران الإسرائيلي الغادرة على الدوحة إلى استنتاج مفاده أن الحرب يجب أن تنتهي، لأنه كان محبطا من نتنياهو، ولأنه اعتقد أن الصورة العامة للحرب كانت سيئة للغاية، واعتقد أنه كان عليه أن يغتنم الفرصة، ليس من خلال صفقة جزئية، ولكن من خلال صفقة شاملة.
ولقد تنامت مشاعر الكراهية ضد إسرائيل، بشكل ينذر ولأول مرة بتخلي كل حلفائها عنها، وذلك في دول كانت محصنة تماما، من أي شكل من أشكال تلك الكراهية، وقبيل اتفاق شرم الشيخ بأربعة أيام، تظاهر مئات الآلاف في مسيرات عبر أوروبا ضد إسرائيل، في حدث اعتبره الإعلام الصهيوني، أخطر منعطف في العلاقة التاريخية بين أوروبا مع الدولة اليهودية.
فضلا عن وجود رؤى استشرافية رصينة، ترى أن إسرائيل، وضعت نفسها في أول طريق إلى الانهيار والاختفاء، وربما العودة الجماعية التدريجية إلى حيث جاؤوا قبل أكثر من سبعين عاما مضت.
وإذا كانت غزة بطبيعة الحال بحاجة إلى اتفاق ينهي مأساة ملايين الفلسطينيين، فإن العالم الغربي كله بما فيه الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل ذاتها كان بحاجة ملحة لمثل هذا الاتفاق، لإنقاذ سمعته وإعادة تدويرها وغسلها، بعد أن بات الغرب في نظر شعوب العالم المستضعفة، محض مساحة جغرافية حامية للوحشية، وللسياسات الممنهجة للإبادة الجماعية، وكشف بوقاحة عن "داروينيته" التي لا تعترف إلا بتفوق العرق الأبيض والرجل الأميركي السوبر، ورامبو الإسرائيلي، ولا يرى العالم خارج حدوده، أكثر من محض عبء إنساني، يتعين التخلص منه، ولو بتجويعه وتهجيره والاستيلاء على أرضه، ودفنه حيا تحت أنقاض مدنه الفقيرة المدمرة.
العالم كله إذن كان متفقا ولأول مرة على ضرورة وقف الحرب، ولم يكن أمام نتنياهو إلا أن ينزل عن صلفه وغروره عند رغبة الرأي العام العالمي، بدون أن يحقق أيا من أهدافه، ولينتظر مصيره ومستقبله السياسي، وربما يخرج من السلطة بعدها ليحل نزيلا داخل زنزانة، بأحد السجون الإسرائيلية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.