كانت سيكافا مدخل المحترف الاجنبي الى اللعب في السودان عام 1958م انتقل بازي حارس نادي سيمبا التنزاني الي الهلال بعد تألقه في سيكافا بالسودان ولعب موسما واحدا. عام 1993 تعاقد الهلال مع المحترف الاريتري يوهانس زمكائيل بعد تألقه مع منتخب بلاده في سيكافا بالسودان ايضا. اكثر تجربة قيمة لمحترف اجنبي في السودان لاتزال راسخة في الاذهان هي دون شك تجربة محترف الهلال الاريتري يوهانس.. سحر الجماهير بعبقريته وفنه الجميل وابداعه الفريد لكنه توفي عام 1994م فاضحي في حياته ومماته اسطورة بمعني الكلمة.لعب يوهانس مع الهلال ست مباريات فقط واحرز ثمانية اهداف ونال معه بطولة الدورة التنشيطية ولم يكن فاصل حياته مع الازرق يسمح له باكثر من ذلك .قال دكتور علي الكوباني اخصائي الطب الشرعي ومدير مشرحة الخرطوم وقتئذ للصحفي احمد محمد الحسن (صحيفة السودان الحديث) ان سبب الوفاة هبوط في الدورة الدموية والتنفس ناتج عن انخفاض في عضلات الصدر وهو نوع من امراض التشنج المفاجئ. اكد اشقاء يوهانس ماقاله الكوباني للصحيفة وقالا انه كان يعاني من هذا النوع من التشنجات وبسبب عدم قدرته علي التنفس وانعدام الاوكسجين حدثت الوفاة اثناء زيارة لاقربائه في حلفا الجديدة ويؤكد اخرون ان عينا اصابت يوهانس وكان يتلقي العلاجات البلدية من بعض الشيوخ.. تم تحنيط جثمان يوهانس حسب لوائح ونظم هيئة الصحة العالمية واشرف مجلس الهلال علي كافة اجراءات تجهيز الجثمان ودفع المجلس كافة التكاليف بما في ذلك ترحيل الجثمان الي اريتريا علي متن طائرة خاصة في خطوة فريدة لم يسبق لها مثيل حدثت بعد ذلك في وفاة محترف المريخ النيجيري ايداهور لكن الفرق ان يوهانس جاء الي الهلال من اسمرا بطائرة خاصة وعاد اليها جثمانا بطائرة خاصة بالاضافة الي الفرق فنيا بين الاثنين لصالح المحترف الاريتري. لم تعشق جماهير الهلال الذواقة محترفا اجنبيا مثلما فعلت مع يوهانس وتجلي ذلك في حجم الحشود الضخمة في كل مراحل عمره القصير مع الهلال منذ استقباله عندما وصل وفي المباريات والتمارين وحتى موكب وداعه المهيب الذي ضاهي مواكب جثماين عظماء السودان مثل السيد علي الميرغني والسيد عبدالرحمن المهدي.. لم يسد خانة ومكانة يوهانس في تلك الفترة اي محترف اخر لكن الله سبحانه وتعالى عوض الهلال بلاعبين وطنيين افذاذ مثل والي الدين وهيثم مصطفى واعتمد الدوري الممتاز في بدايته علي اللاعبين المحليين لاسباب عديدة اهمها ان فكرة استقدام اللاعبين الاجانب لم تتبلور بعد في الاذهان.. واحتراف يوهانس في الهلال كان استثناء وربما عدم وجود مثله في الساحة الاجنبية كان من بين احجام الهلال او غيره عن تكرار التجربة خلال تلك الفترة.
بالجدير بالذكر ان الهلال والمريخ بعد يوهانس لم يسجلا اي لاعب اريتري حسب علمي وربما فعل ذلك نادي سوداني آخر بعد ان اصبح استجلاب الاجانب متاحا لكل الاندية السودانية وليس حكرا على الهلال والمريخ فقط.
كأن الكرة الافريقية اكتفت بيوهانس ولم تنتج ساحرا اخرا يصل الى مستواه لكن علينا الاعتراف بان اهتمامنا بكرة القدم في اريتريا ليس كبيرا خاصة وان انديتها لاتتلاقي مع انديتنا في بطولات افريقيا.
ونقول للباحث عن المعادن الكرة النفيسة في غرب وشمال افريقيا نقبوا عن الذهب في اريتريا.