أختصه الله وامتحنه بإعاقة لازمته منذ نعومة أظافره .. لم يكن ينتظر ان يمد أحدهم يد العون لمساعدته .. بل عمل وصبر واجتهد فانتصر على كل التحديات ليصبح أحد أشهر وأكبر وأهم الصحفيين في السودان والعالم العربي .. يحتفي به العالم أينما حل .. تحترمه وتوقره .. !! كان متطلعا .. جريئا يعشق التحديات .. لا يفارق قلمه جادة الحق على الإطلاق .. كان أنوذج مات رجل محترم .. نعم يناسب هذا اللقب عبد المجيد فهو قد ظل وعلى الدوام أنموذجا للإحترام في مجاله الصحفي وفي غير ذلك .. وكان ما يميزه ويجعله يتقدم خطوة امام الحشود أنه كان رجل محترما .. رجل ذو مبادئ .. في وقت وزمن قل فيه أن تجد من يحترم نفسه وغيره ومبادئه والأخلاق .. فلك الرحمة والمغفرة يا أستاذنا ومعلمنا عبد المجيد عبد الرازق .. وغنا لفراقك لمحزونون .
رحل صاحب الحروف الكروية الصادقة التي .. كانت تمثل عندي انا شخصيا البوصلة التي أميز بها إتجاه الحق من إتجاه الباطل .. كنت وعندما أقرأ لعبد المجيد في أي قضية أعرف مباشرة من كلماته من المخطئ ومن المصلح .. من الكاذب ومن الصادق .. من المفسد .. ومن المحسن ..!! كان قوي وأمين .. لا يخشى في الحق لومة لائم .. كان هو من نلجأ لحروفه عندما يختلط الخير والشر لدينا .. رحمة الله تغشاك أيها القوي الأمين ..!!
ظل الأستاذ القامة عبد المجيد عبد الرازق صديقا للمستشفيات ويعاني من المرض منذ العام 2008 عندما سافر طالبا المعلومة الصحفية في الصين التي كانت تستضيف في ذلك العام أولمبياد العالم .. ولكن لم يلن عزمه ولم تتراجع عزيمته .. بل استمر في تواصله وتراحمه مع زملاء المهنة ومع جمهوره من القراء الذين كثيرا وكثيرا جدا ما كتب عبد المجيد عموده الشهير حروف كروية وهو جالس على حافة السرير الأبيض .. يخالج الألم جسده ولكن يشغله عن ذلك آلام الجسد الرياضي وأوجاعه وأسقامه الكثيرة ..!!
رحل عبد الرازق وترقت روحه في أيام مباركات طيبات .. ونحسب أن يكون مجيد عند الله من المعتوقين والمرحومين بإذن الله .. ترقت روحه للرفيق الأعلى في ليلة الجمعة الأخيرة في شهر رمضان ( الجمعة اليتيمة ) فصار كل الوسط الرياضي يتيما مكلوما يبكي ويحزن لفراق عبد المجيد عبد الرازق .. توفي صاحب حروف الحق الكروية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك .. في ليلة هطلت فيها الأمطار التي جادت بزخاتها رغم شحها في هذا العام ..!! وبلا شك فإن في ذلك إشارة لصلاح العبد الفقير لرحمة ربه عبد المجيد .. الذي نشهد الله أننا لم نسمع عنه إلا كل خير ..
سرادق عزاء الأستاذ عبد المجيد كانت تحكي عن حالة الحب التي خص الله بها هذا الراحل عن الديار الفانية .. والإجماع الكبير الذي يجده من كافة قطاع المجتمع .. سياسيين .... رجال اعمال .. مشجعين .. وإداريين ورؤساء أندية .. وإعلاميين من مختلف المجالات كلهم كان يعضهم يعزي بعضه في ذلك اليوم الذي تلاطمت فيه أمواج الأحزان ..
كل التعازي لجمهور قراء عبد المجيد الذين بلا شك سوف يفتقدون حروفه الكروية ورأيه السديد .. وكل التعازي أيضا لزملاءه في المهنة وأبناء ( دفعته ) في بلاط صاحبة الجلالة وتلاميذه من الصحفييتن والإعلاميين .. والتعازي لهذا الوطن الذي فقد هرما من أهراماته .. و حكيما من حكمائه .. وخالص التعازي لأسرته الصغيرة في الخرطوم وأسرته الكبيرة في أبو قوتة ونسأل الله أن يلهمهم وإيانا الصبر والسلون .. ولا نقول إلا ما يرضي الله .