لم أحزن لعودة علاء الدين يوسف العكسية إلى المريخ بقدرما ماحزنت لتراجع مستواه خلال الفترة الماضية وغيابه عن المشاركة مع فريقه، وكان لحزني أسباب عديدة بعضها شخصي يعود إلى العلاقة المميزة التي جمعتني باللاعب الذي خرج تعاملي معه من الاطار المهني الذي يجمع لاعب الكرة بالصحفي، وبعضها الآخر موضوعي يتعلّق بعلاء الدين كلاعب كرة نرجو منه الكثير لفائدة المنتخب الوطني الذي يفتقد فييرا بشدة خاصة واللاعب قد بلغ الآن سن النضج الكروي التي يكون فيها أقدر مايكون على البذل والعطاء وتقديم ماهو مطلوب منه، وقد كنت على قناعة تامة أن علاء الدين قادر على العودة بقوة وتقديم نفسه بالشكل الذي يقنع منتقديه قبل مؤيديه. لقد أحدث خروج علاء الدين من الهلال هزة عنيفة للاعب وكان ثمرة هذه الهزة العديد من الأحداث التي كانت كفيلة بانهاء مسيرته كلاعب كرة، وعلى رأس هذه الأحداث حادثة الإمارات والتي حقّ لنا أن نلوم فيها علاء الدين بغض النظر عن تفاصيلها التي مضت الآن لكننا نذكرها على سبيل التأكيد بأنّ فييرا قد تعرض للكثير من الضغوط التي انعكست عليه داخل وخارج الملعب فتراجع مستواه ولم نعد نراه يشارك مع فريقه، وكان ذلك فرصة سانحة لبعض المتربصين كي يتحدّثوا عن المقلب الذي شربه المريخ بتسجيله لعلاء الدين، ومع كل ذلك كنا ننتظر عودة فييرا من جديد وهو أمرٌ نعلم أنّه يغضب الكثيرين الذين لايرون فيه شيئاً جميلاً.
والحال كذلك كان لابد أن نسعد كثيراً بالأخبار ونحن نتابع تألق علاء الدين اللافت في مباريات فريقه الأخيرة بداية من مباراة المريخ أمام الخرطوم في كأس السودان، ثم ماقدّمه اللاعب في مباراة المريخ أمام السالمية الكويتي في بطولة الظفرة الرمضانية التي تختتم اليوم، ولاشك أنّ هذا أمر مفرح للاعب تعرض للظلم بخروجه من كشف الهلال بسبب مطالبته بحقوق زملائه اللاعبين وهو الذي أتى الهلال محمولاً على أجنحة الرغبة الصادقة في الدفاع عن اللونين الأزرق والأبيض بعد أن برز بشكل لافت مع فريقه السابق اللاحق المريخ، وقد كان فييرا طوال فترته في الهلال فارساً مغواراً ولاعباً تكن له الجماهير الكثير من التقدير والاحترام.
لقد تراجع مستوى الكرة السودانية بشكل عام هذا العام سواء على مستوى مشاركات الأندية أو المنتخبات وقد أنتج ذلك وداعاً مبكراً لناديي الهلال والمريخ لدوري أبطال إفريقيا وودع أهلي شندي والخرطوم الوطني لكأس الاتحاد، كما ودّع المنتخب بصورة حزينة من الدور الحاسم لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين، كل هذه الاحباطات انعكست على اللاعبين بوجه عام وتراجع مردود الكثيرين منهم، لكن أخبار تألق بعض اللاعبين في الفترة الأخيرة حتى وإن كان هذا التألق على مستوى المباريات المحلية والودية يبشّر بعودة جديدة نتمنى أن يكون فييرا أحد فرسانها.