(17) عاماً من الاخلاص والتضحية والعطاء لفريق الموردة 1940م 1957م
قاد الموردة كابتناً لتحقيق انتصارات باهرة توجها بكأس السودان 53/1954م
كان من نجوم رحلة الموردة التاريخية لمصر عام 1951م
قاد أهلي شندي لإكتساح النيل بخماسية فقال الجمهور ( أتى لإصلاح البنطون فخرب النيل).
كتب المعتصم اوشي
الكابتن الفذ حامد الجزولي رمز الموردة واسطورة الهلب ارتبط اسمه بالموردة منذ تأسيس النادي وحتى وفاته عام 2005م بل ظلت تعاليمه باقية حتى اليوم نبراساً يضيئ طريق الجيل الحالي والاجيال القادمة أذا حذت حذوه.
كان القائد والمعلم والمربي والرمز التاريخي اعطى الهلب وما بخل وترك الذكرى العطرة والاداء الكروي الرجولي المميز والسلوك القويم والانضباط الديني.
ونحن في ذكراه الثامنة نكتب عنه هذه الاسطر وفاءً وتقديرًا لذكراه مع شكرنا وتقديرنا لأبنائه الاخوة محمد وخالد حامد الجزولي واللذان وفرا لنا هذه المعلومات الثرة عن والدهما الذي نسأل المولى أن يتغمده برحمته ويجعل الجنة مثواه ومستقره .. آمين.
نشأ في صباه متديناً حفظ القرآن الكريم وبدأ دراسته بمدرسة سوميت وشق طريقه إلى أن أصبح مهندساً حيث تخرج في المعهد الفني سابقاً (جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حالياً).
نشأته
نشأ الكابتن حامد الجزولي في بيت تقوى وورع منذ صباه وكان من محبي الطريقة الختمية التي اخذ خلافتها من والده الشيخ محمد الجزولي ذو الاصول المحسية والذي استقر بام درمان بحي الموردة قادماً من الشمالية وانشأ خلوة لتعليم القرءان والفقه وتتلمذ على يديه الكثيرون. يذكر أن الامام محمد أحمدالمهدي مر بدار الشيخ محمد الجزولي واستأذنه في الدخول إلى ام درمان بعد أن حياه براية المهدية. واستلم الخلافة محمد حامد الجزولي من بعد والده حامد الجزولي بعد وفاته.
الحالة الاجتماعية
تزوج من السيدة شامة الفكي احمد صالح، ورزق من الابناء محمود (توفاه الله وهو صغير) ، محمد ، احمد ، خالد ، عبد الباقي ، وبنت واحدة (فاطمة).
المشوار العملي
بعد تخرجه مهندساً في المعهد الفني التحق بالنقل النهري بالخرطوم بحري (الوابورات) كمهندس وفي عام 1955م تم نقله إلى مصلحة النقل النهري بكوستي حيث امضى خمس سنوات ثم نقل عام 1960م إلى مدينة حلفا القديمة واعيد مرة اخرى إلى كوستي حتى السبعينات ثم انتدب للعمل بشركة مواصلات العاصمة القومية بصات (أبو رجيلة) كمهندس اول ومسئول عن الورش وسافر إلى ميناء بورتسودان وقام بإستلام جميع البصات، تقاعد بالمعاش في الثمانينات إلا أنه لم يجلس في المنزل حيث تم الحاقه مهندساً بمصنع جميرا للغزل والنسيج لصاحبه رجل الاعمال مختار التوم جرق شقيق لاعب الموردة الدولي الاسبق عمر التوم وكان صديقاً شخصياً لحامد وعمل بالمصنع حتى التسعينات حيث تقاعد وأسس محلاً تجارياً ملحقاً بمنزله ظل مواظباً على المداومة به حتى انتقاله للرفيق الاعلى.
مشواره الرياضي
سبقه للعب بفريق الموردة شقيقه الاكبر عبد الباقي الجزولي وظل حامد يداوم على تشجيع فريق الحي (الموردة) ويواظب على حضور التمارين والمباريات رغم صغر سنه. وفي أحد تمارين نادي الموردة كان حامد الجزولي حاضرًا يتابع وهو يجلس خارج الملعب ومن احدى الكرات الطائشة والتي خرجت من الملعب قفز الصغير حامد وقام بتثبيت الكرة بصورة فنية رائعة لفتت انظار مدرب نادي الموردة آنذاك وسأل عن ذلك الشبل الصغير فقيل له انه شقيق لاعب الموردة عبد الباقي الجزولي واسمه حامد ، فطلب منه أن يتمرن مع الفريق توطئة لتسجيله إلا أن شقيقه الاكبر عبد الباقي رفض ذلك متعللاً بأنه صغير وكان ذلك عام 1939م.
التوقيع لنادي الموردة 1940م
في عام 1940م تم نقل شقيقه الاكبر عبد الباقي للعمل بالجنوب بمدينة ملكال فانتهز حامد هذه السانحة فوقع لفريق الموردة عام 1940م وظل يلعب دون توقف مع الموردة حتى اعتزاله اللعب عام 1957م حيث لعب (17) عاماً بشعار نادي الموردة.
كان حامد الجزولي يلعب في وظيفة قلب الدفاع بفريق الموردة وكان يمتاز بالقوة والصلابة واللعب الحماسي وكان وافر اللياقة ذهنياً وبدنياً وكان حامد وقتها يعمل مهندساً بمصلحة الوابورات بالخرطوم بحري (النقل النهري) وكان يقود دراجة (عجلة) فيذهب بها من منزله إلى مقر عمله ثم يعود بها إلى دار الرياضة بام درمان للحاق بمباريات نادي الموردة فيرتدي الزي الرياضي وينزل إلى الملعب ليؤدي المباراة، كذلك زميله بالموردة وبخط الدفاع الشاويش جمعة الذي كان يعمل تعلمجياً بوادي سيدنا فكان يأتي بالعجلة من وادي سيدنا حتى دار الرياضة بام درمان.
مشوار رائع وانتصارات مدوية
واصل الكابتن حامد الجزولي مشواره الرياضي الرائع مع فريق الموردة منذ توقيعه في كشوفاتها عام 1940م وكانت الموردة بعبعاً مخيفاً ومرعباً لأندية الهلال والمريخ وكانت تمثل الضلع الثالث لمثلث القمة وقبل بداية دوري اندية الدرجة الاولى والذي كان يسمى بدوري المدن الثلاث عام 51/1952م كانت اندية المقدمة بالمناطق الثلاث ام درمان ، الخرطوم ، بحري تلعب على كأسات تطرح في ساحة التنافس الرياضي مثل كأس الحاكم العام ، كأس التعليم ، كأس البلدية ، كأس الرالي ، كأس معهد القرش الملجأ ، كأس أبو العلا ، كأس يس ،كأس همفري وغيرها ، وكان للموردة نصيب الاسد في الفوز بتلك الكؤوس التي كانت تمثل عيدًا وفرحة لسكان حي الموردة، فحين يحرز الفريق كأساً كانت مواكب الفرح تطوف بالمنازل والطرقات بحي الموردة وهم يحملون الكأس ويهتفون: (الفن الفن يا جزولي .. الفن الفن الفن يا ترنة الفن).
رحلة الموردة إلى مصر 1951م
في عام 1951م سافر فريق الموردة إلى مصر في رحلة رياضية لعب خلالها مباريات تاريخية خالدة أمام اعتى الفرق المصرية بقيادة حامد الجزولي ومحمد عبد المجيد ترنة والشاويش جمعة وحققت الموردة انتصارات كاسحة على الزمالك ومنتخب الاسكندرية والترسانة ، ثم التقت الموردة في ختام الرحلة بنادي الاهلي والذي رفض ملاقاتها في البداية غير أن مجلس ادارته لما رأى هزائم الاندية المصرية على يدي الموردة طلب المباراة ليثأر للاندية المصرية فكان أن تلقى هزيمة نكراء بهدف دون مقابل احرزه لاعب الموردة الفذ ترنة من كرة معكوسة من الكورنر اخذها ترنة على الطائر مباشرة في مقص المرمى محرزًا هدف المباراة الوحيد ومحققاً النصر للموردة، وكان فريق الموردة يومها مدججاً بنجوم من العيار الثقيل حامد الجزولي ، ترنة ، الشاويش جمعة ، الصافي ، عثمان عبد الماجد ، ضرار بريمة ، فضل بريمة ، عبد القيوم اضافة إلى لاعب الاخلاص والهلال الدولي الاسبق (عثمان الديم) والذي استعانت به الموردة في تلك الرحلة من فريق الاخلاص توطئة لتسجيله في كشوفات الموردة بعد العودة من مصر إلا أن هلاليته تغلبت عليه فوقع لفريق الهلال بعد العودة من مصر.
كانت تلك الرحلة إلى مصر خالدة في وجدان اللاعب الكبير حامد الجزولي والذي كان دائماً يتحدث عن ذكرياته حولها ويفتخر بعروض الموردة الكروية والانتصارات الباهرة التي حققتها على اندية القمة بمصر الشقيقة.
نهائي دوري السودان 1953م بين الموردة وأهلي مدني
كانت منافسة دوري السودان عام 1953م في شكل منتخبات اقاليم ودوري للمناطق ولم يكن هناك تمثيل بالمعنى الحالي للفريق الفائز ببطولتها ، وفي موسم 53/1954م تمكنت الموردة من الفوز ببطولة كأس السودان حيث التقت في النهائي مع اهلي مدني وانتهت المباراة بالتعادل وتم الاحتكام للقرعة لتفوز الموردة وكان من لاعبي الموردة في تلك المباراة فضل بريمة ، حامد الجزولي ، عبد الله عبيد ، ترنة ، سمير عثمان ، جمعة الله جابو ، عثمان عبد الرحمن (الكط) ، يس عبد المجيد ، مبارك مارقيط وتقدم كابتن الموردة حامد الجزولي واستلم كأس السودان من د. عبد الحليم محمد.
الكابتن حامد الجزولي وعلاقاته الرياضية
تميز الكابتن حامد الجزولي بعلاقات متينة وممتازة مع لاعبي واداريي الاندية الاخرى حتى اللاعبين السودانيين الذين عاصروه وهاجروا إلى المملكة العربية السعودية والخليج ، الكويت ، مصر .. ظل على علاقات حميمة معهم وعلى رأسهم الكابتن عبد الله عبد الماجد أبو هيوت لاعب المريخ الاسبق الذي هاجر إلى السعودية ولعب للفريق الاهلي 1951-1957م وعمل بعدها مدرباً له لمدة (9) سنوات احرز خلالها كأس الملك ثلاث مرات وعوض الدرديري نجم الهلال الذي لعب لفريق الترسانة المصري وزملاؤه حمدتو ، عبد الخير صالح ، محمد عبد الله تكتيك ، كلول ، النور بله ، آدم الجراح.
وكانت صداقته مع عوض الدرديري وعبد الله أبو هيوت فريدة من نوعها حيث قال عبد الله أبو هيوت عنها: انها لم تكن صداقة كرة قدم فقط فبالرغم من أن حامد الجزولي كان يلعب للموردة وأنا للمريخ وعوض الدرديري للهلال فكنت احضر أنا من ود نوباوي وحامد من الموردة ويحضر عوض الدرديري من الشهداء ونلتقي بجوار منزل الزعيم الازهري ثم نفترق أنا اذهب للنقل الميكانيكي وحامد الجزولي لمصلحة الوابورات وعوض الدرديري إلى وزارة الاشغال وبعد الدوام نعود ونلتقي في ذات الموقع لنفترق بعدها حتى حينما كنت اواجه حامد في لقاءات المريخ والموردة ويلعب معي بعنف وقوة كنت أقول له أنا صاحبك يا حامد فيقول لي (شرف الموردة يا عبد الله).
تسجيل الكابتن علي سيد أحمد للموردة 1955م
عندما نقل حامد الجزولي إلى كوستي عام 1955م جاء بلاعب ليملأ خانته بدفاع الموردة فوقع اختياره على ابن كوستي اللاعب الكبير علي سيد احمد وأتى به ليوقع في كشوفات الموردة ويتألق خلال مشواره مع فريق الموردة حتى تم اختياره للفريق الاهلي السوداني ثم قام بتأسيس فريق الموردة بكوستي وصعد به من الدرجة الثالثة للدرجة الثانية وبعد نقله عام 1960م إلى حلفا القديمة قام بتأسيس فريق الموردة واشرف على تدريبه.
هوايات بخلاف كرة القدم
كان بخلاف كرة القدم يمارس التنس الارضي وكان بارعاً فيه ، وكان عندما يرتدي اللبس الابيض الكامل مع الحذاء الابيض ويذهب راجلاً للملعب قاطعاً شوارع الحي كانت نساء الحي ينتظرن طلته لرؤيته وتحيته ومنهن من ألف الاشعار والاهازيج فيه.
علاقاته الاجتماعية في الحي
كان يمتاز بعلاقات رائعة ومميزة بالحي وكان كل من لديه مشكلة أو معضلة يود حلها يحتكم إليه لتميزه بالحكمة ورجاحة العقل.
حادثة الحصان
من المواقف المشهورة للكابتن حامد الجزولي (قصة الحصان) وتلك حادثة وقعت له بدار الرياضة بام درمان عندما بادر بالهجوم على أحد المهاجمين متصدياً له بقوة وبرجولة فأجهز عليه على خط التماس واصطدم هو واللاعب بحصان السواري والذي يحفظ النظام فإنكسرت اسنانه الامامية وطلب منه أن يتم تغييره فرفض وواصل اللعب حتى نهاية المباراة وبعد فترة من الزمن وضع بدلاً عن الاسنان المكسورة اسناناً ذهبية.
لاعبون أعجب بهم من الموردة
كان معجباً بعبد المنعم الصياد وعصمت الامتداد وعلي كابو والجقر وقال بأن الجقر يذكره بأيام صباه.
الكابتن حامد الجزولي واهلي شندي
في منتصف الاربعينات وكان وقتها يعمل حامد الجزولي مهندساً بالنقل النهري انتدب للسفر إلى شندي لإصلاح البنطون الذي تعطل وصادف وجوده هناك مباراة كأس بين قمة شندي الاهلي والنيل وكانت ثلاث لقاءات على نهائي الكأس تنتهي بالتعادل فتعاد المباراة وعلم مجلس ادارة نادي الاهلي بوصول الكابتن حامد الجزولي فقاموا بضمه لكشوفات النادي (كان ذلك ممكناً في تلك الحقبة) وفاجأ الاهلي فريق النيل باللاعب حامد الجزولي وفاز الاهلي 5/صفر احرزها جميعها حامد الجزولي ليفوز الاهلي بالكأس وتساءل الناس عن هذا اللاعب الفذ الذي احرز خمسة اهداف لوحده وحقق الكأس للاهلي ولما علموا بأنه المهندس حامد الجزولي لاعب الموردة الذي جاء لإصلاح البنطون قالوا: إن المهندس جاء لإصلاح البنطون فخرب النيل.
أبناؤه
كان يقول لأبنائه: الدراسة والعلم قبل الكرة، لذلك تفوق ابناءه في تحصيلهم الاكاديمي والعلمي ولم ينخرطوا كلاعبين في الموردة أو غيرها سوى ابنه محمد بفريق الموردة.
تكريم الكابتن حامد الجزولي
تم تكريمه من قبل الدولة ممثلة في الراحل النائب الاول لرئيس الجمهورية المشير الزبير محمد صالح بحافز مادي في حفل افطار نادي الموردة الرمضاني، كما كرمته محلية ام درمان في ختام مؤتمر تنمية وتطوير مدينة ام درمان، وكرمته روابط الموردة بالجامعات والمعاهد العليا، وكرمه الاتحاد العام لكرة القدم في احدى مواسم اجراءات قرعة الدوري الممتاز بواسطة رئيس الاتحاد وقتها الدكتور كمال شداد.
وفاته
يوم وفاته شعر بالتعب خلال الفترة الصباحية وقبل نقله إلى المستشفى اسلم الروح إلى بارئها فتوفى بمنزله في 12/9/2005م ولحقت به زوجته ورفيقة دربه شامة الفكي يوم 11/12/2005م أي بعد (90) يوماً من وفاة زوجها .. نسأل الله أن ينزل على قبريهما شآبيب رحمته ويسكنهما فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا .. (إنا لله وإنا إليه راجعون).