مدربو القمة يعانون من الضغوط الجماهيرية والاعلامية السلاطين والاكسبريس اكدا علو كعبهما في المنافسة
تقرير اعده: صلاح ود أحمد اسدل الستار على الاسبوع العاشر للدورة الثانية للممتاز حيث واصل المريخ تمسكه بصدارة الممتاز برصيد 54 نقطة واكتسح الهلال سيد الاتيام بنصف دستة من الاهداف وارتفع برصيده الى 52 نقطة ولا زال فارق النقطتين متواصلا بين القمة الى حين تعثر احداهما في الجولات القادمة والممتاز لم يحسم امر بطولته بعد ، ولن يحسم هذا الامر الا بعد انتهاء الثلاثة اسابيع المتبقية فكرة القدم لا تعرف الاحتمالات ولا تؤمن بالفريق الكبير والصغير وانما هي جهد.
واستطاعت القمة ان تعود لماضيها القديم وقلبت الطاولة على الجميع وعادت (ريمة) لعادتها القديمة فكل نتائج الدورة الاولى ذهبت ادراج الرياح وكنا نؤمل في تغيير خارطة الكرة السودانية عن طريق فريقي الاهلي شندي والخرطوم فقد كان الجميع يؤمل في تصدر هذين الفريقين لفعاليات الممتاز لتكون هذه السابقة لاول مرة في تاريخ الممتاز منذ قيامه في عام 1996م .. وتمكنت القمة بفضل خبراتها التراكمية ومهارات لاعبيها ان تعود مرة اخرى وتحتل ساحة التنافس ما بين الزعامة والوصافة ولكن ممتاز هذا العام جاء بظواهر جديدة فهو ضعيف من الناحية المادية حيث احجمت الجماهير منذ مدة عن ارتياد المباريات وامر عودتها يتوقف على اقدام اللاعبين والاجهزة الفنية فكلما تحسن الاداء كلما عادت الجماهير تدريجيا وكلما استمر الهلال والمريخ وبقية الاندية الممثلة للسودان في البطولة الكبرى بطولة الاندية الابطال والكونفدرالية وحققوا نتائج متقدمة في هاتين المنافستين كلما تحفز الجمهور وعاد للمدرجات رويدا رويدا فالمسألة واضحة للجميع ولا تحتاج لدرس عصر .. ولكن الممتاز هذا العام جاء بفريقين اكدا جدارتهما وسحبا البساط من الاندية العريقة والمتمرسة في الدوري الممتاز وهما مريخ الفاشر واهلي عطبرة ، هذين الفريقين لابد من الاشادة بمجالس اداراتهما واجهزتهما الفنية واللاعبين الذين اثبتوا علو كعبهم وجدارتهم بالتنافس القوي وحصد النقاط واحتلال المراكز المتقدمة في المنافسة .. هذا هو الجهد والتخطيط وترتيب الامور والتكاتف وعدم تهيب التجارب فكان الحصاد النتائج المبهرة .. ولابد من الاشادة بمدربي الفريقين محسن سيد وبرهان تية فهما من المدربين الشباب الذين نعول عليهما كثيرا في احداث نقلة للكرة السودانية .. ونأتي لموضوع آخر وهو امر التدريب في القمة فجماهير القمة لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب ، فهي لا ترضى بالهزيمة ابدا وتعتقد اعتقادا جازما بان الانتصار هو حليف فريقيهما ولا ترضى بغير النصر بديلا .. تساعده آلة اعلامية تصب جام غضبها على الاجهزة الفنية اذا ادرك الفريق التعادل فقط وتصل الامور الى التشكيك في قدرات المدرب وعدم وضعه للتشكيلة الصحيحة وتنتقد بشدة عدم اشراكه للاعب (الفلاني) او (العلاني) والاعلام والجمهور يشكلان ضغطا كبيرا على الاجهزة الفنية للقمة ولا يتركان المدرب يعمل في هدوء فكروجر الالماني نجد ان الاشادات تتواصل بتفكيره العميق وحسن ادارته لمباريات الفريق وذلك لان الفريق يسير من فوز الى آخر ولكن لو تعادل او انهزم المريخ فان كل هذه الاشادات تتحول الى سخط وانتقادات حادة ويصل الامر الى المطالبة بإقالة المدرب من تعادل واحد او هزيمة واحدة ، فالمدرب صلاح محمد آدم المدير الفني للهلال يسير بخطى جيدة مع الازرق وهو مدرب ذكي ومحلل شاطر يقرأ الاحداث جيدا بالاضافة الى ثقافته العالية ومقدرته التامة على التعامل النفسي مع اللاعبين فقد تمكن صلاح من اجتياز اهم المراحل الصعبة في تاريخ نادي الهلال وكلنا يذكر ازمة مجلس الهلال حيث كان الفريق بلا ادارة ، ولكن صلاح تمكن من اقناع اللاعبين بمواصلة المنافسات والتدريبات في ظل ظروف صعبة للغاية .. فجمهور الهلال واعلامه يجب ان يسجل صوت شكر للمدرب صلاح وطاقمه الفني المعاون لمعالجته لهذه الازمة العارضة بإقتدار.
صلاح كان يدرب هلال كادوقلي بلا ضغوط جماهيرية أو اعلامية فقد إستطاع بفضل هذا الهدوء ان يحقق افضل النتائج مع هلال كادوقلي الذي اصبح بعبعا يخيف القمة في عهده ولكن لا هدوء في تدريب الهلال او المريخ ، فالكل ينصب نفسه مدربا وناقدا وكل فرد من الجمهور له مزاجه الخاص ويرتاح لاداء لاعب معين ، واذا لم يجده في التشكيلة فانه يصب جام غضبه على المدرب وهكذا نأخذ الامور ببساطة ، فالمدرب هو المسئول الاول عن التشكيلة والتبديلات وكل ما يدور داخل المستطيل الاخضر ولا يسمح لاحد ان يتدخل في عمله على الاطلاق.
ونقول للجميع اتركوا كروجر وصلاح يعملان بهدوء ولا داعي للانتقادات في غير محلها ونتمنى لكروجر وصلاح التوفيق في البطولة الافريقية القادمة وهذا هو المحك الرئيسي فالجماهير سئمت البطولات المحلية وتتوق لبطولات خارجية طال أمدها.