يعتبر لقاء الهلال وفيتا الكنغولي يوم غدٍ الجمعة هو لقاء الجريحين، فكلاهما يسعى لتعويض خسارته السابقة فقد خسر الهلال أمام الزمالك في القاهرة بعد أن كان قريباً من الفوز أو على أسوأ الفروض الخروج بنقطة من الزمالك الضعيف الذي لا يمكن مقارنته بفيتا ومازيمبي، فكل أسباب النصر كانت تصب في مصلحة الأزرق إلا أن كامبوس فشل في إدارة المواجهة وزج بكوليبالي الذي أحسب أنه كان أحد عوامل الهزيمة، فلو استطاع أن يترجم تلك الفرصة الذهبية التي لاحت له أمام مرمى الزمالك إذا به يطيح بها فوق العارضة وسط دهشة الجميع وإهدار هذه الفرصة عمل على بث الروح من جديد في الفريق الأبيض الذي انتفض وهاجم بكثافة حتى أدرك مبتغاه من خطأ فادح لدفاع الأزرق أضاع عليه نقطة ثمينة وجعله يعيش في ضغط عالي حتى هذه اللحظة. إهدار الفرصة ظاهرة مزعجة للعشاق هنالك مشكلة حقيقية بالنسبة لخط هجوم الأزرق وهي تتمثل في إهدار الكثير من الفرص التي تلوح أمام مرمى الخصوم وظلت هذه الظاهرة ملازمة للفريق منذ زمن المدير الفني نصر الدين النابي الذي كان يقف على رأس الجهاز الفني وانتقلت أيضاً لتبدو أكثر وضوحاً في عهد كامبوس الذي نتمنى أن يسعى لمعالجتها، ففي مباراة الزمالك أضاع المدينة هدفاً محققاً وذلك عندما لعب الكرة على جسد الحارس عبدالواحد السيد إضافة إلى كوليبالي، وأيضاً حدث ذلك في مباراة مازيمبي، حيث أضاع الهجوم الهلالي عدداً من الفرص كانت كفيلة بهزيمة الغربان شر هزيمة لأخذ الثأر منهم ورد اعتبار الفرقة الزرقاء، ونأمل أن تعالج هذه الإشكالية. الكنغولي يجيد المرتدات ويقضي بها على خصومه بكل الحسابات يعتبر فيتا أخطر من فريق مازيمبي الذي بدأ عليه ضعفاً واضحاً في خط الدفاع لم يحسن لاعبو الهلال استغلاله وزيادة الغلة من الأهداف والميزة التي يتميز بها فيتا عن مازيمبي هي إجادته للتقفيل وتضييق المساحات أمام خصومه إضافة إلى سرعة مهاجميه في المرتدة، فعلى مدافعي الأزرق الحذر من هذه النقطة التي لو استغلها الكنغولي ستكون قاصمة الظهر وبعدها لا ينفع الندم والبكاء على اللبن المسكوب، فمثلما يسعى الأزرق لهزيمة الكنغولي هو أيضاً يملك نفس الطموح وسيقاتل من أجل الانتصار أو حتى التعادل يعتبر مكسباً كبيراً لهم، فدائماً مباريات الأرض هي السلاح الذي نقاتل به للصعود للدور القادم، فأي تهاون فيها قد يقود إلى الخروج من دور المجموعات وبالتالي تبخر تلك الأحلام الجميلة التي بدأت ترتسم في الأذهان بتحقيق بطولة خارجية بحسابات الضعف الذي تعاني منه فرق المجموعتين. صناعة اللعب لغز محير في الفرقة الزرقاء امتلاك منطقة المناورة هي الخطوة الأولى للفوز في كل المباريات والسيطرة على هذه المنطقة سيبث الطمأنينة في الخط الخلفي والثقة في الخط الأمامي، فالملاحظ في جميع المباريات السابقة أن الهلال يفتقد لصانع الألعاب بصورة أثرت على أداء المهاجمين، فجميع الفرص التي وجدها خط الهجوم هي اجتهادات من لاعبي الوسط فقط، ولكن لابد من وجود صانع ألعاب ينظم الإيقاع ويرسل التمريرات البينية، فلاعب مهول كعمر سيدي بيه لا يمكن أن يجلس على دكة البدلاء وربما يكون هو سر إنتصار المارد الأزرق في مواجهة الجمعة المرتقبة، فيسيدي بيه حالياً يعد من أفضل المحترفين في السودان، فيجب أن تتاح له الفرصة حتى لا نظلمه ويتم الحكم عليه بالإعدام دون أن يختبر بالصورة المطلوبة، فكذلك يتميز بالتسديد القوي والاختراق والقوة الجسمانية، وإذا رأى كامبوس عدم إشراك سيدي بيه فعليه اتاحة الفرصة لليافع وليد علاء الدين الذي كان نجماً لمعسكر موفنبيك ونال إشادة كل الحاضرين هناك وطالبوا بأن يكون ضمن قائمة الهلال الأساسية وسيكون له كلام. مباراة الجمعة هي مباراة العبور وأي نتيجة سلبية فهي وداع مبكر للمجموعات. الفوز في مباراة الجمعة أصبح فرض عين على لاعبي الفرقة الزرقاء وإلا انتظار على الرصيف حتى الموسم القادم فبعد هذه المواجهة سيدخل الفريق في راحة تمتد لخمسين يوماً سيتخللها معسكر تحضيري لمباراتي مازيمبي وفيتا الكنغولي على التوالي أواخر يوليو وأوائل أغسطس فالظفر بنقاط المباراتين أو الخروج بنقطة من الكنغو يعد أمرًا صعباً إن لم يكن مستحيلاً، فمازيمبي لايهزم على أرضه وكذلك فيتا، فحتى لا ندخل في هذه الحسابات المعقدة علينا أن نكسب مباريات الأرض وبعدها نسعى لمباريات خارج الأرض، وكذلك هذه المباراة فرصة للعناصر البديلة التي سيتم الدفع بها أن تحجز لها مكاناً في التشكيل الأساسي وإلا الخروج للابد منها وهي فرصة من ذهب أتيحت لهم يجب عليهم إغتنامها وعدم التفريط فيها وإثبات أحقيتهم بإرتداء هذا الشعار الأزرق وعلى أي حال لا خيار غير الانتصار حتى لا نبحث عن التأهل من يد غيرنا.