انعاش للذاكرة – إعداد: أحمد الحاج مكي رئيس الاتفاق السعودي يفاجئ القمة ويخطف نجم التسجيلات نتناول اليوم في هذه المساحة صفحة جديدة بعنوان (انعاش للذاكرة) نستعرض فيها ذكريات رياضية عديدة انعاشاً لذاكرة القراء وهي أحداث عايشناها عن قرب وهي تروي أسرار التسجيلات وأسرار الخبطات الصحفية، وتحكي قصة كيف يتعامل الإداريون في تلك الفترة وماهي أفكارهم الإدارية. ونبدأ هذه السلسلة من الصفحات بقصة نجم الهلال المعروف جعفر عبدالرازق وأسرار تسجيله وسر مشاركة نجم الهلال الدحيش في انتقال جعفر عبدالرازق وتدخل المريخ في صفقة جعفر عبدالرازق. فإلى أسرار وقصة نجم الهلال جعفر عبدالرازق: والده رفض الفكرة جعفر عبدالرازق نجم الهلال السابق بدأ حياته الرياضية بفريق الإخوة برابطة كوبر، وكان هناك شد وجذب بين العامل وكوبر لكسبه وكان كوبر الأكثر قرباً بحكم سكنه في كوبر، وفعلاً كسب كوبر توقيع جعفر عبدالرازق وعندما حضر والده من العمل تفاجأ بتسجيله لكوبر واحتج والده عليه رحمة الله عليه بشده على تسجيله في كوبر، وقال له: يفترض أن تسجل في العامل، وذلك بحكم سكن الأسرة السابق في حلة خوجلي، وقال له والده بالحرف الواحد: (الناس السجلت ليهم ديل امشي اسكن معاهم) وخرج جعفر من منزله، وهنا تدخل محمد إدريس رئيس الإخوة كوبر وأقنع إدارة كوبر وحكى لهم مادار من ملابسات، وإدارة كوبر تفهمت الأمر وتم شطبه بعد 48 ساعة وبعدها تسجل اللاعب في العامل وشارك في مباراة ضد النيل وأحرز هدفين.
المريخ يلزم الدحيش بتسجيل جعفر اشتد الصراع بين الهلال والمريخ لكسب توقيع اللاعب بعد المستوى الذي ظهر به وكان نجم الهلال الأسبق عزالدين الدحيش قد تسجل في المريخ وتمرن مران واحد وبدأ في اجراءات شطبه للعودة للهلال وقال له رجالات المريخ في تلك الفترة بالحرف الواحد وهما الراحلان الحاج شاخور وفيصل محمد عبدالله: (لو داير شطبك جيب لينا جعفر عبدالرازق) وقال لهما الدحيش: ماعندي علاقة بي جعفر، وقالا له: نحن متأكدين بأن لديك علاقة بإدارة العامل وخاصة رئيس النادي سيد حلبي وهو الداعم ورئيس النادي، والكل في النادي لديه علاقة متميزة مع الدحيش. وهنالك النعمان حسن الإعلامي المعروف لديه علاقة بجعفر عبدالرازق وهما من توتي والنعمان له علاقة بأسرة جعفر وكانت إدارة الهلال في تلك الفترة تضم الراحل الطيب عبدالله وحمزة عثمان، وكان فيصل محمد عبدالله وقتها إداري بالعامل. النعمان ينقذ موقف اللاعب أكد جعفر عبدالرازق بأنه يريد الانتماء للهلال، وكان سكرتير العامل وقتها اسمه بلال ولديه مصنع للمكيفات، وكان ختم النادي بحوزته ويرفض ويختم على أورنيك انتقال اللاعب وأنقذ الأستاذ النعام حسن الموقف وأحضر مادة قانونية وهي حق اللاعب في الانتقال من درجة أعلى إلى درجة أدنى والنادي لايكون طرفاً في هذا الموسم، ووقع اللاعب في فريق توتي واطمأنت إدارة المريخ بأن اللاعب سوف يكون حرًا بعد عام وتم شطب الدحيش.
الاتفاق السعودي يخطف جعفر عبدالرازق تطورت الأحداث بصورة متسارعة وفجأة ظهر في الخرطوم هلال الطويرقي رئيس الاتفاق السعودي وذلك لتسجيل نجم الزهرة المرحوم خالد سيكا وأقام الطويرقي في الفندق الكبير، وكان الطويرقي صديقاً ليحيى مرسي الذي كان في مجلس إدارة الخرطوم3 في ذلك الوقت، وكان الطويرقي يدعم نادي الخرطوم 3 بالمعدات الرياضية ونصحه بعض الرياضيين وقالوا له: خليك من سيكا فهناك لاعب يدعي جعفر عبدالرازق فيه صراع بين الهلال والمريخ وتم الاتفاق مع جعفر عبدالرازق وعندما وصل للسعودية وجد أن كشف الاتفاق قد اكتفى من الأجانب وتم تحويله لنادي يدعى نادي الخليج وهو من الأندية التي يرعاها الاتفاق وبعد انتهاء مدته في الاتفاق السعودي فكرت إدارة الهلال في قيد اللاعب عن طريق فيصل محمد علي، وقال فيصل بأن للاعب أورنيك سابق به توقيعه وتم اقناع إدارة العامل بختم الأورنيك وتم اعتماد تسجيله في الاتحاد المحلي وقرأ جعفر الخبر في الصحف وذهب معه شقيقه مصطفى وكان مسئولاً كبيرًا في السياحة والفنادق وذهبا سوياً للقطب الهلالي والإداري المعروف محمد أحمد البلولة وكان يعمل في الاتحاد الاشتراكي، وقال لهما البلولة: اذهبا للاتحاد المحلي لمعرفة ماذا حدث؟. المارشال يتصل بملاح قابل جعفر وشقيقه مصطفى المارشال الراحل يحيى الطاهر وسردا له الأمر ، وقام المارشال بالاتصال بالراحل محمد أحمد ملاح، وأوضح له احتجاج هذا اللاعب بأن توقيعه كان في أورنيك قديم ، وتم عقد اجتماع بدكان ملاح ومعه الراحل الطيب بجعفر وشقيقه مصطفى وتم اقناع اللاعب بالمواصلة مع الهلال وفعلاً وافق اللاعب، والسؤال المطروح هل الفترة التي قضاها اللاعب بالهلال كان تسجيله قانونياً أم لا؟ وهذا سؤال صعب الإجابة عليه.
سفر جعفر للسعودية وقصة أول حوار صحفي تم الاتفاق بين الطويرقي رئيس الاتفاق وجعفر عبدالرازق بدون علم أي حد وبالصدفة كنت في المطار والتقيت بجعفر وسألته عن سر تواجده بالمطار، وقال لي إنه ذاهب للعمرة وحاورته شخصياً وأخذت معه صورة صغيرة في حجم الباسبورت ولم أنم ليلتها وفي الصباح الباكر ذهبت إلى صحيفة (الأيام) وكنت وقتها مراسلاً للصحيفة في رابطة كوبر، وقابلت المرحوم عمر عبد التام رئيس القسم الرياضي وأعطيته الحوار وسألني مباشرة هل أنت متأكد؟ فاجبته بالإيجاب وظهرت الأيام في اليوم التالي وكانت مادة الحوار مع جعفر عبدالرازق هي المادة الرئيسة في صحفة الرياضة بالأيام، وكانت مفاجأة بالنسبة لي ولأول مرة يظهر اسمي في مادة صحفية، وكان هذا الحوار الذي مهد لي الطريق للدخول لعالم الصحافة الرياضية، وجاء الزميل المعروف الأستاذ هساي لكوبر وسأل عني والتقيت به وقال لي: يجب أن تعمل معنا في جريدة (نجوم وكواكب)، وحقيقة تعلمت من هساي الكثير في عالم الصحافة الرياضية واستمريت في (نجوم وكواكب) حتى أغلقت، وقام هساي مع المرحوم سيد يس بالتفكير في استخراج مجلة، حيث كان التصديق بوزارة الثقافة والإعلام وفعلاً تم التصديق للمجلة واقترح هساي أن تكون طباعة المجلة في القاهرة، وكان ذلك عام 1983م وذهبنا للقاهرة وتمت طباعة المجلة وتفاجأنا بصدور قرار بأن يتم الغاء كل المطبوعات التي لاتصدر، وتبقت 3 أيام فقط، وتم الاتفاق بيني وبين الأستاذ هساي وتركت هساي لشحن المجلة، وأحضرت نسختين من المجلة وقابلت الراحل سيد المعتصم وكان وقتها بالمجلس القومي للصحافة ونجونا من قرار الإلغاء بإحضار المجلة.
ذكريات فيها دروس وعبر هذه الذكريات تؤكد بجلاء وبصورة واضحة بأن هنالك تنافس داخل الملعب وخارجه ، ووقتها لم تكن هنالك مزايدات، واللاعبون يلعبون بالولاء والوفاء من أجل رفعة ناديهم، كما تؤكد هذه الذكريات بأن إداريو الزمن الجميل كانوا يعرفون كيفية الإدارة وحلحلة الأمور، وكانت الأندية الصغرى لاتساوم في لاعبيها، وكانت القوانين سهلة في انتقال اللاعبين. أنكرت اسمي بسبب جعفر عندما نشرت الأيام الحوار الذي أجريته مع جعفر عبدالرازق ذهبنا لمشاهدة مباراة طرفها الهلال باستاد الخرطوم وعند نهاية المباراة كنت بالقرب من سينما الخرطوم غرب، وصاح لي أحدهم: يا أحمد الحاج، وقال لي أحد الشباب: أنت أحمد الحاج ، أنت (السفرت) جعفر للسعودية ومع حدة لهجة الشاب ومعه آخرين أنكرت اسمي تماماً، وقلت له: أنا ما أحمد الحاج وليس لديَّ علاقة بجعفر وهذه القصة تؤكد أن جماهير الهلال كان ترتاح لأداء جعفر وهو في العامل وتتمنى انضمامه للهلال.