ليس في الأمر عجب، أن يفوز المريخ بكأس سيكافا.. فقد دخل الكأس خزائن النادي مرتين من قبل عامي 1986 و1989.. وربما يكون المريخاب قد احتفلوا بالكأس بهستيريا ليست معتادة عليهم، فمنذ عرفنا كرة القدم نجد أن احتفالهم كان دائماً وقوراً رغم أنهم محبي (النادي) الوحيد الذي أتى للسودان بكؤوس خارجية.. رضي البعض أم أبو.. فهذه هي الحقيقة التي لا يمكن حجبها بغربال، وقد تكون هذه الفرحة الكبيرة بسبب غيابات البطولات الخارجية والانجازات عن النادي لفترة طويلة لم يعتادها محبيه. تعامل مجلس إدارة نادي المريخ والجهاز الفني للفريق مع البطولة بطريقة احترافية عالية.. حين كانت كل تصريحات مسؤوليه في البداية بأن هذه البطولة هي للاعداد فقط، ولتحقيق المزيد من الانسجام بين اللاعبين، خاصة وأن الفريق ضم عدداً كبيراً منهم خلال فترة التسجيلات التكميلية لم تتح الفرصة لهم لمعرفة كيفية طريق لعب بعضهم البعض، وكذلك طريقة لعب القدامى الموجودين في الكشف.. كما لا ننسى بأن المريخ قد تعاقد مع جهاز تدريبي جديد أيضاً.. كان يحتاج إلى المزيد من الوقت للتأقلم والوصول إلى التشكيل المناسب، وإلى معرفة كيف يعيد إلى الفريق توازنه. المريخ تعامل مع البطولة خطوة خطوة، ليحقق جملة من المكاسب الآنية والمستقبلية.. أهمها بالتأكيد الفوز بلقب البطولة، وإعادة تسطير اسم الفريق في أدغال القارة، وكذلك تحقيق المزيد من الانسجام، واكتساب الخبرة بالنسبة لعدد من اللاعبين الذي لم يسبق لهم أن شاركوا في مباريات خارجية، كما أن من المكاسب الكبيرة أن اللاعبين قد استعادوا الثقة التي افتقدوها مؤخراً، وخاصة بعد العودة من معسكر الدوحة في بداية الموسم. بقى القول بأن على مجلس إدارة النادي، والجهاز الفني، العمل سريعاً لإخراج اللاعبين من حالة الفرح الحالية، فالبطولة قد انتهت وحققت أهدافها المرسومة بامتياز، وهي ما يجب استثماره فيما تبقى من الموسم، لأن الفريق سيكون مقبل على مواجهات غاية في الصعوبة بالدوري الممتاز، والذي يعتبر الفوز بلقبه هو الهدف الأهم في المرحلة الحالية. في نقاط نستغرب أن يقوم بعض الأهلة بتبخيس البطولة، وينكرون على المريخاب أن يفرحوا بلقبها، رغم أن الهلال نفسه شارك فيها كثيراً وكان انجازه فيها كما في دوري أبطال أفريقيا صفراً كبيراً.. بل وصل به الحال أن حل في المركز الأخير بنسخة موسم 1984 خلف فريق أوغد الصومالي. المريخ يفترض أن يستفيد من هذه البطولة كثيراً، ونتمنى أن يكون لاعبيه من أصحاب الشخصيات القوية، وأن لا يبطرهم الفوز بلقب سيكافا، وأن ينظروا إلى البطولة باعتبارها خير إعداد لما تبقى من البطولات في الموسم. برهان ومحسن.. يقودان المريخ بخطوات ثابتة.. ونجحا فيما فشل فيه أصحاب العيون الخضر من المدربين الكبار عينة اتوفيستر وكروجر، اللذان مرا خلال الأعوام القليلة الماضية على قيادة الجهاز الفني للمريخ. [email protected]