يحكي بان حمد كمال حين أتي للتوقيع للهلال كان برفقته صديقه (جمال فرفور) الذي كان يمارس كرة القدم أيضاً فرفور الذي سحبه الوتر من الكفر كان يمكن ان يوقع للهلال وان يرتدي الشعار الازرق . لكن جمال (الازرق) الهوى يتوشح أمس بالعلم المريخي حين تكريمه في أحتفالية الفوز بسيكافا . معيداً مشهد أستقباله لممثل السودان في المطار . وهي الصورة التي أثارت جدلاً في الاوساط الهلالية لدرجة ان بعض الجماهير طالبت بمقاطعة جمال كفنان بعد ان تنكر لهلاليته بحسب وجهة نظرها . لكن مشهد جمال الهلالابي المكرم من قبل أهل المريخ . يعيد جدل العلاقة بين المبدع والانتماء . خصوصاً في ظل الإستقطاب الحاد بين ثنائية الهلال والمريخ والمواجهة الجماهيرية فيما بينهم فرفور يبرر خطوته بان هدفها (الوطن والقومية) بينما يبدو الامر عند آخرين مجرد محاولة بحث عن إثارة للجدل لا أكثر ولا أقل . لم يكن فرفور وحده في حفل المريخ وانما شاركته فرقة عقد الجلاد التي لا يمكن تحديد انتمائها نسبة لعدد المغنين فيها . ولكن من تحت ثوب أحمر فاقع لونه غنت المريخابية حرم النور وصباح . في أحتفالية الفريق الاصفر بذهب سيكافا . لكن قائمة الانتماء للمريخ من قبل الفنانين يتصدرها الراحل محمود عبد العزيز . الذي لم يؤثر أنتماؤه الاحمر على جماهريته الطاغية في أوساط الجميع وايضاً ينضم للقائمة طه سليمان التي تصفق للاحمر وتغني بانتصاراته . القائمة المبدعة التي تناصر المريخ تمتد بين الفنانين والممثلين وحتى المخرجين حمزة عوض الله لا يغيب عن المحافل المريخية وغيره . بينما يتربع على الضفة الاخرى للنهر الهلالي فنان أفريقيا الاول الراحل محمد وردي وهو أمر يزيد من أعتزاز الاهلة بفريقهم ان يغني له من غنى للوطن أجمل الكلمات وانقاها يجلس في حضرة جلال العشق الازرق ويناكف المريخاب بحلفاوية محببة ويكتفي من الانتماء بالازرق . تكتمل تفاصيلهم مع الصوت (وكانت ساعة النصر في أكتمال الهلال) لكن ورد الهلال نفسه كان قد نبت في أرض القلعة الحمراء حين أحتفل الاخير بالعيد الماسي لتكوين الإتحاد الافريقي وترنم الفرعون ساعتها ب( يا بلدي يا حبوب جلابية وتوب) لكن ثوب الانتماء الهلالي تتوشحه بتفاصيل الوانه المطربة ندي القلعة التي لم تكتف باعلان هلاليتها على الملأ وانما عبرت عن أنتمائها بالغناء للابيض والازرق (صدق النطق ونضم وقال الذوق والفهم في الهلال) لكن أيمان العائدة من لندن لم تترك مولد العشق الهلالي يمضي دون ان تكتب أسمها في قائمة المغنيات (للمافي زيو ولد هلال البلد حبيب الناس البلعب بحب وحماس) لكن الغناء لمعشوقة الشعوب الكرة لم يكن ليتوقف عند محطة الهلال والمريخ فالفنانة المهاجرة (هاجر كباشي) شكلت حضورها في مدرجات المنتخب الوطني في مباراة السودان ونيجيريا من اجل الصعود لنهائيات كاس العالم 2002 واكتفت بالغناء لمجمل البلد مستدعية اغنيتها (سودانية) بشرطها الوحيد ان يكون من داخل السودان . لكن الدخول الي الرياضة عبر بوابات الانتماء يعتبره البعض دخول الى عش الدبابير بخلفية التعاطي مع الانتماء الرياضي للفنان وهو أمر يعتبره البعض مؤثراً على الجماهيرية بالنسبة للفنان وهو ما دفع بالكثيرين للاحتفاظ بمريخيتهم في دواخلهم او أخفاء هلاليتهم عن عيون العشاق يبررون خطوتهم بان الجماهير يمكنها ان تنظر اليك من خلال توجهاتك الرياضية وبالتالي تستمع اليك عبر هتافات المساطب .لكن كثيرون يعلنون أنتماءهم باعتبارات ان هلاليتك او مريخيتك انت من تحددها وان الانتماء الرياضي لا علاقة له الا بظروف ذاتية هي التي تحدده وان الجمهور يتعامل مع الفنان من خلال ما يقدمه وليس عبر فريقه الذي يشجعه فالمختلفون حول الهلال والمريخ يتفقون على ان وردي فنان حد النهايات ابتداء واللون الأزرق لم يحجب صوت محمود عبد العزيز عن الاهلة رغم مريخيته الصارخة . فللغناء باب وللكرة وانتماءاتها ابواب أخرى في كل الاحوال فان كل شخص عليه اختيار من يدخل عبر بوابة قلبه وعلى الآخرين احترام انتمائه بعيداً عن الوان عشقهم . اذا كان هيثم مصطفي قد أرتدى شعار الهلال لسبعة عشر عاماً وعاد ليغير لونه بالاحمر والامر فعله آخرون في الميدان الأخضر لنجوم غيرو شعارهم بشعار الند التقليدي وتقبلت الجماهير التحول باعتبارها حال الكرة وفعله من أصحاب الوتر القلع عبد الحفيظ وتقبلت الجماهير الامر لكن جديد فرفور هو محاولته الجمع بين البيضة والحجر في حفل واحد وهو ما ولد الجدل الجماهيري حول الخطوة .