لقد ظللت أعمل في مجال الصحافة الرياضية ,وبالنسبة لي,فإن مشاهدتي لمباريات صقور الجديان تمثل متعة حقيقية بغض النظر عن فوزهم أو خسارتهم.وبالضرورة أشاهد مباريات المنتخب بعين الصحافي وبعين المشجع . وخلال متابعتي لمباريات المنتخب لاحظت بعض الأشياء التي تصدر عن الجمهور السوداني وأنا بالطبع واحد منهم ,وهذه الأشياء دائماً ما تتكرر عند تعرض منتخبنا أو النادي الذي نشجعه للهزيمة أو التعادل. وخلال السنوات التي ظللت أتابع فيها الكرة السودانية ,لاحظت أن للشعب السوداني طرقاً عديدة ومختلفة في تشجيع الأندية التي يحبونها خاصة المنتخب الوطني فمشجعوا المنتخب الوطني لهم عدة اراء ومنطلقات وأسباب لتشجيعهم لصقور الجديان ينطلقون منها. هنالك فئة من المشجعين يمكن أن نطلق عليها المتعصبون وهذه النوعية تفعل كل شيء حتى تضمن مشاهدتها لمباريات صقور الجديان أو النادي الذي يحبونه ,حتى ولو صرفوا اخر ما يملكونه في جيوبهم ,كما أن هذه النوعية من المشجعين تجادل حتى اخر أنفاسها حتى تحمي فريقها من الإنتقادات السالبة. وهنالك نوعية من المشجعين يمكن أن نطلق عليها (أعداء اللاعبين الكبار) وإسمها يفصح عنها ,فكلما تدنى أداء صقور الجديان أو ناديها تنادى هذه الفئة من المشجعين بالإستغناء عن خدمات كبار اللاعبين سناً دون النظر إلى خبراتهم التراكمية التي إكتسبوها ,ولكن إذا أفرغنا المنتخب من اللاعبين أصحاب الخبرات فكيف يكون هنالك تواصل للأجيال؟. وهنالك نوعية أخرى من المشجعين التي يمكن أن نطلق عليها (أعداء المدرب) وهي دائماً ما تنادي بإقالة المدرب بعد الهزيمة أو حتى التعادل ويبدأون في التحليل :التشكيلة التي إعتمد عليها المدرب في المباراة كانت خاطئة,التنظيم لم يكن جيداً ويتجاهلون عمداً أن نفس هذا المدرب قد قاد الفريق أو المنتخب من قبل للإنتصارات وهذه النوعية من المشجعين ترفض معاناة الهزائم والإنكسارات وشماعتها الجاهزة هي إقالة المدرب فوراً . وهنالك النوعية (الساخرة) من المشجعين تهرب من حقيقة أنها شجعت لاعبين وخسروا الرهان باللجوء للتهكم والسخرية من أداء بعض اللاعبين بعينهم في المباراة المعنية مقارنةً بلاعبين كبار في الدوريات الأوربية مثلاً. وهنالك نوعية من مشجعي صقور الجديان تتحكم فيها نظرتها الضيقة لأنديتها فهي دائماً تهاجم إختيارات المدرب للاعبين من الأندية الأخرى خاصة إذا كانواهلالاب فإنهم يهاجمون إختيارات مازدا للاعبي المريخ وإذا كانوا مريخاب فهم أيضاً يهاجمون إختيارات مازدا للاعبي الهلال. كما أن هنالك نوعية من المشجعين تشعر دائماً بالحنين للماضي (نوستالجيا) وهذه النوعية لا ترغب في المدرب الحالي بل تحن لعهد المدرب السابق واللاعب السابق وترفض الواقع. بالطبع هنالك نوعيات أخرى من المشجعين ولكن ما ذكرته أعلاه مجرد أمثلة ويمكن ذكر المزيد من هذه النوعيات من المشجعين. علينا جميعاً أن نتذكر أن السودان هو وطننا جميعاً وهو حضننا الدافيء الذي يضمنا مثل حضن الأم الرؤوم وأن كرة القدم هي ليست حرباً بل لعبة رياضية بها ثلاثة إحتمالات فوز وتعادل وخسارة وعلينا أن نتقبلها جميعها بكل روح رياضية. أمام منتخبنا الوطني مباريات مهمة ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات بطولة الأمم الأفريقية بالمغرب ..فتعالوا لنطور من نظرتنا نحو صقور الجديان ونشجعهم بصدق بقض النظر عن أنديتهم التي ينشطون بها فالمنتخب كيان منفصل ولاعبيه جنود يقاتلون من أجل إعلاء راية الكرة السودانية وينبغي أن يتحركوا كوحدة واحدة تسعى لتحقيق هدف مشترك. قدر الله وما شاء فعل فبعدما تعادل المريخ في كوستي جاء الهلال ليتعادل في شندي فهل هي مصادفة أن يفقد الهلال مساءً كلما فقد المريخ النقاط عصراً فقد حدث مثل هذا في الموسم الماضي عندما خسر المريخ النقاط عصراً بكادوقلي ليخسر الهلال مساءً بعطبرة. غايتو وريتونا جديد ما كان على بال .. وربنا يجعل العواقب سليمة.