* بنظرة فاحصة لتدريب أنديتنا بمختلف درجاتها نجد أن كل المدربين يتعاملون بمنطق واحد وأسلوب واحد في المسألة التدريبية ، فلا جديد يذكر ، فالتدريب عندنا يتم بنمط واحد ، معظم المدربين العاملين في الساحة لم نجد لهم أي إضافة جديدة في مجال التدريب .. فإذا ذهبت لأي مران سواءً أكان في الدرجة الثالثة أو الثانية أو الأولى أو الممتاز ستجد أن طريقة التدريب واحدة وحتى لغة المدربين أيضاً واحدة ، حتى في التوجيهات ويبدو أنها بصمة مشتركة ومتفق عليها بين جميع المدربين بمختلف درجاتهم ، وهو أمر واضح وجلي .. حتى تحركات اللاعبين في التدريب أيضاً واحدة وتخلفهم عن التمارين أيضاً يعتبر أمر مشترك ومتفق عليه. * نأتي للمباريات وتوجيهات المدربين ، فهي تعتمد على الصياح والانفعال أكثر من اللازم ، فالكثير من المدربين خاصة مساعدي المدربين يحرصون على الوقوف حول الملعب ويبدأون في الصياح المتعارف عليه (شيل معاك) (ما تسرح يا فلان) (امشي لي قدام) (افتح اللعب) وغيرها من المصطلحات المتعارف عليها. * وأكثر أمر يزعج اللاعبين هو الصياح المتواصل للمدربين لأنه أمر يربك حسابات بعض اللاعبين ولا يتمكنون من أداء أدوارهم بالصورة الصحيحة .. وحتى المدربين الأجانب نجد أنه لا يوجد اختلاف كثير بينهم والوطنيين ، فإذا حاول المدرب تغيير طريقة التدريب فإن اللاعبين لن يهضموها بالصورة الصحيحة فإذا حاول الضغط في التدريبات فإن اللاعبين يعبِّرون عن استيائهم الواضح من هذا الضغط ويبدأ مسلسل الهروب من التمارين وتبدأ الحملة العنيفة على المدرب من جانب اللاعبين والإدارات فإما أن يصر المدرب على طريقته التدريبية ويواصل فيها حتى النهاية، وأما أن ينسحب ويستقيل ويترك النادي نهائياً والشواهد على ذلك كثيرة. * حقيقة هناك خلل كبير في منظومتنا الرياضية من كافة النواحي وإذا أخذنا الجانب التدريبي فالتدريب ليس مديراً فنياً ومدرباً عاماً فقط، بل هو جهاز فني متكامل ، فهناك الأطباء المعالجين ومسؤولي العلاج الطبيعي ومدربي الأحمال والمدلكين والطبيب النفسي ، فهل هذه المنظومة مكتملة في أنديتنا ، الإجابة لا .. وبعض الأندية الكبرى في الممتاز لا يوجد بها طبيب معالج، بل يوجد فقط مسؤول العلاج الطبيعي وهو الذي يتولى علاج اللاعبين ، فهل نعشم في أن تقوم لجنة التدريب المركزية بقيادة مازدا وأحمد بابكر خاصة وأنهما من الخبراء الكبار في اللعبة ووقفا على معظم تدريبات الأندية الخارجية؟ ، فهل نعشم في قيام كورس مكثف للمدربين يضم خبراء نفسيين وأطباء واختصاصي علاج طبيعي ليقوموا بتنوير المدربين عن طرق التدريب الحديثة والتوجيهات أثناء سير المباراة وكيفية إصدار التعليمات للاعبين وكيفية مقابلة اللاعب الذي يتم تغييره وكيفية توجيه اللاعب الذي يخطئ أثناء المباراة؟ .. حتى إدارات الأندية يمكن أن تكون ضمن الدارسين في هذا الكورس بالإضافة للإعلاميين الذين يتولون عملية النقد الرياضي فإذا تسلحوا بهذه العلوم أو جزء منها فلا شك أن النقد سيكون هادفاً ومبنياً على أسس علمية واضحة وبالتالي تعم الفائدة الجميع. * آخر الأشتات.. تعجبني رائعة الفنان محمد ميرغني التي تقول: الجاني منك ومن تباريح الهوى وصفو بصعب يا جميل.. بعدت عنك ولما طال بي النوى بقى لي أسيبك مستحيل وتبقى سيرتك هي الكلام تبقى صورتك هي الرؤى الحلوة البعيشا .. في صحوتي أو حتى في عز المنام.