تبخر احترافه بالدوري الاسباني .. وعودته لختم حياته بالهلال ردا للجميل * تقرير : محمد ميرغني * بقدر ابداعه داخل الملعب يتعامل قيصر الهلال مهند الطاهر مع الناس خارج المستطيل، وبتلك الطيبة وحسن المعشر بنى علاقته في المجتمع ومع زملائه اللاعبين؛ انسان شفاف الى درجة عالية يحترم الناس يتعامل مع الجميع بسماحة روح لم يخسر زميل له طيلة فترته مع الساحرة المستديرة، لم يحقد على احد بل ظل الداعم الاول لكل الشباب وأصحاب المواهب، ظل زاهدا طيلة العشرة اعوام التي قضاها في الهلال يلعب كرة القدم ليمتع نفسه اولا والجمهور، وظل واحدا من الاسماء التي قل ان تتكرر في الوقت القريب لعب للهلال عشرة اعوام كان الجمهور فيها ينتظر قبل دخول المباراة ان يشهد مشهد وحيد هو ( هوبه ) مهند الذي لها وقع خاص في قلوب الانصار، رحل نهاية الموسم السابق بعد بيان مجلس الادارة والذي اكد عدم التجديد له مع زميلاه عمر ومعز محجوب، لكن ظل وفيا حتى بعد القرار الصادم ورفض عرض خيالي لنادي المريخ واختار سكه ( الاغتراب ) للدوري الاسباني وسجل موقف لن تنساه له جماهير الهلال أبد الدهر، وبادله المجلس الجميل بجميل وحيد هو تنفيذ وصيته التي طلب فيها بمنح الرقم (10 ) للواعد محمد عبد الرحمن، وبادل القيصر الرفقاء بزيارة لمعسكر الفريق بالفجيرة ناقلا للجميع دعواته بالتوفيق، وأخيرا حط رحاله بالخرطوم بعد أن تعثرت صفقة انتقاله للدوري الاسباني وظل الغزال صامدا صمود جبال توتيل التي منحته ذلك الشموخ. 10 سنين حب * الحديث عن تاريخ مهند الطاهر بالهلال قد لا يحتاج لتعريف كثير وكل محبي الهلال يعرفون تاريخ مهند الذي دخل كشف الازرق في العام 2004 قادما من انيق كسلا، وامضى الغزال عشرة اعوام بكشف الهلال اكتسب فيها حب الانصار الذين وضعوه في مكانه اللائق في القلوب لانه لاعب حريف توافق تماما مع الهلال الذي ظل واحدا من اللافتات المضية في تاريخة وظل مرتبطا به ارتباط وثيق يختلف عن الكثيرين، وكان لمهند طرق تميزه عن البقية حتى في طريقة دخلته للملعب فهو الذي يتوسط دائرة السنتر بعد دخول الهلال لارض الملعب وهو الذي يحيي من السنتر، وكان مختلفا في طريقة لعبه ومختلفا حتى في الاحتفال باهدافه، وكان مختلفا حتى في تعامله مع كل مكونات الهلال بتعامله الراقي وروحة السمحة ومشاغباته اللطيفة داخل معسكرات الهلال التي يهوّن فيها على زملائه ضغوط المباريات والمعسكرات، وكان مهند واحد من اميز لاعبي الفريق وهدافه الافريقي خلال السنوات الاخيرة.. ليمضي الغزال (10 ) اعوام كوّن فيها رصيدا وافرا من الحب من الانصار والزملاء فراق بأدب * رحل كثير من اللاعبين من كشف الهلال سواء أكان بالشطب ام بالاعتزال، وتبقى النفس البشرية حاضرة في التعامل الذي يعقب الرحيل , الا ان رحيل مهند من الكشف الهلالي كان رحيلا مختلفا بكل التفاصيل وبنفس روعته في الاداء داخل الملعب.. رحل مهند من الكشف ولم يتعامل بردة الفعل مثل كثيرين من اقرانه وظل وفيا وكتب موقفا للتاريخ لن تنساه له جماهير الهلال أبد الدهر، وظل وفيا لعلاقته مع الجمهور والهلال بشكل عام وهو الذي يقول انه لولا الهلال لما كان مهند الطاهر، وتعامل بطريقة لم يتعامل بها لاعب من قبل بعد ان رفض تبديل ولائه وركل عرض المريخ الذي فاق التخيلات، وكان ايمانه قاطعا ان الحب الذي وجده في الهلال لا يبدل بالمال الذي يأتي ويذهب، وقال ان ما وجده في الهلال يكفيه لبقية حياته ليكبر مهند الطاهر ويصبح جبلا في عيون جمهور الهلال تعثر صفقة انتقالة لاسبانيا * اجتهد احد السودانيين المقيمين باسبانيا في نقل ابداعات الغزال السوداني الذي حرم قبل ذلك من تحقيق حلم الاحتراف بالبرازيل بسبب تمسك مجلس الهلال وقتها به إبان عهد مجلس شيخ العرب، واجرى الغزال فعليا اختبارات مع نادي نوماسيا احد اندية الدرجة الثانية باسبانيا وكان قريبا من الانتقال لكن مشيئة الله حرمته من إكمال ذلك الحلم , ولم يتضجر الغزال الذي يؤمن بان الارزاق والأمور مسيرة من رب لا ينسى عباده، وظل وفيا بعلاقته بالجميع ويتجول بكل أريحية في الخرطوم. واجب مجلس الكاردينال * هذه المعطيات تفرض على كل الاهلة ان يكون التعامل مع الغزال تعاملا لا مثيل له لانه باختصار قدم السبت وواجب المجلس على الاقل في الوقت الحالي إعادته للكشف في تسجيلات الصيف المقبلة ليس لان الهلال يحتاج له فنيا فقط ولكن لان الهلال يحتاج لروح وتواجد كتواجد الغزال، ويحتاج لرد الدين لأبناء الهلال حتى يترسّخ للجميع ان الهلال لا يتخلى عن ابنائه بطريقة غير مقبولة، وبعدها يمكن لمجلس الهلال ان يقيم احتفال خاص للغزال ويكرمه تكريم يليق بمواقفه التي سطرها للتاريخ، ولا أعتقد ان ذلك سيكون صعبا على مجلس الكاردينال الذي اهتم بكل قدامى اللاعبين , كما يتوجب على الجمهور الازرق ان يكون وفيا لمهند بقدر وفائه للهلال حتى نعلِّم الجميع معنى الانتماء للهلال.