* كثيراً ما نسمع بكلمة ماراثون التى تطلق على مسابقة الركض دون أن نعرف معناها وقد سألنى بالأمس أحد الأخوة القراء عن معنى كلمة ماراثون ومن أين جاءت ووعدته أن أجيب على هذا السؤال فى عدد اليوم وعبر هذه المساحة . فى شهر سبتمبر من عام 49 قبل الميلاد حدثت موقعة الماراثون الحربية الشهيرة بين الفرس واليونان .. جرى قتال عنيف فى سهل الماراثون الواقع شمال شرق مدينة أثينا وقد حقق اليونانيين انتصاراً ساحقاً على الفرس لم يكن متوقعاً نسبة لقوة وشراسة الفرس آنذآك . هذا الانتصار الكبير والتاريخي دفع بأحد ضباط الجيش اليوناني واسمه(فيديبيدس) إلى تصرف غريب حيث أخذ هذا الضابط يركض وبسرعة جنونية من منطقة ماراثون إلى أثينا قاطعاً مسافة 36كيلومتراً وعندما وصل إلى أثينا صاح فى مواطنيه وبأعلى صوته ( انتصرنا على الفرس..انتصرنا على الفرس) ثم لفظ أنفاسه الأخيرة من فرط الإرهاق ومات. ظلت ذكرى هذا الضابط ماثلة فى الأذهان حتى أعيدت الألعاب الأوليمبية فى نهاية القرن التاسع عشر وصارت كلمة ماراثون تستعمل للتعبير عن أي مسابقة طويلة للمشى أو الركض . ضعف المنتخب والإصرار على مازدا * بشق الأنفس حقق منتخبنا الوطنى الفوز على منتخب سيراليون الذى يعتبر أضعف منتخبات المجموعة وقد احتاج منتخبنا لركلة جزاء حتى يحسم تلك المواجهة التى ظهر فيها بمظهر مهزوز وباهت خصوصاً فى شوط اللعب الأول حيث الأخطاء التكتيكية والفنية وغياب التجانس وتباعد خطوط اللعب ولولا براعة الحارس المعز محجوب وضعف خبرة لاعبي المنتخب السيراليونى لما حصل صقور الجديان على النقاط الثلاث . * ومستوى المنتخب كما قلت من قبل لا يحض على الاطمئنان ولا يدعو أبداً إلى التفاؤل سيما وأن المواجهات القادمة ستكون فى غاية الصعوبة لأنها ضد منتخبين الفارق بينهما والمنتخب السيراليونى يبدو كبيراً وشاسعاً ولا أخال أن السيد محمد عبدالله مازدا لديه جديد يجعلنا نؤمل فى تحقيق الانتصارات والتأهل إلى نهائيات الأمم الأفريقية بالجابون . * ولا أعرف حقيقة سر بقاء مازدا مدرباً للمنتخب رغم فشله الذى لا يختلف حوله اثنان ولا أعرف ما هو الشيء المميز الذى يتمتع به مازدا ويراه قادة الاتحاد العام ولا يراه أحد غيرهم ؟ لقد احترت والله فى أمر هذا المدرب الذى يكافأ بالتجديد والاستمرارية عقب كل إخفاق مثلما احترت فى السيد أسامة عطا المنان والذى يخرج علينا مدافعاً عن المدرب بعد كل خسارة . إننى لا أسعى لتشويه صورة هذا المدرب الذى أكن له على المستوى الشخصي كل الاحترام التقدير ولكنى فقط أؤكد أنه ما عاد صالحاً للإشراف على المنتخب بعد أن برهنت النتائج على فشله . * على قادة الاتحاد العام وبدلاً من سياسة الترضيات والمجاملات التى أقعدت بالكرة السودانية وبدلاً من العشوائية التى يتبعونها فى إدارة الكرة عليهم ولو لمرة واحدة أن يتبعوا سياسة عقلانية وأن يقيلوا مازدا ويتيحوا الفرصة لمدربين مؤهلين يستطيعوا أن يحققوا النجاح ويصلوا بالمنتخب إلى المراحل التى نحلم بها . * قادة الاتحاد العام دائماً ما يبرروا إصرارهم على بقاء مازدا بالشهادات الرفيعة التى يحملها ونحن ليس لدينا خلاف فى ذلك فهذا المازدا بما يحمله من شهادات قد يستحق تولى كبرى منتخبات العالم وقد ينجح تماماً فى إدارته لكنه فشل فى إدارته لمنتخب السودان والساحة المحلية تعج بالكثير من المدربين المميزين والمؤهلين والذين إن وجدوا الفرصة لوصلوا بمنتخب السودان إلى نهائيات كأس العالم .وخلاصة القول أن وجود مازدا على رأس الجهاز لمنتخبنا الوطني يضعف من أمل الصقور فى التأهل إلى نهائيات الجابون.