كثير من المدربين المغمورين الذين قدموا الى السودان للعمل في الاندية السودانيه عموماً واندية القمة الهلال والمريخ بصفة خاصة ، واغلب المدربين الذين عملوا هنا كانت اندية القمة اضافة الى سيرتهم الذاتية عكس الشئ المتعارف عليه في العالم اجمع بان الاندية تتعاقد مع مدربين معروفين صنعوا الامجاد رفقة اندية اخرى ماجعلهم هدفاً للاندية الكبيرة ، لكن في السودان لم يتم التعاقد في الفترة الماضية مع مدربين اصحاب أسم الا في بعض المرات وتعد على اصابع اليد الواحدة من بينهم مستر اوتوفيستر (مدرب منتخب الكاميرون) وكامبوس (مساعد معاون في ريال مدريد ) وغيرهم من اصحاب البصمة لينضم اليهم الفرنسي غارزيتو بعد صنع التاريخ مع مازيمبي الكنغولي واستقطبه الهلال اولا ومن ثم اعاده المريخ مرة اخرى الى العمل بالسودان ليكون امتدادا لمدربين استقدمتهم القمة السودانية وهم في الاصل مدربون يشار اليهم بالبنان . سيرة ذاتية مميزة : يمتلك المدرب الفرنسي دييغو غارزيتو المولود في فرنسا بتاريخ 19/1/1950 وصاحب ال 65 عاماً سيرة ذاتية مميزة جدا اهلته ليكون من ابرز المدربين الذين تتهافت عليهم الاندية من اجل كسب توقيعة ، ومن ابرز الفرق التي عمل بها غارزيتو هي تي بي مازيمبي الكنغولي 2009 والذي احرز معه لقب ابطال افريقيا ومن ثم عمل مدربا للهلال في العام 2011 وكانت محطته الاخيرة نادي شباب قسطنطينة الجزائري قبل ان يحزم حقائبة في نهاية العام المنصرم الى احمر السودان حتى هذه اللحظة في رحلة البحث عن الذهب الافريقي والتي باتت قاب قوسين او ادني . مدرب بدرجة خبير بإفريقا : هو من المدربين المعروفين في القارة الافريقية ومجرد ذكر اسمه فقط على وسائل الاعلام تجد الجميع يتهافت لمعرفة اين وجهته وماذا هو فاعل ، والذي يعتبره الكثيرون من اكبر المديرين الفنيين الذين عملوا في القارة السمراء ويعرف كل خفاياها واسرارها الشئ الذي يساعد ويساهم في تخطي الفريق المريخي للعقبات والمطبات المعروفة في الادغال الافريقية بصفة عامة . أسباب تعاقد الوالي معه دون غيره : من ابرز الاسباب التي دفعت والي المريخ الى التعاقد مع غارزيتو حسب وجهة نظره تتمثل في المصلحة العامة للفريق وانه ينشد التطوير في تعاقده مع غارزيتو وفهو اي ( الوالي ) لايرى اي غضاضة في الاستعانة بمدرب الهلال سابقا لان عملية الانتقال بين الاندية الكبيرة اصبح عاديا في عصر الاحتراف ، ورغم ذلك صرح الوالي وقتها بان تعاقد المريخ مع غارزيتو لجملة اشياء منها ايضا خبرته في القارة السمراء وهو صاحب بطولات ، واكد الوالي ان اسباب التعاقد معه كذلك كانت لمعرفته المسبقة بطبيعة اللاعب السوداني والبطولة من واقع تدريبه في نادي الهلال . الإنضباط سبب له المشاكل أين ماذهب : من ابرز الملاحظات على مدرب المريخ غارزيتو انه من نوعية المدربين الذين يضعون لائحة الانضباط الشديدة في اولى اولوياتهم فهو لايترك شيئا للظروف ولا يحب التدخل في عمله من اي شخص كان ولايفرق من اجل فرض هذه اللائحة مابين نجم جماهيري او لاعب ناشئ ، او مابين رئيس نادي او مشجع عادي ، وهو الشئ الذي سبب له الكثير من المشاكل في حله وترحاله بين الاندية التي عمل بها ، فهو مشهور عنه الخلافات والصدامات وظل يتصدى لكل ما من شأنه تعكير الاجواء مما دفعه عن الرحيل القسري احيانا نتاج لعدم الانضباط ولعدم رضائه عن التدخلات الادارية . الإمكانيات الفنية متاحة له بالمريخ : ربما يقول قائل بان الفرنسي وجد فريقا جاهزا من نجوم كبار وربما يقول البعض بان الصدفة وحدها لعبت دورا بارزا في نتائج المريخ الاخيرة ، لكن الحقيقة هي ان هذه الانتصارات هي من صنع الداهية الفرنسي والذي قدم عصارة خبرته ووظفها في خدمة المريخ ، واستطاع ان يبدع في التوليفة التي يخوض بها المباريات ، وتبقى من اهم العوامل التي ساعدته هو وجود عدد من اللاعبين الموهوبين في كشف الاحمر امثال الحارس الأوغندي جمال سالم والواعد شيبوب الذي صنع ربيع نجوميته من العدم والنيجيري سالمون جابسون والدبابة الوطنية بكري المدينة ولاعب الوسط علاء الدين يوسف وغيرهم من اللاعبين الذين يصنعون الفارق في اي كشف اذا وجدوا المدرب الخبير وهو بالفعل ماوجدوه عند غارزيتو فكان التناغم والانسجام حاضرا . نظرته للاعب السوداني وحكاية ترصده للنجوم : المتتبع لمسيرة غارزيتو يجد انه دائم الصراع مع غالبية النجوم بلا استثناء وذلك لشئ واحد فقط هو انه كغيره من الخواجات يجهلون حقيقة اللاعب السوداني ، لكنه بعد ان عاش الواقع في السودان رفقة الهلال والمريخ ادرك ان اللاعب السوداني موهوب بالفطرة لكنه كذلك ادرك الحقيقة المرة من وجهة نظره فكم من مرة المح الى ان الجدية والاحترافية والسلوك وعدم المجاملة امور لم يألفها او يتعود عليها اللاعب السوداني فهو لايهتم برفع معدل لياقته البدنية ورشاقته او حتى المحافظة على ما اكتسب منها ، والمح في عدة احاديث اثناء خلافاته المتكررة مع العديد من اللاعبين الى الدلال الذي يتمتع به اللاعب السوداني حتي اصبحت كلمته هي العليا على الجهاز الفني وانهم سبب ذهاب العديد من المدربين الاكفاء ، وعن رده عن اتهامه بترصد النجوم قال : انه عندما قدم الى السودان لم يكن يعرف حتى اسماء اللاعبين فكيف يترصدهم ، وقال ان مثل هذه الاشياء امور يجب تفاديها فليس هناك مدرب يحب ان يستبعد او يترصد نجما هو في اشد الحاجة اليه ، لكن هناك امور اخرى تتحكم في تبديلاته وتغييراته ويجب احترامها . يحظى بدعم كبير من المجتمع المريخي : قل ان تجد مدربا او لاعبا او اداريا يحظى بدعم كافة قطاعات النادي الذي يدربه في كل الفئات سواء من الجماهير او الادارة او الاعلام ، والفرنسي غارزيتو يعتبر واحدا من بين هؤلاء الاقلية الذين يحظون بالدعم الكامل من الجميع ، رغم انه وجد معارضة نوعية من البعض من ناحية عاطفية لاشخاص يرفضون كل ماهو هلالابي وليس لها علاقة بالامكانيات الفنية ، لكن غارزيتو عمل باحترافية عالية ليؤكد لهم ان التقييم بالاداء وليس بمكان العمل . يسير بالمريخ في هدوء لمختلف البطولات : من الاشياء المهمة حاليا والتي تستوجب الانتباه والتركيز معه ان غارزيتو يمر ويسير بفرقة المريخ بهدوء وتميز في كافة البطولات المشارك فيها بمختلف مسمياتها فهو قد بلغ المراحل الاخيرة في بطولة كاس السودان ومتصدر الدوري الممتاز والاهم من كل ذلك انه يجلس في المركز الثاني خلف الاتحاد الجزائري في مجموعات ابطال افريقيا ، ويمكننا القول انه وضع قدما في نصف النهائي الافريقي وهي اشياء تحسب له كمدير فني في المقام الاول .