مع تولي تنظيم عزة الهلال للأمور الإدارية لمجلس إدارة نادي الهلال عبر جمعية عمومية عقدت قبل عام ونصف من الآن انتهج الهلال سياسة جديدة وحديثة في معظم الأندية العالمية ، وذلك باتجاه فريق الكرة للاعتماد على اللاعبين صغار السن، لما يمتازون به من حماس وطموح، وفي الموسم السابق اعتمد الأزرق على الوجوه الشابة بمنحهم الفرصة التي فجرت من خلالها الدافعية لعدد كبير من اللاعبين الشباب، بالإضافة لاتجاه الأندية الأخرى للاعتماد عليهم بعد أن نجحت التجربة في الهلال في الموسم الماضي، خاصة في بطولة دوري سوداني الممتاز، التي دفع فيها الإطار الفني للهلال بعناصره الشابة من الفريق الأولمبي مما جعل عدداً من الأسماء تقدم نفسها بشكل جيد وتلفت الأنظار واضعة قدماً في درب النجومية الوعر، المستويات التي قدمها هؤلاء الشبان في بطولة الدوري المحلي جعلت المدرب التونسي يستعين ببعضهم رفقة الفريق الأول بجانب النجوم الكبار ولم يخذل هؤلاء مدربهم بعد أن أجزلوا العطاء،" قوون" حاولت أن تقف عند عدد من الأسماء التي وضعت بصماتها في الموسم الماضي ، قبل أن يخفت صوتها الآن من خلال معسكر الفريق بمدينة سوسة التونسية. وليد نيمار أظهره بلجيكي قدم نجم الهلال الواعد وليد علاء الدين مستويات كبيرة طوال الموسم المنصرم في وسط ملعب الهلال رغم صغر سنه حيث انفجرت موهبته من خلال معسكر الهلال بمدينة الفجيرة ابان فترة باتريك أوسيموس المدرب السابق للفريق البلجيكي، الذي أشرف على الأمور الفنية منذ فترة الإعداد بالفجيرة حيث ظهر نيمار الهلال بإمكانات فنية وبدنية بمستوى عالٍ، وصفها الفنيون بأنها أكبر بكثير من سنه خاصة وأن اللاعب ما يزال يافعا،ً بتلك الإمكانيات الفنية والبدنية العالية التي اكتشفها فيه باتريك بمنحه الثقة، وفرصة المشاركة قدم اللاعب السهل الممتنع في بطولة دوري سوداني الممتاز، وسجل عدداً من الأهداف الحاسمة لفريقه بجانب مساعدة الفريق في بلوغ الدور قبل النهائي من دوري أبطال أفريقيا وإجادة صناعة الأهداف بطريقة جعلت كل المراقبين يشيدون به ويثنون عليه بلقب نيمار، وبما أنه يمتاز بكل هذه الإمكانات وهذه إلا أن مستواه الفني في الفترة الأخيرة تراجع مما أفقده مقعده بالتشيكل الأساسي لعدد من المباريات في الوقت الذي كانت تنتظر منه الجماهير المزيد ليقدمه، سبب ذلك التراجع يعزيه اللاعب نفسه إلى مدربه السابق التونسي نبيل الكوكي الذي خلف مكتشفيه بتقييده بأدوار تكتيكية معينة في الخط الخلفي مما أفقد اللاعب بريقه الذي وسط أنصار الفريق بالرغم من أن التونسي يرى المدرب بأن اللاعب اجتاز كل خططه التكتيكية التي رسمها له وقام بتنفيذها لكن الجماهير ترى عكس ما يراه المدرب التونسي ليكون اللاعب في وضعية يحسد عليها بتنفيذ متطلبات مدربه وهو الأهم وإرضاء رغبات جميع أنصار الفريق وهو الأصعب؛ رحل التونسي وختم الموسم التنافسي بخيره وشره فتحت صفحة جديدة بالإعداد للموسم الجديد بإطار فني جديد وطموحات متجددة أسبوعان من الإعداد تسيير، وأخبار وليد نيمار تشير إلى أنه يعمل بصمت، دون المستوى الذي ظهر به بمعسكر الفجيرة الذي ظهرت نتائجه إيجاباً لدى اللاعب من خلال مشاركته في الموسم التنافسي المنصرم، بالرغم من أن اللاعب شارك في مباراة الفريق أمام الاتحاد الليبي وأحرز هدفاً إلا أن أداءه وعدم مشاركته باستمرار تحولنا إلى الاستفهام. أطهر الطاهر أسقط الغربان أما أطهر الطاهر فقد كان من العناصر الأساسية بالفرقة الزرقاء في المشاركات الأفريقية في جميع خانات الملعب، رغم حداثة سنه وقد اعتمد عليه المدير الفني للفريق الكابتن نبيل الكوكي في عدد من المباريات الكبيرة على غرار مواجهة مازيمبي الكنغولي الفاصلة والتي كان الفوز فيها يمنح الهلال التأهل للمربع الذهبي، وبالفعل كان الفوز عن طريق النجم الواعد الذي سجل هدف المباراة الوحيد في مرمى كديابة ليضع أطهر اسمه من بين نجوم الموسم الهلالي، لكن هو الآخر يعتبر ضيفاً بمعسكر سوسة بقلة مشاركته في المباريات وتواضع ظهوره بالتدريبات. الإصابة تحرم ميدو من التألق لم تدع الإصابات المهاجم الشاب محمد عبد الرحمن ليقدم كل ماعنده في هذا الموسم بعد أن لاحقته بين الفينة والأخرى مما اضطر مدربه لأن يبعثه لتونس من أجل العلاج أثناء مشاركة الفريق في دوري الأبطال رغم حاجة خط الفريق الماسة لمجهوداته في خط الهجوم، وما ذلك إلا حرصاً من ألا يفقده الهلال مستقبلاً، التقارير الطبية إضافة إلى إفادات اللاعب نفسه أكدت تماما تعافيه من الإصابة وذلك قبل إقلاع طائرة هلال 2016 لتحضيرات سوسة إلا أن لعنة الإصابة لاحقته مجدداً من خلال الإعداد للعام الجديد .. ليكون أمر توقفه بإرادة الأقدار لا إرادته لتحرمه من تقديم خدماته في الراهن للإطار الفني بقيادة الفرنسي ميشيل كافالي. الثعلب واحد من عشرة وبما أن مجلس إدارة نادي الهلال وضع في حساباته تغيير جلد الفريق بالاستغناء عن الأسماء التي كانت موجودة بكشف الفريق والاستعانة بعناصر شابة جاء ذلك تدريجياً من خلال الاهتمام أولا بالفريق الرديف واستجلابه لعشرة لاعبين دفعة واحدة من ضمنهم صهيب الثعلب الذي قدم إمكانياته بصورة ممتازة جعلت مجلس إدارة النادي والقطاع الفني مجبرين على منحه الفرصة للعب بجوار الكبار بالفريق الأول مستصحباً معه عماد الصيني الذي قدم هو الآخر مستوىً جيداً، ولم يكن أكثر المتفائلين في الهلال يتوقع كل تلكم المستويات من نجم فريق الشباب صهيب الثعلب الذي أبدع واقنع منتقديه قبل مناصريه بأدائه، وبالمستوى الذي ختم به الثعلب موسمه التنافسي الأول مع الأزرق ارتفع سقف طموحات الجماهير وأصبحت متفائلة به أكثر دون أن تراعي فيه حداثة التجربة وصغر السن مع ذلك يعتبر أمام محك وتحديد كبير في الموسم الذي شارف على الانطلاق. الحقيقة التي لا تقبل التشكيك ما بين الطموح الكبير لدى الجماهير والمستوى الذي قدمه هذا الرباعي في ظل الظروف التي تحيط بهم تبقى الحقيقة التي لا تقبل التشكيك بأن المستوى لرباعي الأزرق يؤرق بمعسكر سوسة التحضيري وحتى الآن لم يقدموا ما يتوقع أن يقدموه على عكس ما بذلوه في المعسكرات السابقة والتي انفجرت فيها مواهبهم .. ولا يمكن وصفهم بأنهم خيبوا التوقعات باعتبار أن التحضير حتى الآن لم ينقض وأن الموسم التنافسي لم يبدأ بعد خاصة وأن هنالك متسعا من الوقت لكن هنالك أسئلة يفرضها الواقع هل عادت الهيمنة للاعبين الكبار مجدداً؟؟، وهل سيقلب الشبان الطاولة على أصحاب الخبرة قبل انطلاقة الموسم التنافسي؟؟، أم أنهم لم ينالوا ثقة كافالي حتى الآن؟؟، أم تغيرت سياسة مجلس الهلال؟؟
